آخر الأخبار

الوحدة اليمنية بين نبذ الانتقالي وتمسّك الشعب! (تقرير خاص)

المهرية نت - رهيب هائل
الاربعاء, 22 مايو, 2024 - 08:09 مساءً

بالتزامن مع حلول الذكرى الرابعة والثلاثين لتوحيد شطري اليمن شمالا وجنوبا، عام 1990م، يشهد اليمن منذ مطلع 2014م صراعا مستمرا بين الحوثيين والحكومة الشرعية، تسبب في خلق العديد من الكيانات والفصائل الخارجة عن إطار الدولة والممولة خارجيا بهدف القضاء على الوحدة.

 

ويعد المجلس الانتقالي من أكبر الكيانات المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله، عن طريق بناءه للعديد من القواعد العسكرية الخارجة عن أمر الحكومة الشرعية، واستحواذه للعديد من المحافظات الجنوبية المحررة.

 

وتشكّل المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيًا في منتصف شهر مايو عام 2017م بهدف تشطير اليمن، واستعادة الدولة الجنوبية، وبسبب استمرار الدعم الخارجي وتقاعس الحكومة عن مهامها لايزال الانتقالي مستمرا في تنفيذ مشروعه الانفصالي.

 

وخلال الفترة الأخيرة، كشفت مصادر محلية، لموقع "المهرية نت" أن:" مليشيات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتياً، تواصل نهب معسكرات الدولة في أرخبيل سقطرى، وتنقل السلاح إلى خارج الجزيرة عبر مطار سقطرى الدولي، وسط تسهيلات مستمرة من قبل جهات الاختصاص في المطار والميناء".

 

وفي وقت سابق "جدّد العشرات من المحتجين من أبناء أرخبيل سقطرى، رفضهم للفوضى ومشاريع التخريب التي يقودها محافظ المحافظة التابع للانتقالي رأفت الثقلي، مؤكدين رفضهم لمشاريع الفوضى التي تقودها الإمارات وأدواتها في الأرخبيل".

 

ورغم نبذ الانتقالي للوحدة اليمنية، لا يزال الكثير من أبناء الشعب اليمني متمسكين بها، ويطالبون بتوحيد الصف والقضاء على كافة الكيانات التي تهدد الوحدة اليمنية وتنال من ثرواتها.

 

الشعب متمسك بالوحدة

بهذا السياق، يقول المحلل السياسي أحمد هزاع لـ" المهرية نت" إن:" الشعب في المحافظات الجنوبية متمسّك بالوحدة اليمنية على الرغم من العبث الحادث من قبل الانتقالي، ومحاولة ايهامهم بالتشطير والانفصال".

 

وأضاف "بعد مرور سبع سنوات من محاولة الانتقالي جر الشعب الجنوبي في المحافظات الجنوبية المسيطر عليها، وإخراجهم في مظاهرات بالقوة من خلال الترغيب أو الترهيب على عدم المضي بالوحدة، والدوس على العلم الوحدوي، أثبتت بأن ليس لديه مشروع أو مصوغات قانونية محلية أو دولية".

 

وتابع "لا يمتلك الانتقالي بُعدًا سياسيا، لأنه يريد أن يكون من ضمن المجلس الرئاسي ويمقت الوحدة، ويتحدث عن الانفصال ولم يستطع تجهيز حتى قوائم بالمشروع الذي يتحدث عنه، ك "دولة أو حكومة انتقالية أو ديمقراطية" وفي الأخير ما يهمه فقط سوى مصالحه الشخصية".

 

واعتقد بأن "المواطنين أصبحوا واعيين من التجارب التي خاضها الانتقالي والفساد الذي حصل في المناطق الجنوبية وخاصة عدن وهذه الأحداث تثبت للمجتمع بأن الانفصال ودولة الجنوب مجرد كذبة، يبحث من خلالها الانتقالي الوصول إلى مصالحه الشخصية، وهذا ما يلمسه المواطن في كافة المحافظات التي يسيطر عليها الانتقالي".

 

واستدرك "هزاع" في السابق كانت محافظة عدن مزارًا للعديد من السفن والسياح، لكن اليوم أصبحت خالية من أبنائها، وتحولت حركة السفن إلى ميناء الحديدة والمخا، وبات ميناء عدن يشهد تباطؤ اقتصادي، بسبب الممارسات التي يمارسها الانتقالي، في مؤسسات الدولة".

 

وأوضح بأن "المواطن الجنوبي بات متيقنا تماما بأن المجلس الانتقالي مجرد نهاب للموارد والخدمات "الكهرباء والماء" وكلما حاول الخروج بمظاهرات أو المطالبة بحقوقه يتم قمعه وسجنه وتعذيبه".

 

ولفت إلى أن "الحشود التي كان يحشدها الانتقالي والاحتفالات التي كان ينظمها والسياسات التي يمارسها بهدف ايهام الآخرين أنه أصبح مسيطرا على الوضع في المناطق الجنوبية، باتت متوقفة خلال الفترة الأخيرة".

 

 وأكّد بأن "الانتقالي أصبح يعيش أسوأ أيامه بسبب ممارسات القمع والقتل والملاحقة والحديث على الانفصال خاصة مع عدم امتلاكه أية رؤية واضحة أو مقومات دولة فدرالية أو إقليمية".

 

واستطرد هزاع "أعتقد البعض بأن الانتقالي يمتلك حاضنة شعبية ويستطيع تنفيذ الانفصال، فالانفصال ليس بهذه السهولة التي يتوقعونها، هنالك اعتراف دولي ودوال جوار لديها مصالح وشعب في الداخل يرفض تعامله، كما في حضرموت والمهرة، ولا يمكن أن يكون هنالك انفصال وإنما قد يحدث تقسيم أقاليم وحكم فيدرالي".

 

 ومضى قائلا:" الوحدة مستمرة لن تحدث هنالك أعاصير وتمويهات للبحث عن الانفصال؛ لأن الشعب يعي ذلك والمواطنين أصبحوا يتوحدون من أجل مصالح البلاد".

 

الوحدة راسخة

 بدوره، يقول عزان السامعي ( أحد رجال المقاومة الشعبية)" الوحدة اليمنية هي قدر الإنسان اليمني سواء كان في شمال اليمن أو جنوبه، وهي منذ تحققت وحتى اللحظة راسخة رسوخ الجبال وإن حاول الانتقالي وغيره النيل منها ومحاولة فك الرباط فهذا لن يتحقّق لهم ما دامت هناك إرادة شعب قوية".

 

 وأضاف السامعي لـ" المهرية نت": ما يحدث اليوم في جنوب اليمن قد ينظر له البعض على أنه يهدد الوحدة ولو جئنا للحقيقة فهو يعزز من قيمة الوحدة لدى شعب الجنوب، الذين يعيشون اليوم وضعًا كارثيًا في ظل وجود الانتقالي".

 

وأشار إلى أن "أعمال الانتقالي التخريبية تزيد من تمسك الشعب الجنوبي بالوحدة فالاستسلام للانتقالي والانقياد له يعني ترك الوحدة وترك الوحدة معناه العودة إلى الجحيم وهذا ما لا يرضاه شعب يعي مخاطر ما يقدم عليه".

 

وتابع" الوحدة اليمنية هي نواة الوحدة العربية ولأجل هذا يتمسك بها العقلاء والوطنيون الحقيقيون، الذين تهمهم مصلحة الوطن قبل المصالح الشخصية".

 

وواصل "بهذه المناسبة العظيمة تحية لكل الشرفاء الأحرار سواء كانوا في شمال اليمن أو جنوبه، الذين يذودون عن الأرض اليمنية وحدتها وأمنها واستقرارها".

 

الوحدة قوة وعزة

 في ذات السياق، يقول الناشط الإعلامي" حمزة الجبيحي" إن:" اليمنيين يعتبرون الوحدة مصير قوة وعزة، وإن التشظي وانفصال اليمن لن يقتصر على الشمال والجنوب فيما لو حدث، وإنما سيكون تشظيا إلى عدة دويلات وفصائل متناحرة".

 

وأضاف" إن ظهرت أصوات وكيانات طارئة تنادي بما يسمى الانفصال فإنه يجب أن يخضع ذلك إلى قرار استفتاء شعبي شمالا وجنوبا ككل، كونهم حاليا شعب يحتكم لدولة واحدة فيحق لكل الشعب التصويت وليس فقط لمن هم في اتجاه جغرافي معين"

 

وتابع "بناء على ما ستفرزه نتائج الاستفتاء الشعبي يتم تحديد مصير الوحدة اليمنية، وهذا لن يكون مناسبا إلا في وضع مستقر أي بعد ان تتخلص اليمن من عدوها الأول المتمثل بالانقلاب الحوثي".

 

وأكد بأن "الوحدة مصدر عز وقوة لليمن واليمنيين وليست ملكا لأية أطراف بقدر ماهي ملكا لليمنيين ككل، وبالتالي الحفاظ على الوحدة واجب وطني مقدس".

 

من جهته، يقول المواطن" محمد علي" إن:" الشعب اليمني عاش أوضاعا صعبة قبل حدوث الوحدة اليمنية، في الشمال والجنوب، وكان متلهفا بشوق لحدوثها، حتى يتسنى لجميع أبناء الوطن التنقل بسلام في كافة أنحاء الجمهورية، والاستفادة من ثرواتها".

 

وأضاف لـ" المهرية نت" الشعب يدرك خطورة الانقسامات التي تروج لها بعض الكيانات المدعومة خارجيا، وحجم المعاناة التي قد يتلقاها خاصة مع استمرار تدهور الأوضاع في المناطق الجنوبية المسيطر عليها الانتقالي والحكومة الشرعية".

 

وتابع" إذا سُمح بحدوث انقسامات ستكون كثيرة وليس فقط شمال وجنوب بل أكثر من ستة انقسامات، في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية ناهيك عن المناطق التي يسيطر عليها الحوثي".

 

وأردف" الوحدة ستبقى مستمرة، والشعب لا يزال متمسكا بها، مهما حاولت الكيانات الممولة خارجيا، الشروع في بناء مشاريع انفصال أو تقسيم اليمن وبناء قواعد عسكرية والنيل من ثرواته".

 

واختتم حديثه قائلًا:" على الشعب وكافة الفصائل الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، الاصطفاف يدا واحدة، والقضاء على كافة المشاريع التي تدعوا إلى الانفصال، وتحريره من الانقلاب الحوثي، وصناعة حكم فدرالي مدني حتى لا تحدث صراعات مستقبلا".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية