آخر الأخبار
هجمات أمريكا وبريطانيا هل تؤثر على القدرات العسكرية للحوثيين؟
غاأمريكية بريطانية
الإثنين, 15 يناير, 2024 - 10:54 صباحاً
تعهد الحوثيون بالرد على الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا، وأعلنوا بأن جميع المصالح الأمريكية والبريطانية أصبحت "أهدافا مشروعة" لقواتهم.
وجاءت الضربات العسكرية ردا على الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر، تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرّض منذ أكثر من ثلاثة أشهر لعدوان إسرائيلي بدعم أميركي، واستهدف الحوثيون سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى الاحتلال الإسرائيلي.
يرى مراقبون بأن التدخل الأمريكي البريطاني في اليمن، هو امتداد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى البحر الأحمر حيث استخدم الحوثيون، الطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والقوارب الصغيرة لاستهداف السفن المرتبطة بدولة الاحتلال الإسرائيلي.
تأثير الضربات على الحوثيين
شنت القوات الأميركية والبريطانية في فجر الجمعة في الثاني عشر من يناير، ضربات جوية استهدفت عدداً من مواقع جماعة الحوثي، شملت مواقع عسكرية ومطارات، وقواعد لتخزين الأسلحة والصواريخ وفقاً لما صرح به البنتاغون.
وعن مدى تأثر القدرات العسكرية للحوثيين نتيجة الهجوم الأمريكي البريطاني، كشفت صحيفة نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين قولهم: "لقد ثبت أن العثور على أهداف الحوثيين أكثر صعوبة مما كان متوقع".
وأضاف المسؤولون، "أن وكالات المخابرات الأمريكية والغربية الأخرى لم تنفق موارد كبيرة في السنوات الأخيرة لجمع بيانات حول موقع الدفاعات الجوية للحوثيين، ومراكز القيادة، ومستودعات الذخيرة، ومرافق التخزين والإنتاج للطائرات المسيرة والصواريخ".
وأكد المسؤولون الأمريكيون "أن جماعة الحوثي ما زالت تحتفظ بحوالي ثلاثة أرباع قدرتها على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على السفن التي تعبر البحر الأحمر".
وبحسب المسؤولين الأمريكيين، "فإن الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة ضد مواقع في اليمن تسيطر عليها جماعة الحوثي ألحقت أضرارا أو دمرت حوالي 90 بالمئة من الأهداف التي تم ضربها".
وفي تصريح لموقع " المهرية نت" يقول الصحفي اليمني مصعب عفيف، إن " تأثير الضربات الأمريكية البريطانية لن تكون مؤثرة على القدرات العسكرية للحوثيين، لأن الجغرافيا اليمنية تجعل منها حصنا منيعا أمام أي هجمات من البحر أو الجو، كما أن الحوثيين اكتسبوا خبرة جيدة في تفادي الضربات الجوية خلال سنوات الحرب مع السعودية والإمارات".
وأضاف: "تدرك أمريكا ومعها بريطانيا أن هجماتهم في الواقع لن يكون لها تأثير كبير ولاتحظى بدعم داخل اليمن أو خارجه، لكنهم أرادوا توجيه رسائل لرد الإعتبار ولترهيب من يفكرون في اتخاذ مواقف قوية من العدوان الإسرائيلي على غزة".
تأجيح الصراع
الضربات العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ضد أهداف للحوثيين من شأنها أن تؤجج الصراع في المنطقة بدلاً من الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وحرب إبادتها على غزة.
ولقد أوضح الحوثيون أن هجماتهم هي رد على حرب إسرائيل على غزة وليست مبادرة مستقلة، فإذا انتهت تلك الحرب تتوقف الهجمات في البحر الأحمر، وبافتراض أن الوضع في البحر الأحمر لم يخرج عن نطاق السيطرة ولكن دون وضع نهاية للحرب في غزة، وفي مواجهة كارثة إنسانية متزايدة باستمرار في غزة، ستستمر التوترات في التصاعد ليس فقط في البحر الأحمر، بل أيضا في لبنان وسوريا والعراق، وعلى الحدود الإسرائيلية والأراضي المحتلة.
وكشف موقع "الصين العسكرية" في تقرير ترجمة موقع "المهرية نت" بأن "قصف أهداف الحوثيين في اليمن من قبل قوات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عملاً غير مسؤول وغير حكيم، ولن يؤدي إلا إلى جعل الوضع في الشرق الأوسط أكثر تعقيدا".
وأضاف: ينبغي على واشنطن كبح جماح سفك الدماء الذي ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة إذا كانت تريد وقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر".
وتابع: "منذ اندلاع الصراع في غزة لم تدعو واشنطن ولو لمرة واحدة إلى وقف إطلاق النار، اي أن واشنطن لا تريد ذلك، للاستفادة من الصراع في غزة لإثارة الاضطرابات في المنطقة مرة أخرى، تماماً كما تبدو تل أبيب عازمة بشدة على استخدام هجمات حماس في 7 أكتوبر، لتبرير القيام بشيء كانت ترغب في القيام به منذ فترة طويلة".
ويرى الموقع عن الكيفية التي تحاول بها الولايات المتحدة التظاهر بالاهتمام بالسلام والاستقرار في المنطقة، فإن "العالم أجمع يستطيع أن يرى بوضوح أنها مكنت إسرائيل من رفع مستوى هجومها في غزة إلى نطاق وكثافة يتجاوزان بكثير ما يوصف "بالدفاع عن النفس"، وهو نفس الفعل الذي تعمله واشنطن في اليمن ونفس المبرر".
*الحوثيون يربحون
الهجمات العسكرية الأمريكية تدفع أغلب من اليمنيين إلى دعم جماعة الحوثي، حتى من مناطق خارجة عن سيطرة الجماعة، من منطلق التعاطف مع القضية الفلسطينية، حتى لو كانوا يعارضون الجماعة، وكسب تعاطف شعبي كبير في العالم العربي والإسلامي.
المسؤولون الحوثيون لا يبدون قلقين للغاية بشأن تعرضهم للضرب، أو تأجيل المحادثات مع المملكة العربية السعودية أو حتى إلغائها، وذلك وبفضل الدعم الشعبي، يشعرون بالقدرة على شق طريقهم عبر التكلفة المحتملة.
وتعتبر السعودية أشد المتضررين؛ لمحاذاتها باليمن، خصوصاً أنها خاضت حرباً واسعة استمرت نحو 9 سنوات مع الحوثيين، وتعمل حالياً على الخروج إلى حلٍّ سياسي ينهي الحرب اليمنية بتوافق محلي وبرعاية دولية.
والهجمات الأمريكية لن تمنع الحوثيين من شن هجمات أخرى في البحر الأحمر، بل العكس هو الصحيح، حيث إن الحوثيين لا يملكون مواقع واضحة يستطيع الأمريكان القضاء عليها لوقف هذا الخطر.