آخر الأخبار
الإنترنت الفضائي في اليمن.. ترحيب رغم المخاوف والمخاطر (تقرير خاص)
الخميس, 19 سبتمبر, 2024 - 01:45 صباحاً
قوبل إعلان شركة ستارلينك "المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك"، يوم الأربعاء، بدء توفر خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن لأول مرة في الشرق الأوسط بين الترحيب من جانب الحكومة اليمنية والفصائل المنضوية خلفها، وبين التحذير من المخاوف والمخاطر من دخول هذه الخدمات وتأثيرها على الأمن القومي للبلاد.
وأعلنت شركة ستارلينك، وهي أكبر مزود لخدمة الإنترنت الفضائي في العالم، في وقت سابق الأربعاء تفعيل خدماتها في اليمن، وأشار مالكها إيلون ماسك إلى أن الخدمة أصبحت متاحة رسميا عبر حسابه على منصة “إكس”.
وهنأت السفارة الأمريكية اليمن على هذه الخطوة ووصفتها بأنها “إنجاز”. وقالت في تغريدة على منصة “إكس” مساء الأربعاء “تهانينا لليمن لكونه أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من ستارلينك”، مضيفة “يوضح هذا الإنجاز كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصا جديدة وتدفع عجلة التقدم”.
وفي حين اعتبرت الحكومة اليمنية دخول خدمات إستار لينك اليمن، خطوة نوعية لتعزيز البنية التحتية الرقمية وتوسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت، قال الحوثيون إنها تضر بالأمن القومي للبلاد، مهددين باتخاذ إجراءات لمنع استخدام الخدمة في اليمن.
خطوة نحو التحول الرقمي
وقال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في الحكومة اليمنية واعد باذيب: "نثمن الجهود المبذولة من قبل فرق العمل في الوزارة والهيئات والمؤسسات التابعة لها التي أسهمت في تحقيق هذا الإنجاز الهام، الذي يعد نقلة نوعية في تحسين خدمات الإنترنت وتمكين المواطنين في المناطق النائية من الوصول إلى الشبكة العالمية."
وأضاف "هذا الحدث يعد انتصاراً كبيراً لوزارة الاتصالات وللحكومة الشرعية، حيث يمثل أولى خطوات التغيير الملموس والجاد نحو التحول الرقمي، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، فإن تفعيل خدمة الإنترنت الفضائي 'ستارلينك' يعكس التزام وزارته بتقديم حلول تقنية متقدمة تساهم في تحسين حياة المواطنين وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن."
وأشار الوزير باذيب إلى العديد من التحولات الجديدة القادمة في قطاع الاتصالات، سيتم الإعلان عنها تباعاً وفقاً لخطة الوزارة لما تبقى من عام 2024، وتهدف هذه التحولات إلى تفعيل القطاع بشكل أكبر وإعادة دور مؤسسات الوزارة في تعزيز التنمية وزيادة الإيرادات، مما يسهم ذلك في تحقيق استدامة خدماتها وتطويرها بما يلبي احتياجات المواطنين ويسهم في بناء مستقبل رقميّ حديث.
وأشار إلى أن هذا الدعم كان أساسيًا في تجاوز التحديات لتحقيق هذا النجاح الذي يخدم كافة شرائح المجتمع ويعزز التواصل الرقمي في البلاد.
من جانبه، قال عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن المحرّمي المدعوم إماراتياً، إن تفعيل خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" يمثل خطوة مهمة لتعزيز التنمية والتواصل في اليمن.
وأوضح المحرّمي، في تغريدة نشرها في منصة (إكس) مساء الأربعاء، أن هذه الخدمة ستوفر إمكانية الوصول إلى الإنترنت بشكل أكثر أمانًا، مما يعكس التطلعات نحو مستقبل مشرق يتكاتف فيه الجميع لبناء وطن مزدهر ومتصل بالعالم.
"انتهاك للأمن القومي"
من جهتها نددت وزارة الاتصالات في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين بإدخال خدمات ستارلينك لليمن وقالت إنه “يضر بالأمن القومي”.
ونقلت وكالة "سبأ" التي يديرها الحوثيون بصنعاء عن مصدر بالوزارة قوله إن “تقديم خدمات الإنترنت من قبل شركة أجنبية في أي منطقة في كافة أنحاء الجمهورية، يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي اليمني ويقوض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم”.
وحدرت الوزارة المواطنين من التعامل مع الشركة وخدماتها، مهددة باتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع استخدام الإنترنت الفضائي باليمن.
مخاوف مجتمعية
على صعيد متصل، أبدى الكثير من رواد مواقع التواصل، من تخوفاتهم إزاء إعلان خدمات الإنترنت الفضائي في اليمن، كأول دولة في الشرق الأوسط يتم تفعيل الخدمة فيها، متسائلين عن السر خلف هذا التوجه لا سيما مع الاختراقات السيبرانية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وراح ضحيتها الآلاف بين مصاب وقتيل.
وقال خالد صافي: "خدمات الإنترنت الفضائي من شركة ستارلينك متاحة الآن في اليمن كأول دولة عربية كما أعلن إيلون ماسك! حد شم ريحة الطبخة وهي عم تتجهز؟
من جانبه، الناشط الصحفي أحمد فوزي قال هو الآخر، أحمد فوزي، "أن تبارك السفارة الامريكية في اليمن دخول خدمة انترنت ستارلانك وتحتفي به بهذه الطريقة فالهدف ليس بريء ولن يكون ستارلانك المملوكة لإيلون ماسك ليست الا خدمة عسكرية ولا تنسوا انهم يقدمون ذات الخدمة لجيش الاحتلال الصهيوني وأيضا للجيش الأوكراني.
وأضاف "هذا ترويج لعمل استخباراتي يستهدف الأمن القومي في اليمن".
الناشط توفيق أحمد قال "لقد بدأت الشركات العالمية في محاولة فرض شبكة "ستارلينك" على اليمن، لكن هذا المشروع ليس مجرد خيار تقني بل هو تهديد خطير ومباشر لسيادتنا وأمن معلوماتنا".
وأضاف "هذا التدخل الأجنبي يجب أن يُرفض بقوة وبلا تردد، لأسباب واضحة ومدمرة".
المغرد القطري عبدالله آل عذبة تساءل هو الآخر: "لماذا لم تسمح أميركا بخدمة ستارلينك في غزة هاشم بعد طوفان الأقصى وتباركها في اليمن الكبير في غزة بعد إيقاف واشنطن لبرنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة؟
وأضاف متسائلاً: أين ستتوافر الخدمة؟ وهل هي أداة اختراق بعد إسقاط 10 طائرات M-Q9 تجسسية؟
الناشط فايز سيلان قال من جانبه، لعد دخول خدمة الانترنت ستارلينك لليمن بشكل رسمي التاجر الذكي والناجح هو الذي سيسبق الجميع بالتفكير لمشاريع كان من الصعب تحقيقها قبل توفر النت".
وأضاف "اعتقد النت سيحقق قفزة في المشاريع التجارية خاصة الخدمية منها والتي لا تحتاج لرأس مال كبير بقدر ما تحتاج لأفكار إبداعية وتقنية والشاطر من يسبق بالفكرة التي توفر حاجات الناس وتسهلها".
يهدف مشروع “ستارلينك” من شركة “سبيس إكس” المملوكة لماسك، إلى توفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمناطق النائية أو التي تعاني من ضعف البنية التحتية التقليدية للاتصالات، مما يجعل اليمن من أبرز المستفيدين في ظل الأوضاع الحالية.
وتقول وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات اليمنية بعدن إن الخدمة ستقدم بأسعار مخفضة بنسبة 50%.
ويشتكي مستخدمو الإنترنت في اليمن من سوء مستوى خدمات الإنترنت التي تقدمها شركات الاتصالات الحكومية والخاصة للهاتف المحمول، سواء في مدينة عدن، المقر الحالي للحكومة، أو العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.