آخر الأخبار
خريجو الجامعات يضطرون إلى بيع القات وأعمال شاقة مقابل توفير لقمة العيش (تقرير خاص)
وجع البطالة في اليمن
الثلاثاء, 27 فبراير, 2024 - 08:46 صباحاً
"بمجرد أن التحقت بكلية التربية جامعة تعز تخصص رياضيات عام 2006م كنت متيقنًا تماما أنه بمجرد أن تنتهي سنوات التعليم فسأصبح موظفا حكوميا، لكن- مع الأسف- أنا إلى الآن لم أحصل على أي توظيف " بهذه الكلمات بدأ عرفات الشرعبي (37 عامًا) شرح حكايته المأساوية جراء غياب التوظيف الحكومي وعدم توفر فرص الأعمال.
ويتخرج آلاف الطلاب اليمنيين سنويا دون الحصول على وظائف حكومية، خاصة مع استمرار الحرب الدائرة في البلاد منذ 2014م وتوقف التوظيف بالخدمة المدنية منذ عام 2012م.
ويعيش الكثير من الخريجين أوضاعًا صعبة للغاية؛ إذ تجبرهم الحياة على العمل في مهن ومجالات لا تتناسب مع تخصصاتهم الجامعية وأحلامهم التي رسموها قبل التحاقهم في التخصصات العلمية.
ويضطر العديد منهم إلى العمل في بيع القات أوالمطاعم والبوافي أو سواقة الباصات والدراجات النارية أو في محلات الخردة أوالعمل في مهن شاقة كالبناء والنجارة والسمكرة؛ بغية توفير رمق العيش لأسرهم جراء استمرار الحرب منذ أكثر من تسع سنوات.
وأدت تداعيات الحرب في اليمن إلى ارتفاع نسبة البطالة بنسبة تصل إلى 60بالمئة، وفق تقارير حكومية، في الوقت الذي لم يستطع فيه القطاعات العامة والخاصة توفير فرص عمل جديدة.
وبسبب غياب التوظيف وعدم توفر الأعمال قام بعض الخريجين بإتلاف شهاداتهم الجامعية أو استخدمها كسفرٍ لتناول الطعام وتصويرها ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي خاصة مع عدم توفر فرص الأعمال وانتشار البطالة بحسب أقوال العديد من المواطنين.
*العمل في محل بيع الخردة*
الشرعبي يقول للمهرية نت "لجأت إلى البحث عن عمل بالأجر اليومي، وعثرت على عمل في محل بيع الخردة( أدوات حديدية مستعملة) وأتسلم مقابل عملي 5 ألف ريال بالعملة القديمة يوميًا وهي تكفي لإعالة أسرتي المكونة من 12 فردا".
ويضيف" حقيقة مررت بأيام متعبة بعد التخرج ولجأت إلى العمل في عدة محال تجارية، حتى استقريت في هذ العمل منذ عام 2021م".
يتابع" الوضع المأساوي وغياب التوظيف منذ عام 2012م جعل الكثير من الطلاب يعملون في مجالات ليست من تخصصاتهم، ولا تمت إليها بأية صلة".
ووجه الشرعبي رسالة إلى الطلاب قائلًا" عليهم أن يستمروا في عملياتهم التعليمية، ربما تتحسن الأمور وتحل الأزمة اليمنية، ويعود التوظيف الحكومي".
*العمل في بيع القات*
من جهته، يقول زميله في التخصص" محمد سعيد" ( 35 عاما) ومعلم متعاقد في مدرسة" أبو ذر الغفاري" منذ عام 2015م" تخرجت من الجامعة عام2011م من كلية التربية قسم الرياضيات، ولجأت إلى العمل في مجالات مختلفة بالأجر اليومي في بيع القات حتى تعاقدت مع مدرسة أبو ذر الغفاري عام 2015م".
وأضاف لـ" المهرية نت" أتسلم منذ ذلك الوقت 50 ألف ريال بالعملة الجديدة، لكن مع تدهور الأوضاع المعيشية، ألجأ خلال أيام الإجازة إلى بيع القات في الأسواق".
وتابع" الأوضاع المعيشية صعبة للغاية، فقد تجاوز سعر الريال السعودي 442 ريالا يمنيا وكل يوم بازدياد ولا نستطع توفير الأشياء الضرورية لأطفالنا جراء قلة الدخل وعدم توفر الأعمال".
وأشار إلى أن " هنالك ملايين الطلاب يتخرجون من كافة الجامعات والمعاهد اليمنية سنويا منذ عام 2010م ولا يجدون وظائف سواء عامة أو خاصة ويضطر العديد منهم إلى العمل بالأجر اليومي في بيع القات أو الخضروات".
*العمل في مهنة البناء
من جهته يقول "عبدالرحمن السامعي" خريج كلية الإعلام في جامعة صنعاء إن:" الظروف المعيشية وارتفاع الأسعار أجبرته إلى البحث عن لقمة العيش من خلال العمل بالأجر اليومي بمهنة البناء".
وأضاف لـ" المهرية نت" بعد أن دخلت الجامعة كانت لدي أحلام وطموحات بأن أكمل مشوار الجامعة وأحصل على وظيفة مناسبة في إحدى القنوات "مراسل، مقدم برامج". وأن تستقر حالتي المعيشية وأكون أسرة سعيدة وأنسى بعدها معاناة الدراسة".
وتابع" لكن الأوضاع المعيشية المتدهورة وتحملي مسؤولية كبيرة أجبرتني بأن أعمل بالأجر اليومي، كغيري من الخريجين الذين يتخرجون سنويا بلا وظائف".
وأشار إلى أن" الحرب الدائرة في البلاد منذ عام 2015م وارتفاع البطالة بين شباب اليمن إلى 60٪ وغياب التوظيف الحكومي والخاص أجبرت الكثير من الخريجين إلى العمل بالأجر اليومي؛ لتوفير الاحتياجات الضرورية لأسرهم".
وأوضح بأنه" قدم لبعض القنوات من أجل العمل ، ولم يحظَ بفرصة، ولكنه ما يزال مستمرًا في البحث عن وظيفة في مجال تخصصه".
ومضى قائلا" أتمنى أن يتحسن الوضع في البلاد وتتوقف الصراعات السياسية وأن تنظر الجهات المعنية إلى أحوال الشباب، وتوفر لهم فرص أعمال ووظائف مناسبة".
*العمل بالدراجة النارية
بدوره، يقول، محرم قائد، خريج المعهد التقني في محافظة عدن لعامي 2016م 2017م تخصص كهرباء إن:" سنوات التعليم التي قضيتها في محافظة عدن مرت بصعوبة كبيرة علي؛ كوني طالب من محافظات الشمال بالإضافة إلى ممارسة عمل في ورشة لحام".
وأضاف لـ" المهرية نت" خلال تلك الفترة عشت بخوف كبير جدا لعدم وجود الأمن في المحافظة وطرد الكثير من أبناء الشمال إبان تلك الفترة، وقلة فرص العمل، وعدم تقبلي من قبل أصحاب محلات النجارة ؛ لأنني أدرس أثناء فترة الصباح، وهم يريدون عاملا يؤدي عمله طوال اليوم".
وتابع" عملت طول سنوات الدراسة في محل لحام ، والحمد لله ،انقضت تلك السنوات في المعهد التقني وأخرجت شهادتي وقدمتها مطلع 2018م للخدمة المدنية في محافظة تعز، وكنت أظن بأنه سيكون لي وظيفة في هذا المجال؛ كون التخصص نادرًا".
وأردف" منذ أن قدمت في الخدمة المدنية لم أعثر على عمل في مجال تخصصي سواء في القطاع العام أو الخاص، ولجأت إلى العمل في الدراجة النارية المكونة من ثلاث إطارات، والمسمى" تك تك" تتسع إلى حمل الكثير من الأشياء بغرض توفير متطلبات العيش".
وأشار إلى أن" سوق العمل منخفض وبات الكثير من الناس يحملون أغراضهم في أياديهم من السوق أو عبر العربيات الصغيرة المكونة من إطار واحد ومقبضان يتم الإمساك بهما وسواقتها".
وأكد بأن " دخله في اليوم لا يتجاوز الخمسة آلاف ريال، ولا يكفي لتغطية متطلبات الحياة جراء ارتفاع الأسعار وتجاوز سعر الكيس الدقيق خمسين كيلو الـ 42ألف ريال".
وأفاد بأن" الكثير من الخريجين قاموا بإتلاف شهادتهم وحرقها، أو استخدامها كسفرٍ للطعام، جراء عدم توفر الأعمال في القطاعين الحكومي والخاص".
وأوضح بأن" الكثير من خريجي الثانوية العامة يذهبون إلى سوق العمل، وفي اعتقادهم أن سنوات التعليم مضيعة للوقت لا أكثر".
واختتم قائلا" كل ما نتمناه هو أن ينتهي الصراع الدائر في البلاد ويتعافى الريال اليمني وتتوفر الأعمال، ويعود التوظيف الحكومي، ونعيش بسلام وأمان".