آخر الأخبار
الانتقالي يغرق محافظة شبوة بالانفلات الأمني والثأرات القبلية (تقرير خاص)
عناصر من دفاع شبوة - أرشيف
الثلاثاء, 09 يوليو, 2024 - 11:54 صباحاً
حوادث الثأر القبلي في شبوة، أضحت مهيمنة تماماً على الأخبار القادمة من المحافظة الغنية بالثروات، والتي أخذت مجالاً واسعاً بسبب الانفلات الأمني، مما أدى إلى صعود الثارات القبلية الخامدة، خصوصاً في ظل غياب السلطة المحلية، وسيطرة فصائل مناطقية على الوضع الأمني في المحافظة.
لم يستقر الوضع في شبوة منذ نهاية عام 2021، عندما تم تعيين عوض ابن الوزير محافظاً جديداً للمحافظة بدلًا عن المحافظ السابق محمد صالح بن عديو، ومنذ تعيين عوض الوزير الموالي للإمارات محافظاً تشهد شبوة أعمال عنف وفوضى، وعودة قضايا الثأر، الأمر الذي يهدد سلامة المدنيين، ويزيد من حدة الصراعات.
وتزداد المخاوف مع ضعف أداء السلطات وحضورها الفاعل لوضع حد لهذه الحوادث المتكررة في المحافظة، وكذلك إحكام قوات الانتقالي الانفصالي السيطرة على المحافظة منذ أغسطس 2022، الأمر الذي فاقم من الانفلات الأمني، وعودة حوادث الثأر والخلافات القديمة إلى الواجهة بين القبائل.
الثارات القبلية
خلفت حوادث الثأر العديد من القتلى والجرحى في عدة مناطق في محافظة شبوة، بما في ذلك مدينة عتق عاصمة المحافظة، وبالتزامن مع الفوضى الذي تضرب المحافظة وغياب الضبط والمساءلة القانونية، هناك قبضة حديدية عندما يتعلق بأصوات المعارضين والناقدين لسلوك وأداء السلطة المحلية الجديدة والمليشيا المناطقية المتحالفة معها، وصولاً إلى تصفية عدد من الأئمة وخطباء المساجد.
وشهدت شبوة منذ تعيين المحافظ الموالي للإمارات عشرات الاشتباكات المسلحة، سواء بين مسلحين قبليين بدوافع الثأر، أو بين القبائل والمليشيات الانفصالية، وكذلك بين المليشيات المسلحة نفسها حول الموارد أو بدوافع مناطقية كالتي تتكرر بين ألوية العمالقة التي تتشكل في معظمها من محافظتي الضالع ولحج ، وألوية دفاع شبوة التي يغلب عليها العنصر المحلي.
أحدث ضحايا الثارات القبلية كان الشاب "أحمد سلامة العتيقي" الذي قُتل إثر خلافات شخصية أدت إلى تبادل إطلاق نار بين مسلحين من آل سلامة وآل جفة وسط مدينة عتق مركز المحافظة.
ومطلع الأسبوع الماضي اندلعت اشتباكات قبلية مسلحة بين آل أحمد بن فريد وآل بوبكر بن فريد في مديرية الصعيد، بعد انتهاء الصلح بين الطرفين، واستخدم الطرفان الأسلحة المتوسطة والثقيلة خلال الاشتباكات، ولقي ثلاثة مواطنين مصرعهم، فيما لم تحرك السلطات المحلية أو الأجهزة الأمنية أي ساكن وفقا لمصدر قبلي لـ "المهرية نت".
ومن بداية العام الجاري، جرى رصد أكثر من 14 اشتباكا قبليا في شبوة راح ضحيتها العشرات من أبناء المحافظة، بينهم مدنيون أبرياء ألقت بهم أقدارهم في مرمى الأسلحة التي لم تجد دولة تردعها.
وقد تم رصد انخراط أكثر من 11 قبيلة في أحداث العنف البينية، بعضها تستند إلى ثارات قديمة مضت عليها عقود من الزمن ، ووجدت فرصتها للعودة إلى السطح تحت مظلة المليشيات الانفصالية.
وفي هذا الصدد حذر رئيس "منتدى يزن للحد من الثأر" محمد فضل الحامد من أن حوادث القتل خارج القانون التي تزايدت مؤخراً تهدد النسيج الاجتماعي للمحافظة، متهماً السلطة المحلية بـ "عدم القيام بدورها لمواجهة هذه الظاهرة التي استفحلت خلال الفترة القليلة الماضية، التي ليس لها حل إلا بمعالجة الجانب الأمني".
من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري الجنوبي مدرم أبو سراج، أن "ما يقوم به المجلس الانتقالي في عموم محافظات الجنوب ابتداء من عدن وانتهاء بسقطرى هو تمثيل لأجندة إماراتية، لتفتيت النسيج الوطني في اليمن عموما والجنوب خصوصاً".
وفي مداخلة مع المهرية قال أبو سراج إن الانتقالي يتحمّل كافة المعاناة ليس في شبوة فحسب، بل في بقية المحافظات الجنوبية، فهو أداة القمع العسكرية والسياسية لقمع المواطنين.
سلام منفلت
وساهمت وفرة السلاح في المحافظة نتيجة الحرب والتجنيد ونشاط الدول الخارجية في شراء الولاءات العشائرية عبر المال والسلاح في مفاقمة ظاهرة الثأر، فضلاً عن "انتشار هذا السلاح في الأحياء والمدن التي تعج بالمواطنين " حسب وصف الناشط والصحفي مصعب عفيف.
وقال عفيف في حديثه لموقع "المهرية نت"، إنه لوحظ خلال الأسبوع الماضي استخدام أسلحة ثقيلة في اشتباكات القبائل، كما حدث في الصدامات التي اندلعت بين آل أحمد بن فريد وآل بوبكر بن فريد في مديرية الصعيد، وكذلك الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين قبيلتي آل ضيف الله وآل إسحاق في منطقة آره بمديرية عسيلان، شمال مدينة عتق مركز المحافظة.
وتابع: " صمت الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية عن حوادث الصراع القبلي الذي يحدث داخل مدينة عتق، شجع بقية القبائل على فتح قضايا الثأر الخامدة، في ظل سيطرة قوات تسمى" دفاع شبوة" على الجانب الأمني، التي تؤمن بالنزعة العنصرية والمناطقية كعقيدة".
وأردف: " لو أن الفصائل التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، تقوم بدورها على أكمل وجه، لكان كفيلا بإنهاء الثارات، لأنها تملك كافة السلطات".