آخر الأخبار

هل مبادرات فتح الطرق تمهد لتحقيق السلام في اليمن؟( تقرير خاص)

افتتاح طريق جولة القصر

افتتاح طريق جولة القصر

المهرية نت - رهيب هائل
الجمعة, 14 يونيو, 2024 - 09:59 صباحاً

بعد وصول قافلة السلام من صنعاء إلى مأرب مساء يوم الثلاثاء الموافق 4 يونيو 2024م، أعلنت جماعة الحوثي يوم الجمعة الماضية عن مبادرة فتح طريقين إلى مدينة تعز جنوب غربي اليمن، والتي تواجه حصارًا منذ عشر سنوات.

 

ويوم الاثنين الماضي أعلنت جماعة الحوثي عن مبادرة فتح الطريق بين محافظتي البيضاء وأبين من طرفها، استجابة لمطالب المواطنين من أبناء المحافظتين، وللتخفيف من معاناتهم، وفقًا لوكالة الأنباء ( سبأ) التابعة لها.

 

 

والثلاثاء الماضي، أعلنت الجماعة عبر قناة المسيرة الفضائية التابعة لها عن فتح طريق جبل رأس _ حيس _ الخوخة في محافظة الحديدة، بعد يومين من مطالبة الحكومة بإعادة فتح الطريق المغلق منذ نحو سبع سنوات جراء تداعيات الحرب.

 

 

و يوم أمس الخميس تم إعادة فتح الطريق الرئيسي في محافظة تعز" الرابط بين الحوبان ومدينة تعز" ويمر في جولة القصر - الكمب"، ووصلت العديد من المركبات الخفيفة إلى مدينة تعز-والعكس- وسط فرح واسع من قبل المسافرين والسكان في كلتا المنطقتين.

 

 

وتأتي هذه المبادرات من جماعة الحوثي بعد ضغوطات اقتصادية كبيرة تعرضت لها من قبل الحكومة الشرعية، المتمثلة بقرارات البنك المركزي اليمني في عدن وقرارات وزارة النقل ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات المتعلقة بنقل مقرات البنوك والمصارف وشركة الطيران اليمنية ووكالات السفر ومقرات شركات الهاتف، ومنع تداول العملة القديمة بعد مرور 60 يوما من تاريخ إصدار القرار.

 

 

ومع استمرار فتح الطرقات من قبل طرفي الصراع للعديد من المحافظات المحاصرة منذ أكثر من عشر سنوات، يتساءل الكثير من اليمنيين حول التأثيرات التي قد تسببها هذه المبادرات تجاه عملية السلام في اليمن، وهل سيتحقق السلام الشامل الذي يبحثون عنه منذ سنوات طويلة.

*تعزيز الثقة

يرى محللون وصحفيون أن هذه المبادرات إذا ما تحقق لها النجاح من خلال سهولة نقل البضائع وتيسير عملية السير للمواطنين، وتوقف الصراع في مختلف جبهات القتال، ستعزز الثقة بين الطرفين، ويمكن أن تخلق سلاما شاملا.

 

 

بهذا الشأن، يقول الصحفي والمحلل السياسي" عبد الواسع الفاتكي" إن " مبادرات فتح الطرق إذا تحقق لها النجاح وتم فتح الطرق أمام عبور المواطنين بسهولة ويسر وكذلك تيسير نقل البضائع دون أي عراقيل أو جبايات دون أن تشهد جبهات القتال أي أعمال قتالية ستعزز من بناء الثقة بين السلطة الشرعية و الحوثيين".

 

 

وأضاف لـ" المهرية نت" كما سيخفض التوتر بينهما إلى المستوى الذي يدفع للتفاوض حول الأسرى والمختطفين والمخفيين، وسيسهم في الانتقال إلى التفاوض حول الملف الاقتصادي والسياسي ووصولا لاتفاق نهائي لإنهاء الحرب".

 

 

وأشار إلى أن " مبادرات فتح الطرقات من قبل جماعة الحوثي تأتي بعد قرارات صارمة من البنك المركزي اليمني في عدن وقرارات وزارة النقل ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات المتعلقة بنقل مقرات البنوك والمصارف وشركة الطيران اليمنية ووكالات السفر ومقرات شركات الهاتف النقال إلى عدن وهو ما تسبب بضغوط اقتصادية كبيرة على المليشيات الحوثية من شأنها أن تسبب لها جفافا في الموارد المالية الأمر الذي جعلها تقدم على المبادرة بفتح الطرق لتخفف من تبعات تلك القرارات".

 

 

وتابع "استباقا لأي مفاوضات من المتوقع أن ترعاها الأمم المتحدة بين الحوثيين والحكومة الشرعية حول التدابير الاقتصادية، فلا يمكن التفاوض حولها قبل أن تفتح الطرقات ولو بعضها؛ كونه لا معنى ولا جدوى لأي اتفاق بشأن الجانب الاقتصادي دون أن تفتح الطرق لما لفتحها من علاقة وتأثير مباشر بالحركة التجارية وحركة الأموال والنشاط الاقتصادي برمته".

 

 

بدوره، يقول الصحفي "مختار شداد" لـ(المهرية نت) إن:" الحوثي منذ أعوام كان يرفض أي مشاورات سلام ويطلب مقابل فتح الطرق أشياء كبيرة، مثل ما حدث أثناء فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة مقابل فتح طرق تعز، وخلال تلك الفترة لم تفتح الطرق".

 

 

وأضاف " حاليا الحوثي يفتحها بدون قيد أو شرط والواقع يقول أن هنالك ضغوط كبيرة تمارس على الحوثي، جعلته يظهر وكأنه رجل السلام والرايات البيضاء".

 

وتابع " لا أعتقد أن فتح الطرق خطوة في عملية السلام، لأن الطرق فتحت فجأة دون وجود اتفاقيات مسبقة وآليات معينة، على الرغم من عدم الثقة بجدية الحوثي في الالتزام بها، لكنها كانت ستعتبر مؤشرًا إيجابيا يمكن أن نبني عليه تصورات مستقبلية لسير عملية السلام".

 

 

وأردف "ما يحدث في مناطق الحوثي من مبادرات فتح الطرق مرتبطة بقرارات البنك المركزي اليمني بمحافظة عدن في سحب العملة القديمة من السوق، واعتبارها منتهية بعد 60 يومًا من القرار، كذلك وقف التعامل مع أكبر 6 بنوك في اليمن، هذا الأمر أربك الحوثي كثيرًا".

 

 

ولفت إلى أن" الوضع الاقتصادي والعملة في مناطق الجماعة، تكاد سيولتها تكون منعدمة، وبالتالي زيادة منع ما هو موجود من العملة القديمة ضربة قاضية جعلت الحوثي يلجأ ويبادر بدون أي اتفاقيات في فتح الطرق والمنافذ، لتخفيف ضغط المواطنين في مناطق سيطرتهم وفتح المجال أمامهم في حرية التنقل، وهذا هو السبب الأول والأخير في اعتقادي الذي دفع بالجماعة لفتح الطرق".

 

*تحقيق نتائج إيجابية

يرى مواطنون أن هذه المبادرات من قبل الحوثيين والإجراءات التي قامت بها الحكومة الشرعية، ستحقق نتائج إيجابية مستقبلا، وقد تخلق توافقا بين الطرفين، والوصول إلى سلام دائم.

 

 

في السياق ذاته، يقول، المواطن" علي سعيد" إن:" مبادرات فتح الطرق بين الحكومة الشرعية والحوثيين، ستحقق نتائج إيجابية مستقبلا، وقد تؤدي إلى حدوث سلام شامل بين الطرفين".

 

وأضاف لـ" المهرية نت" يفترض على طرفي الصراع أن يستمروا بمثل هذه المبادرات ويسخروا جهودهم بما يصب في مصلحة المواطن، بعيدا عن المصالح الشخصية والمزايدة، وأن يحاولوا الوصول إلى حل وتوافق يرضي كلا الطرفين".

 

وتابع" ما تشهده اليمن اليوم من تقدم ملموس في فتح الطرقات وتيسير عمل المسافرين، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة الشرعية في البنك المركزي بمحافظة عدن، تدل على أن هنالك مؤشرات إيجابية قد تحل الأزمة اليمنية قريبا".

 

 

وأردف" يجب على طرفي الصراع الاستمرار بهذه المبادرات التي تخدم المواطن، وأن يقدم كلٌ منهم التنازلات في سبيل ذلك، حتى ينعم الشعب اليمني بالسلام الدائم".

 

 

واختتم حديثه قائلاً" نتمنى أن يتوافق طرفا الصراع، وتحل كافة المشكلات والعوائق المسببة للنزاع، وأن تحدث انفراجة حقيقية، لعملية سلام شامل وبناء دولة فدرالية، تصب في خدمة الشعب". 

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية