آخر الأخبار

استغاث فأرسل له "طربال".. مأساة مواطن انهار منزله بصنعاء تتحول لرأي عام

خالد يحمل "طربال الإغاثة" من على ركام منزله بصنعاء

خالد يحمل "طربال الإغاثة" من على ركام منزله بصنعاء

المهرية نت - صنعاء - خاص
الجمعة, 21 أغسطس, 2020 - 01:57 صباحاً

"الحمدلله على سلامة أمي وأخواتي واخوتي وزوجتي وابنتي وزوجة أخي.. دفع الله ما كان أعظم من قبل ومن بعد الفزعة (استغاثة) لأمانة العاصمة للمنظمات لأي حد أخوكم في الشارع".. بهذه العبارات المؤثرة كتب المواطن خالد يحيى من سكان منطقة القاع وسط العاصمة صنعاء منشوراً على حسابه بـ"فيسبوك" تحدثت فيه عن تعرض منزله للانهيار مرفقاً صورتين للمنزل بعد الانهيار.

 

الحمدلله ع سلامة امي وخواتي واخوتي ومرتي وبنتي ومرة اخي دفع الله ماكان اعظم لله الحمد من قبل ومن بعد غرفتي بالذات ارتزمت للقاع يااااربي لك الحمد الفزعه لامانة العاصمه للمنظمات لاي حد اخوكم في الشارع 😢😢

Posted by Khaled Yahya on Tuesday, August 18, 2020

 

وبعدها بيوم على استغاثة خالد، فاجأت أمانة العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، خالد بإغاثته هو وأسرته من التشرد بطربال (شراع)، الأمر الذي أثار موجة من الغضب وردود الفعل على مواقع التواصل، لتتحول قضية خالد إلى رأي عام تضاف إلى سابقاتها من القضايا والمآسي التي يعانيها الكثير من المواطنين بفعل غياب الدولة واهتمام أطراف الصراع في تغذية حروبهم العبثية.

 

يقول أمين محمد أحد أقارب خالد لـ"المهرية نت"، إن من حسن الحظ أن أسرة خالد كانت ساكنة في النصف الثاني من المنزل الذي لم يسقط على الأرض وقت تناولهم وجبة الغداء حيث نجوا بأعجوبة بعد سقوط نصف المنزل وتسويته بالأرض".

 

وأضاف: "تم إخراج الأسرة من خلال النص الثاني من المنزل وهو يتساقط وينهار والأثاث كله انتهى بشكل كامل".

 

ولفت إلى أن "خالد سارع إلى طلب الاغاثة من أمانة العاصمة، حيث قام بالتواصل مع الاشغال والجهات المسئولة في الأمانة لكنهم صدموا جميعاً بعدما أرسلت لهم أمانة العاصمة بـ"طربال" .

 

يتساءل المواطن المنكوب خالد اليناعي في تسجيل مصور نشره على حسابه بموقع التواصل من على ركام وأطلال منزلهم المدمر، عن سبب إرسال أمانة العاصمة صنعاء لهم بطربال بعد أن أصبحوا في الشارع مشردين جراء تعرض منزلهم للانهيار نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال الأيام القليلة الماضية.

 

شكراً ع الطربال يا امانة العاصمة وشكرا لمن بيتصل ويرسل ويسال اطمنو كل شي خارب والبيت بيتناكع الا هاذه اللحظة وانا واخوتي مراعيين لامر الله وحكمه وقضائه وقدره والله ان عاده بيتناكع للان ارحمو الارواح لاينكع فوق الباقيين ولا للشارع يااااااربي لك الحمد بس 😢🙏🏼 #شاركو_الموضوع_بلغو_الجهات_المختصه #اليوم_فيني_والله_لاقال_يوم_ثاني_فيكم

Posted by Khaled Yahya on Wednesday, August 19, 2020

ويعلق علي الجبعي، أحد سكان مدينة صنعاء ساخراً لـ"المهرية نت": "هذا الطربال لم يتم صرفه إلا بعد مناشدات واتصالات ووساطات وبعد ما قام أمين العاصمة حمود عباد (معين من قبل الحوثيين) بالنزول إلى المنازل المنهارة ورأى بعينه الدمار الذي لحق بالمنازل".

 

وأفاد الجبعي: "بعد عقد اجتماعات مطولة على مدى شهر كامل وافق أمين العاصمة على طربال لكل متضرر من الطرابيل المقدمة من المنظمات الانسانية وليس من أمانة العاصمة ".

 

وأثارت نكبة خالد، الكثير من التفاعلات على مواقع التواصل، وتحولت قضيته إلى رأي عام، وسارع الكثير من المواطنين إلى إرسال مبالغ مالية للتخفيف من معاناته، لكنها كما يقول لا "تعوضه جزء بسيط مما افتقدته هو وعائلته التي باتت مشردة في الشارع دون مأوى".

 

قصة، خالد ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، في ظل غياب الدولة، وانهيار الخدمات، واستمرار الحرب للعام السادس على التوالي، وتنصل سلطات أمر الواقع من الالتزام بمسؤولياتها تجاه الكوارث والخدمات العامة، إلقاء باللوم على أطراف أخرى شريكة في الصراع.

 

وتفيد مصادر حكومية وأخرى في مناطق سيطرة الحوثيين بأن عدد ضحايا السيول والأمطار التي ضربت أغلب المحافظات اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية، وصل إلى أكثر من 270 قتيلا وجريحا أغلبهم في مناطق خاضعة لجماعة الحوثي.

 

وتسببت السيول في أضرار جسيمة في العديد من المعالم الأثرية في مدينة صنعاء القديمة التي تصنف كموقع تراث عالمي حسب منظمة اليونيسكو.

 

واعترفت جماعة الحوثي بتهدم أكثر من 100 منزل كليا ونحو 150 منزلا بشكل جزئي نتيجة تعرضها للأمطار الغزيرة أو لفيضان السيول التي ضربت محافظات صنعاء وريمة وحجة والحديدة والمحويت وعمران وإب وذمار.

 

ولجأ الكثير من السكان في صنعاء القديمة التاريخية إلى حماية منازلهم ومحلاتهم التجارية بالأشرعة ذات الأحجام والمقاسات المتنوعة تفاديا لانهيارها، خصوصا عقب ظهور عدة تشققات في أسقف وجدران الكثير من تلك المباني، فيما بقيت الأسر التي تهدمت منازلها بشكل كلي تحت النزوح دون أي تفاعل رسمي من سلطات صنعاء (غير المعترف بها دولياً).

 

وأبدى الكثير من السكان استيائهم الشديد، من تعامل الجهات المختصة في أمانة العاصمة، التي تركت ملاك هذه المنازل المهددة بالانهيار دون تقديم أي مساعدة لهم، ما دفعهم يلجؤون إلى الأشرعة خوفاً من انهيار المباني على رؤوس من فيها.

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية