آخر الأخبار
حوف الخضراء.. ما بين سحر الطبيعة الخلاب والإهمال المتواصل (تقرير خاص)
الأحد, 25 أغسطس, 2024 - 12:12 صباحاً
في كل عام يأتي الزوار من مختلف محافظات الجمهورية ومن خارجها إلى محمية حوف بمحافظة المهرة شرقي اليمن وذلك للاستمتاع بطبيعتها الخلابة وأجوائها الماطرة والتي تأتي طوال أشهر الخريف حيث أصبحت حوف في الآونة الأخيرة مقصد وواجهة سياحية مشهوره ،غير أنه ومع اقتراب نهاية كل موسم تتكرر مشكلة رمي القمامة على النباتات وفي الأماكن العامة .
وعلى الرغم من تخصيص أماكن وصناديق لوضع المخلفات والقمامة والتي وضعها مكتب النظافة والتحسين بالمحافظة ووضع لوائح إرشادية إلا ان البعض من الزوار والسياح يرمون النفايات والمهملات على النباتات وفي المربعات التي يجلسون فيها مما يشكل خطراً على صحة الإنسان والبيئة المحيطة والمواشي التي تتأثر أيضاً بسبب المواد البلاستيكية وغيرها من المخلفات الضارة.
تكرار هذه العادة السلبية تؤثر بشكل كبير على البيئة وتشوه المناظر الطبيعية وانبعاث روائح كريهة إضافة إلى التأثير الحيوي على النظام الحيوي في المنطقة التي تتجمع فيها النفايات وهو ما يراه الأهالي والساكنين في محمية حوف أحد أكبر السلبيات التي يخلفها بعض من الزوار بعد رحيلهم.
نفايات الزوار
وفي حديث خاص لموقع "المهرية نت"، قال رئيسة جمعية حوف النسوية التنموية الاجتماعية الأستاذة نور المقدم، إن الجمعية وفور وصول فصل الخريف عملت على إطلاق برامج توعوية لزوار محمية حوف إضافة إلى تنفيذ حملات تنظيف تطوعية من قبل الفريق التابع للجمعية.
وأوضحت المقدم بـ"أن هناك البعض من الزوار للأسف يرمون المخلفات والقمامة على النباتات مما يؤثر على المكان والبيئة"، داعية م الزوار إلى محمية حوف بعدم رمي النفايات من بعدهم ووضعها في الأماكن المخصصة لها.
شباب متطوعين
في سياق متصل قال محمد مسلم وهو واحد من الشباب المتطوعين لخدمة البيئة في محمية حوف، إن "أكثر الصعوبات التي تواجههم وتؤثر بشكل كبير على البيئة والمواشي هو رمي المهملات من قبل بعض الزوار الذين لا يراعون حرمة المكان وجماله.
ووجه مسلم في مقابلة مع "المهرية نت"، رسالة للجهات المعنية بتكثيف دورها في توعية الزوار ومراقبة المكان واتخاذ الإجراءات المناسبة ورفع رسالة أخرى إلى الزوار بمراعاة البيئة وجمال المكان والاستمتاع به دون الحاق أي اضرار بالمكان.
ماذا تعرف عن حوف؟
وفي أقصى شرق اليمن توجد محمية "حوف" في محافظة المهرة، وتحتضن واحدة من أهم وأشهر المحميات الطبيعية البرية في اليمن؛ وصولاً إلى منطقة ظفار في سلطنة عمان.
تقع حوف في محافظة المهرة، على بعد 1400 كم من صنعاء، وهي متاخمة للحدود مع سلطنة عمان، وتبعد عن مدينة الغيضة عاصمة المهرة بحوالي 120 كم، يحاذيها من الجنوب بحر العرب، ويبلغ طول ساحلها 60 كم.
وفي موسم الخريف تزدهر هذه الواحة الخضراء، ويتوجّه إلى اليمنيون خاصة سكان المهرة والمحافظات القريبة، كما يقصدها السياح وعشاق الرحلات والسفر لاكتشاف الطبيعة.
تنصنف حوف كإحدى أكبر الغابات الموسمية في شبه الجزيرة العربية، وأدرجتها الحكومة اليمنية عام 2005م محمية طبيعية، وموطنًا للعديد من الطيور والحيوانات النادرة، فضلًا عن أنها تحتوي على 250 نوعًا من النباتات والأشجار لعل أهمها شجرة اللبان العربي.
وتزداد محمية حوف جمالاً في موسم الخريف، حيث يغطي الغابة الضباب الكثيف طيلة ثلاثة أشهر في السنة (يوليو، أغسطس، سبتمبر).
حينما ترى سحر الطبيعة في محمية حوف تدرك أن تلك دعوة منها إلى كل إنسان.. تمنحه الكثير من عشق الحياة، والامتنان لما تجود به الأرض، وكل ما تجود به الأرض هو للإنسان بالدرجة الأولى.