آخر الأخبار

العيد في ريف اليمن.. فرحة جميلة بإمكانيات بسيطة! (تقرير خاص)

فرحة الاطفال بالعيد في شوارع الضالع (أرشيف)

فرحة الاطفال بالعيد في شوارع الضالع (أرشيف)

المهرية نت - رهيب هائل
الخميس, 11 أبريل, 2024 - 08:02 مساءً

يحاول العديد من اليمنيين القاطنين في الأرياف صناعة فرحة عيد الفطر المبارك بتدبيرات بسيطة؛  جراء تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار وتجاوز سعر العملة المحلية 1700 ريال أمام العملات الأجنبية.

 

وشهد هذا العام تدني في مستوى الدخل لدى الكثير من الأسر في اليمن لا سيما المناطق الريفية إثر شحة فرص الأعمال وعدم وصول المساعدات إليهم، وانتشار المجاعة بشكل أسوأ بكثير عن الأعوام الماضية.

 

وعلى الرغم من ذلك يعمل الريفيون على رسم البسمة بقلوب أطفالهم وأهاليهم بإمكانيات بسيطة وغير مكلفة، كصناعة كعك العيد في المنزل، وتوزيع بعض الحلويات، بالإضافة إلى شراء الألعاب النارية ذات الأسعار المناسبة، بحسب قولهم.

 

وللعيد عادات جميلة يقوم بها أبناء الريف منها شروعهم بعد صلاة العيد مباشرة إلى تبادل الزيارات ومصافحة الأقارب والجيران، وتقديم العيدية لهم، وللأرحام مبالغ مالية على  قدر المستطاع وللأطفال حبات من الشكولاتة.

 

فرحة كبرى

ويصف مواطنون  يمنيون  حجم الفرحة التي يعيشونها بحلول عيد الفطر المبارك  في المناطق الريفية، على الرغم من إمكانياتهم البسيطة، وتدهور أوضاعهم المعيشية.

 

بهذا الشأن، يقول الشاب" حسان محمد" إن:" اليمنيين في الأرياف يعيشون فرحة كبرى بحلول عيد الفطر المبارك، بإمكانياتهم البسيطة، جراء تدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار".


وأضاف لـ"المهرية نت" تحضر الأمهات الكعك المنزلي رغم نقص بعض المكونات الأساسية كالشوكلاتة، وبعض المقصقصات الصغيرة، وبعض الأكلات البسيطة والمتواضعة".


وتابع" في الصباح بعد صلاة العيد مباشرة يتصافح الأهالي وكل شخص يزور أقاربه، ويقدم للأطفال بعض الحلوى أو القليل من النقود إن وجدت".

 

تكافل اجتماعي

وأكد بأن "العيد في الأرياف، يمتاز بنكهة خاصة، جراء التآلف والمحبة الموجودة بين المواطنين منذ سنوات طويلة، ووجود التكافل الاجتماعي الذي يتمثل بمساعدات الأهل والأقارب لذويهم وجيرانهم".


وأشار  إلى أن" الكثير من الأسر هذا العام لم تستطع شراء الملابس، أو دجاج العيد، بسبب غلاء الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية".


أجواء فرائحية كبيرة

بدوره، يقول الناشط الإعلامي" شعيب الأحمدي"  لموقع "المهرية نت" إن:" اليمنيين في الأرياف يعيشون أجواء فرائحية  كبيرة بحلول عيد الفطر المبارك، ويصنعون من مكونات بسيطة وغير مكلفة، جعالة العيد للأطفال والأقارب، رغم الحرب المستمرة وانقطاع رواتب الموظفين وتفاقم وضعهم الاقتصادي".


وأضاف" في الريف اليمني  بالعادة تصحو الأمهات  الساعة الثانية والنصف صباحا، ويصنعن الكعك والحلوى المنزيلة، كما يعملن على تنظيف وترتيب البيت،  لأجل استقبال الأهل العائدين من الغربة".


وتابع" من العادات المشتركة في أوساط المجتمع الريفي، زيارة الأهل والأصدقاء والجيران، وتبادل السلام والتهاني، وتبادل الجيران هذه المأكولات المنزلية والمكسرات رخيصة الثمن، بشكل يعزز الروابط الأخوية ويعبر عن مدى المحبة فيما بينهم".


وأكد الأحمدي بأن" صلة الأرحام وسيلة  تعبدية، يتقرب فيها المرء إلى الله، وهذا أهم مطلب بشري، خاصة بعد  إتمام صيام شهر رمضان المبارك، وتعد زيارة الأقارب، من أهم الشعائر الدينية والإنسانية، التي تتجلى فيها الروح البشرية، ويعبر المرء عن خالص الامتنان الذاتي  لمن يجدهم".


وأشار إلى أن" الكلمات لن تكفي لوصف معاناة المواطنين، جراء ارتفاع الأسعار بشكل غير معهود، منذ الخامس والعشرين من شهر رمضان".

 

غلاء فاحش في ملابس العيد

وأضاف "خرجت برفقة أحد الأصدقاء للتسوق قبل شهر رمضان، فوجدنا سعر البنطال الواحد 21 ألف ريال، والقميص 18 ألف ريال، وفي أواخر الشهر وجدت سعر القطعة الواحدة 25 ألف ريال بعد رجاء البائع بتخفيض السعر ".


وواصل"استغلال تجاري ينتهجه التجار تجاه المواطنين، ويضاعف معاناتهم  في هذه الأوقات الحساسة، إما خذ أو لا تأخذ، ويتجرع الكثير من الأباء  ألم مرير لعدم استطاعتهم شراء كسوة العيد ناهيك عن لحمة العيد التي باتت  في نظر الكثيرين لا سيما سكان الأرياف الأكثر مجاعة حلما لن يتحقق".

 

فرحة غير مكتملة

لكن الفرحة  في نظر الكثير من المواطنين ليست مكتملة خاصة مع الغلاء الفاحش في سعر كسوة العيد، وعدم استطاعة الكثير منهم توفيرها  لأطفالهم، عوضا  عن الملابس القديمة والتي باتت مهترئة.

 

في السياق ذاته، تقول" أم راضية" -45 عامًا- ربة بيت إن:" عيد الفطر هذا العام أطل على أسرتها ولم يستطع زوجها توفير كسوة العيد لأطفالها، لكنها  تعمل على إسعادهم بأمور بسيطة جدًا ".


وتضيف لـ" المهرية نت" زوجي يعمل في الأجر اليومي، ويتسلم مقابل عمله 12ألف ريال؛ لكن الأعمال متوقفه وغير متوفرة، وإن عثر على عمل، يشتري به مقومات العيش فقط لا غير".


وتابعت" أعمل جاهدة  على صناعة فرحة العيد، من خلال صناعة الكعكة المنزلية، على الرغم من نقصها للعديد من المكونات، وشراء بعض الألعاب النارية الصغيرة ذات السعر الرخيص جدا ليفرح  بها الأطفال".

 

وأشارت إلى أن:" الكثير من أهالي الأرياف يتبادلون الزيارات في الصباح ويقدم كل شخص منهم الحلوى المنزلية لزواره، وفي فترة الظهيرة يخرجون إلى بعض المناطق الجبيلة المرتفعة للمقيل". 


وأكدت بأن" لحمة العيد أو الدجاج، غائب هذا العام عن العديد من الأسر، جراء ارتفاع سعرها، وتجاوز سعر الدجاجة المثلج 900 غرام، ثمانية آلاف ريال في الكثير من المناطق الريفية".


وأفادت بأن" بعض المناطق في المدن يتم توزيع كسوة العيد ودجاج العيد من قبل مؤسسات خيرية ، للكثير من الأسر، فيما الأرياف لا تصل إليهم هذه المبادرات".


وأوضحت بأن" الأسر في الأرياف تعتمد على كسوة العيد المستخدمة خلال الأعوام الماضية، ولا تستطع الشراء بسب تجاوز سعر الفستان لطفلة عمرها ست سنوت 19 ألف ريال، وبذلة الطفل المكونة من قميص وبنطال 29 ألف ريال".


واختتمت حديثها قائلة:" نتمنى أن تتحسن الأحوال، وترخص الأسعار، وتتوفر الأعمال، وأن نستطيع رسم البسمة على وجوه أطفالنا بشكل يليق بالعيد".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية