آخر الأخبار

السيول تتربص بنازحي اليمن وتفقدهم ممتلكاتهم البسيطة (تقرير خاص)

المهرية نت - إفتخار عبده
الخميس, 15 أغسطس, 2024 - 09:14 صباحاً

 لم تكن حياة النازحين قبل موسم الصيف تنعم بالهدوء والسكينة؛ فهؤلاء العاجزون قد فرضت عليهم الحرب أن يتنقلوا من وجع لآخر، تتقاذفهم أمواجُ الحياة المليئة بالمآسي من مكان لآخر، ينتقلون من برد الشتاء إلى حرارة الصيف وسيوله القاتلة، وما بين سيول الصيف ورياح الخريف أوجاع كبيرة لا يشعر بمرارتها إلا هم وحدهم.

 

وجاء موسم الأمطار والتغيرات المناخية- هذا العام- ليزيد من معاناة النازحين وليفقدهم ممتلكاتهم البسيطة من طرابيل أو كنتيرات ومن مواد غذائية وأدوات والتي كانت تمثل لهم الحياة بأكملها، ليصبحوا بعدها بلا مال ولا مأوى".

 

ويوم الأحد/ الموافق 11 أغسطس شهدت محافظة مأرب أمطارًا غزيرة مفاجئة مصحوبةً برياح شديدة وصواعق رعدية أدت إلى سقوط 8 وفيات و36 إصابة ، كما تسببت بتأثيرات كبيرة على النازحين في 41 مخيمًا.

 

وبحسب سيف مثنى( مدير الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في محافظة مأرب) فإن" عدد الأسر المتضررة كليًا من الأمطار والسيول والصوائق وصل إلى( 2,973 ) أسرة، فيما بلغ عدد الأسر المتضررة جزئيًا( 4,206 ) أسر كما أصاب الضرر أربع مدارس ومرفقين صحيين ضررًا جزئيًا".

 

مساكن هشة 

 

وأضاف مثنى للمهرية نت أن" الآلاف من الأسر تسكن في أنواع من المأوى المؤقت والهش ذي التأثير السريع بتقلبات الطقس والمكون من( خيام - عشش - شبكيات- طرابيل ) ومأوىً كهذا لا يتحمل الظروف المناخية القاسية في محافظة مأرب؛ إذْ بلغت نسبة نوع المأوى المتضرر 85% من المأوى الانتقالي( الكنتيرات )".

 

وشدد مثنى على ضرورة تضافر الجهود الإنسانية والهيئات الإغاثية والتنسيق المستمر والتدخلات لتوفير المساعدات العاجلة من المنظمات الإنسانية والهيئات الإغاثية للتخفيف من معاناة الأسر المتضررة وتفاديًا لحدوث مخاطر وأضرار قادمة مع استمرار التحذيرات الصادرة عن الأرصاد الجوية".

 

في السياق ذاته يقول صدام زعبل( مسؤول مخيم الكنتيرات في محافظة مأرب)" جاءتنا قبل أيام أمطار غزيرة وصواعق رعدية ورياح شديدة أدت إلى إتلاف الكثير من المخيمات بشكل كامل وإصابة الكثير من الكنتيرات بأضرار كبيرة ومخيمات بأكملها تحولت إلى برك مائية ووحل".

 

وأضاف زعبل للمهرية نت" الكثير من النازحين هنا من فقدوا مأواهم، وأغراضهم المنزلية كلها غرقت بالمياه الموحلة فتحولت حياة النازحين بعد هذه الأمطار إلى مأساة لا يمكن وصفها، منهم من لم يجدوا ما ينامون عليه وما يلتحفون به إثر غرق مخيماتهم بمياه الأمطار ومنهم من فقدوا ممتلكاتهم كاملة".

 

وتابع" دب الخوف والرعب بقلوب الكثير من الناس هنا؛ إثر ما يرون من أضرار هذه الكارثة التي تلحق بإخوانهم وجيرانهم فبعض المخيمات اقتلعها السيل وسقطت على رؤوس ساكنيها الأمر الذي خلف أضرارًا في الأرواح والأدوات".

 

وتابع" النازحون في مخيم الكنتيرات يعانون الأمرين من قبل هذه الكارثة لكن الأمطار جاءت لتزيد الطين بلة وتفاقم معاناتهم وتجعل حياتهم مأساة في مأساة".

