آخر الأخبار
شبوة في 2023.. انفلات أمني وحوادث ثأر وشكاوى من ضعف الخدمات
مدينة عتق بمحافظة شبوة
السبت, 23 ديسمبر, 2023 - 09:56 صباحاً
عاشت محافظة شبوة النفطية في 2023 واحدا من أسوأ الأعوام في تاريخها، نتيجة المعاناة التي تكبدها السكان في المحافظة التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من الإمارات.
وتخلل العام 2023 العديد من الحوادث المأساوية التي تشمل عمليات اغتيالات وحوادث ثأر متكررة، إضافة إلى انتهاكات حقوقية قامت بها سلطات المجلس الانتقالي الانفصالي.
وفي أغسطس 2022 سيطرت مليشيا الانتقالي على محافظة شبوة النفطية، بتواطئ من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بعد أن تم إقالة المحافظ السابق محمد صالح بن عديو نتيجة مواقفه الرافضة لاستمرار احتلال منشأة بلحاف النفطية في المحافظة.
عمليات اغتيالات
في عام 2023 شهدت محافظة شبوة عدة عمليات اغتيالات، طالت شخصيات بارزة، منها معارضة للاحتلال الإماراتي.
وكانت أبرز حادثة في هذا الشأن، اغتيال الداعية والشخصية الاجتماعية البارزة عبدالله الباني في صبيحة عيد الفطر المبارك، نهاية شهر أبريل.
وقُتل الشيخ الباني على يد عناصر من قوات دفاع شبوة المدعومة من الإمارات بعد انتهائه منْ أداء الخطبة، في جريمة هزت الشارع بشبوة واليمن بشكل عام.
ولم يكن عبدالله الباني إماماً وخطيباً فقط بل كان يشغل مديراً عاماً لمكتب الصحة والسكان، ومديراً لمستشفى الدفيعة الحكومي في بيحان، وعمل فيه بكل جهد وإخلاص، ونقل القطاع الصحي نقلة نوعية لم تشهدها بيحان من قبل، ويدير أيضاً عدداً من الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تهتم بالضعفاء، وتقدم لهم يد العون والمساعدة؛ بالإضافة إلى كونه مصلحاً اجتماعياً، ومرجعا لحل الكثير من القضايا الشائكة بين الناس لما يحظى به من شعبية ومحبة من مختلف أطياف مديرية بيحان بشكل خاص، وشبوة عامة.
وفي أغسطس 2023 بدأت محاكمة بعض العناصر المتورطة في اغتيال الشيخ الباني، لكن لم يتم إحراز أي تقدم في مسار تقديم العدالة، ولم يتم القبض على بقية المتهمين.
وبدلا من الإسراع في محاكمة الجناة، تم خطف عدد من أقارب الشيخ الباني، من قبل مليشيا مدعومة من الإمارات، في محاولة للضغط من أجل ترك المطالبة بالقصاص.
حوادث الثأر
بعد سيطرة المجلس الانتقالي الانفصالي على شبوة، برزت حوادث ثأر بشكل لافت في عدد من مناطق المحافظة، نتيجة حالة الفراغ الأمني، والصراعات بين قيادات المجلس المدعوم من أبوظبي.
وخلفت حوادث الثأر العديد من القتلى والجرحى في عدة مناطق، بما في ذلك مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة.
وباتت الاشتباكات القبلية أمر شائع في شبوة خلال العام الجاري 2023، بسبب حوادث ثأر عادت للظهور نتيجة ضعف السلطات في مواجهة الانفلات الأمني.
وشهدت شبوة عشرات الاشتباكات المسلحة، سواء بين مسلحين قبليين بدوافع الثأر، أو بين القبائل والمليشيات الانفصالية، وكذلك بين المليشيات المسلحة نفسها حول الموارد أو بدوافع مناطقية كالتي تتكرر بين ألوية العمالقة التي تتشكل في معظمها من محافظتي الضالع ولحج ، وألوية دفاع شبوة التي يغلب عليها العنصر المحلي.
انتشار ظاهرة الثأر، دفع ناشطين إلى إطلاق حملة إلكترونية في يوليو الماضي، للتوعية بخطورة هذه الحوادث على السكان في شبوة .
وأكد القائمون على الحملة حينها أنها تأتي في سياق المناصرة المجتمعية التي تفرضها المسؤولية الدينية والأخلاقية والوطنية للحد من حالة الاقتتال وسفك الدماء خارج إطار القانون في المحافظة.
تدهور الخدمات
شهدت شبوة خلال العام الجاري 2023 شكاوى من تدهور الخدمات في مختلف مناطق المحافظة.
يأتي ذلك مع استمرار توقف تصدير النفط في مختلف أرجاء اليمن، نتيجة خلافات الحكومة الشرعية مع الحوثيين الذين هاجموا موانئ نفطية وأوقفوا تصدير النفط.
وشهدت شبوة احتجاجات متعددة تندد بتدهور الخدمات الأساسية، بما في ذلك التيار الكهربائي والمياه.
وردد المحتجون شعارات تندد بتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية وغياب الخدمات الحكومية، محمّلين المجلس الانتقالي الانفصالي والحكومة الشرعية مسؤولية تدهور الأوضاع في المحافظة النفطية.
وكانت أحدث هذه الاحتجاجات، تنظيم العاملين في المراكز الصحية بمحافظة شبوة وقفة احتجاجية، في مركز المحافظة، تنديدا بخفض ونهب حوافزهم المالية.
وطالب المحتجون قبل أيام، مكتب الصحة في المحافظة بمتابعة القضية مع وزارة الصحة ومنظمة هيئة الإغاثة الدولية الممولة لحوافز العاملين في المراكز الصحية بالمحافظة.
وأكد المحتجون استمرار احتجاجاتهم وتصعيدهم في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.