آخر الأخبار

الفقر يسلب اليمنيين فرحة استقبال رمضان (تقرير خاص)

معظم سكان اليمن يعانون من الفقر وبحاجة إلى المساعدات

معظم سكان اليمن يعانون من الفقر وبحاجة إلى المساعدات

المهرية نت - رهيب هائل
السبت, 09 مارس, 2024 - 10:18 صباحاً

"لم أستطع هذا العام توفير المقومات الضرورية لأسرتي، المكونة من ثلاثة أفراد، ناهيك عن احتياجات شهر رمضان" بهذه العبارة بدأ " عبده صالح" شرح حكايته المأساوية، جراء قلة فرص الأعمال وتدهور الأوضاع المعيشية.

 

ويعمل "صالح" في عربية- مكونة من إطار واحد ومقبضين- لنقل بضائع الناس من سوق المركزي في مدينة تعز إلى منازلهم القريبة، ويتسلم مقابل ذلك خمسمائة ريال، للنقلة الواحدة.

 

ويستقبل اليمنيون في المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس الرئاسي شهر رمضان بأوضاع صعبة، جراء استمرار تدهور العملة المحلية، وغلاء الأسعار وقلة فرص الأعمال.

 

كما يكابدون طوال أيام السنة معاناة مريرة في سبيل البحث عن أعمال بالأجر اليومي، خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية، وشح الدعم من قبل المنظمات الإغاثية، والانهيار المتزايد في العملة المحلية.

 

وقد تجاوز سعر الدولار الواحد 1700ريال يمني في المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة الشرعية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتجاوز سعر الكيس الدقيق42 ألف ريال.

 

ويشكو العديد من المواطنين من قلة فرص الأعمال وتقلص المساعدات الإغاثية وعدم استطاعتهم شراء متطلبات شهر رمضان إثر ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 

 

*قلة فرص الأعمال

يواصل حديثه" صالح" أذهب إلى السوق كل يوم من الصباح الساعة السابعة حتى المساء وأحصل في أغلب الأيام على 1000ريال يمني وأحيانًا أعود خالي اليدين" .

 

وأضاف " لولا أن أسرتي تعيش في الريف لما استطعت توفير أدنى مقومات العيش لها، خاصة مع ارتفاع الإيجارات والمواد الغذائية، والمياه".

 

وتابع" العام الماضي كانت الأوضاع أفضل من الآن، بسبب فاعلي الخير، وتوفر فرص العمل بشكل أفضل والأسعار كانت رخيصة نوعا ما ".

 

وأردف" هذا العام أصبح سعر الكيس الدقيق 43 ألف ريال واللتر الواحد من الزيت المستخدم في طهو الطعام 2500ريال، والكيس السكر قد تجاوز 65ألف ريال".

 

وأشار إلى أن" الكثير من الأسر تضطر إلى بيع ما تملك من الذهب- إن وجد- بغية توفير احتياجات شهر رمضان لأطفالها".

 

ويعد صالح واحدًا من آلاف اليمنيين الذين لم يستطيعوا توفير احتياجاتهم الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ناهيك عن متطلبات شهر رمضان .

 

بدوره، يقول الناشط الاجتماعي " حلمي أنور " في تصريح أدلى به لموقع "المهرية نت" إن:" الوضع مؤسف جدا بالنسبة لاستقبال المواطنين لشهر رمضان سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية أو الحوثيين".

 

 

وأضاف" المواطن يواجه معاناة ومجاعة كبيرة جدا، لا سيما في هذا العام جراء تدهور الوضع المعيشي إلى أدنى مستوياته، وتقلص المساعدات الغذائية وغيابها عن الكثير من المناطق التي تحت سيطرة الحكومة الشرعية".

 

وتابع "الحوثيون منعوا وصول المساعدات منذ عدة سنوات ويواجه المواطنون مجاعة كبيرة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم جراء عدم توفر فرص الأعمال ".

 

 

* جشع التجار وغياب الرقابة

 

وأردف" يشهد الريال الوطني تدهورًا كبيرًا، هذا العام، مخلفا كارثة كبيرة في الجانب الاقتصادي، مما فتح الشهية لدى التجار باستغلال المواطنين بحجة شراء المواد الغذائية بالعملات الصعبة، ويعود ذلك لغياب الرقابة من الحكومة وحماية المستهلك ".

 

وأكد بأن" نسبة البطالة مرتفعة جدا هذا العام بين أوساط أرباب الأسر فليس بمقدورهم الحصول على الأعمال بسبب غلاء الأسعار وتوقف الكثير من المشاريع".

 

وأشار إلى أنه " عمل في مجال تصوير المساعدات التي يقدمها المانحون وفاعلو الخير العام الماضي في شهر شعبان وتوزيعها للمواطنين، لكن هذا العام متوقف العمل من قبل المانحين وفاعلي الخير بسبب الأوضاع التي يمرون بها".

*تقلص المساعدات الإغاثية

 

وأثر تقلص المساعدات وارتفاع الأسعار على حياة العديد من النازحين وباتت أوضاعهم صعبة للغاية ولا يستطيعون توفير ولو شيء بسيط من مقومات شهر رمضان.

 

في السياق، يقول النازح "صدام محمد" يقيم في مخيم بمحافظة مأرب منذ عام 2015م" إن:" الكثير من النازحين في المخيمات لا يستطيعون توفير ولو شيئًا بسيطًا من متطلبات شهر رمضان خاصة مع تقلص المساعدات من قبل المنظمات وفاعلي الخير" .

 

وأضاف لـ"المهرية نت" جميع النازحين يعتمدون بشكل كبير على الدعم من المنظمات وفاعلي الخير؛ لكن بسبب الحرب الدائرة في غزة تقلصت نسبة المساعدات وغابت من قبل فاعلي الخير بسبب أوضاعهم المعيشية وباتت العديد من الأسر بحالة يرثى لها ".

 

وتابع" أعمل في باص مستأجر من قبل أحد الأصدقاء، ومن خلاله أحاول الحصول ولو على شيء بسيط من مقومات العيش اليومي لأسرتي المكونة من ستة أفراد".

 

وأشار إلى أن" هذا العام شهد تدهور في العملة المحلية وارتفاع جنوني في الأسعار، وقلة نسبة الدعم، وفرص الأعمال عن العام الماضي بشكل كبير".

 

ومضى قائلًا:" نسأل من الله الستر والسلامة وأن تعود اليمن كما كانت في السابق وأفضل، وأن يؤلف بين قلوب المسلمين".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية