آخر الأخبار
لفرض السيطرة الكاملة على عدن.. هل تجرد الإمارات الزُبيدي من صلاحياته لصالح تمكين قيادات جديدة؟
الجمعة, 30 أغسطس, 2024 - 11:43 مساءً
في منتصف أغسطس الجاري كشفت وثائق مسربة نُشرت على نطاق واسع، عن أسماء عدد من المتهمين بتنفيذ عمليات اغتيال بحق شخصيات اجتماعية ودينية وسياسية وعناصر بالمقاومة في مدينتي عدن والضالع.
وأقر المتورطون بجرائم الاغتيال، بحسب الوثائق التي تعود إلى شهر مارس 2021، بوقوف القيادي في مليشيا الانتقالي “شلال شايع” وراء خلية اغتيالات نفذت جرائمها بمحافظتي الضالع وعدن من 2018 إلى 2020، بدعم من دولة الإمارات.
وتظهر الاعترافات التي أدلى أحد أفراد العصابة، للأجهزة القضائية بمحافظة الضالع، أن شلال شايع المعيّن بقرار من رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي رئيسًا لجهاز مكافحة الإرهاب؛ يدير تلك العصابات ويدفع لها، مقابل تنفيذ عمليات اغتيال بحق شخصيات اجتماعية ودينية وسياسية وعناصر بالمقاومة في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية.
ومنذ ثماني سنوات ونيف، وعدن تعاني من انفلات أمني تسبب في إزهاق أرواح كثير من أبناء المدينة، فضلا عن الخوف وانعدام الأمن الذي يؤرقهم، في ظل سلطة أدوات الإمارات المتمثل في مليشيات المجلس الانتقالي، وإن كانت الحكومة اليمنية موجودة شكليا منذ تحريرها من جماعة الحوثي قبل سنوات.
ويعد شلال شائع أحد أبرز الأيدي الإماراتية التي أدارت السجون السرية والاغتيالات في عدن، وأبرز أدوات الإنتقالي الضالعة في انتهاكات حقوق الإنسان وفق تقارير المنظمات الدولية، حيث كان يعمل في منصب إدارة أمن عدن، وعين بعدها ملحقا في سفارة اليمن في دولة الإمارات، وهو المنصب الذي لم يتقبله حتى جاء تعيينه رئيسا لجهاز مكافحة الإرهاب.
وأمس الخميس، أصدر رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي التابع للإمارات عيدروس الزُبيدي، قرارا كلف فيه أبو زرعة المحرمي بإدارة ملف الأمن ومكافحة الإرهاب بدلاً من “شلال شائع” المتهم بارتكابه جرائم ضد حقوق الإنسان.
تجريد الزبيدي من صلاحياته
وقال المحلل السياسي خالد عبدالرحمن: "أن القرارات التي أصدرها عيدروس الزُبيدي هي قرارات إماراتية خالصة، لأن الإمارات قررت تجريد الزبيدي الذي يمثل “جناح منتهي الصلاحية” من قيادة أهم الفصائل التي شكلتها خلال السنوات الماضية، وتسليمها لنائبه القيادي السلفي عبدالرحمن المحرمي “أبو زرعة” قائد “العمالقة” الذي يمثل "جناح لم يتم كشف أمره بعد"، ويمكنه تقبل عودة نجل الرئيس السابق أحمد علي صالح، لقيادة بعض الفصائل التي شكلتها الإمارات خلال السنوات الماضية".
وأوضح عبدالرحمن في حديثه لموقع "المهرية نت" أن إبعاد شلال شائع من المشهد، يمثل تجريد عيدروس الزُبيدي من صلاحياته العسكرية للفصائل “الأمنية مكافحة الإرهاب” التي تمثل القوة الضاربة في عدن، بطريقة سلسلة، وتحت ذريعة الفضائح التي كُشفت مؤخراً عن تورط شلال بالوقوف خلف جرائم الاغتيالات وتعذيب المختطفين والمخفيين قسرا، مشيرا إلى أن الإمارات تتجه لتمكين زمام السيطرة الكاملة على عدن لقيادات جديدة لم يتم كشف جرائمها على مستوى الشارع الجنوبي".
اختطاف الجعدني وتعيين المحرمي
من جانبه أوضح الصحفي مصعب عفيف" أن تورط قيادات مقربة من الزبيدي تتواجد حالياً في أبوظبي باختطاف واخفاء المقدم على عشال الجعدني منتصف يونيو الماضي، وعلى رأسهم يسران المقطري، قائد مكافحة الإرهاب في عدن، كانت السبب لإصدار الانتقالي القرارات الأخيرة بحق "شلال شائع" لاسيما عقب رفض قبيلة الجعادنة العروض التي تقدمت بها الإمارات بدفع 100 مليون ريال سعودي مقابل إنهاء قضية عشال، واستمرار قبائل أبين وشبوة في الخطوات التصعيدية ضد جرائم الاغتيالات والاعتقالات والإخفاء بحق الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية.
واضاف عفيف في حديثه لموقع "المهرية نت": تسعى دولة الإمارات إلى إبعاد القيادات المتطرفة في المجلس الانتقالي، لضمان التهيئة لوصول أحمد علي عفاش إلى عدن، لإعادة تشكيل “فصائل الانتقالي" تحت قيادة أحمد علي وعبدالرحمن المحرمي".