 

وواصل" الأضرار الصحية هي الأشد سوءًا فالكثير من الأطفال وكبار السن من أصيبوا بوعكات صحية بسبب تغير الأجواء، بالإضافة إلى أن العطب قد اقتم الكثير من مطابخ النازحين وموادهم الغذائية بسبب دخول المياه إليها وهذا ما سيخلف أضرارًا صحية وخيمة".

 

وعن نازحي محافظة تعز يقول، علي قائد( مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة تعز)" أضرار السيول واستمرار الأمطار جعل النازحين في المخيمات يعيشون أوضاعًا مأساوية وصعبة وفي ظل ظروف قاسية لا يمكن وصفها".

 

مخاطر صحية 

 

وأضاف قائد للمهرية نت" اليوم النازحون يواجهون مخاطر صحية متزايدة في ظل غياب الاستجابة وعدم توفر الخدمات الأساسية من المأوى وأدوات الإيواء والأدوات الغذائية، والرعاية الصحية، فهناك من النازحين من فقدوا مأواهم المكون من خيمة طارئة ومواد الإيواء والغذاء".

 

ولفت إلى أنه" من بداية شهر أغسطس استمرت الأمطار الغزيرة ما سبب أضرارا كبيرة في مخيمات النازحين هناك، وأما النازحون في مديرية مقبنة عزلة" البراشة" فقد تضررت منازلهم هناك وأغلبهم قادمون عن طريق حيس وهم يعيشون في منازل صغيرة معروفة باسم( دَيْمة- ديم ) وجاءت سيول مقبنة لتؤثر على هذه المنازل الصغيرة للناس الذين يعيشون في ظل وضع إنساني مرير".

 

وتابع" استمرار الأمطار الغزيرة أثر على المواد الغذائية الخاصة بالنازحين وعلى المواد الإيوائية أيضًا الأمر الذي جعلهم صفر اليدين لا يجدون ما يعيشون به وما يقيهم من شراسة التغيرات المناخية".

 

وواصل" وأما عن أمطار شهر يونيو ويوليو فقد تضررت منها مخيمات النازحين في مديرية المعافر ومديرية جبل حبشي، مخيم" الرحبة" و" الراجحة" وفي مقبنة" الحجر" وأضرار لمخيمات النازحين في الشمايتين أيضًا".

 

وناشد قائد" المنطمات الدولية والمحلية والجهات المعنية إلى التحرك بشكل عاجل لتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين الأكثر ضعفا والمتضررين من الأمطار والسيول".

 

من جهته يقول صالح بن عوض صويع( أحد النازحين في محافظة الجوف مخيم الغران- الوديعة )" جاءتنا أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة وصواعق رعدية مخيفة تضررت منها المخيمات بشكل كبير؛ فهناك من النازحين من فقد مخيمه بشكل كامل ومنا من فقد جزءًا منه وهناك من جرفت السيول مخيماتهم وباتوا في العراء".

 

وأضاف صويع للمهرية نت " الصواعق الرعدية أثرت بشكل كبير على الطاقات الشمسية، والرياح الشديدة كانت تأخذ الكثير من المستلزمات وترمي بها بعيدًا، والكثير من الألواح الشمسية أصبحت خارجة عن الصلاحية تمامًا كما أن الكثير من الطرابيل مُزقت بشكل كامل".

 

 مناشداتنا لم تلق تجاوبًا 

 

وتابع" منذ يوم الأحد الموافق/ 2024/8/11 إلى الآن ونحن لم نحصل على أي مساعدة من قبل المنظمات الدولية أو المحلية، على الرغم من مناشداتنا في طلب العون، لم نجد من يعيننا على تخطي هذه الأزمة الخانقة، فقط كل رب أسرة يحاول جاهدًا أن يلملم الشتات ويرمم الخلل ويسد الثغرات محاولات لا أكثر".

 

وواصل" أنا فقدت مطبخي بما فيه من مواد غذائية وفقدت طاقتي الشمسية التي كنت أستنير بها وتضرر المخيم الذي أعيش فيه مع أسرتي بشكل كبير أنا وغيري من النازحين".

 

واختتم" نناشد المنظمات الدولية والمحلية والجهات الحكومية بالنظر لمخيم الغران الذي يؤي الكثير من النازحين الضعفاء، اليوم هذا المخيم يعد حالة إنسانية من الدرجة الأولى الناس فيه بلا مأوى يفترشون العراء".

 


كلمات مفتاحية: النازحين السيول مارب تعز
تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية