آخر الأخبار

سقطرى.. أكبر جزيرة عربية تتحول إلى أرض منهوبة بيد الإمارات (تقرير خاص)

قوات إماراتية في اليمن - رويترز

قوات إماراتية في اليمن - رويترز

المهرية نت - سقطرى-خاص
السبت, 09 ديسمبر, 2023 - 10:09 صباحاً

منذُ سيطرة الإمارات على أرخبيل سقطرى اليمني، والخطر يتعاظم، والعبث الإماراتي يتواصل ساعة بعد أخرى لطمس هوية الجزيرة اليمنية، عبر خطوات ممنهجة، مستندةً بالأساس على مليشياتٍ انتمائها للجهة الممولة على حساب ولائها للوطن.

 

وتسابق الإمارات الزمن في فرض واقع جديد على سقطرى التي تعد أكبر جزيرة عربية ، فبعد تجريدها من سلطاتها الشرعية، بدأت التحركات الميدانية لتحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية لتكون ذراعا استخباراتيًا جديداً في أيدي أبوظبي لحماية مصالحها في تلك المنطقة الحيوية من الإقليم.

 

حرصت دولة الإمارات منذ الوهلة الأولى على الاستيلاء على الجزر اليمنية، والموانئ، واقتطاع سقطرى وعدن، كما أنها عمدت على تفكيك اليمن الكبير وتحويله إلى "كنتونات" متعادية ومتحاربة في الجنوب والشمال، وهمّها الكبير التفرد بالجزر والموانئ اليمنية.

 

وتتزايد السيطرة الإماراتية على محافظة سقطرى، ويظهر تأثيرها على هذا الأرخبيل المهم في المحيط الهندي، تاركا مخاوف كثيرة، وتحديات بيئية واجتماعية وثقافية وسياسية.

 

وكانت محافظة أرخبيل سقطرى قد نجت من الصراع في اليمن، لكنها اليوم، بعد نحو 9 سنوات، تعيش صراعات ومخاطر أمنية وبيئية، مع استمرار العبث الإماراتي المتواصل في الجزيرة.

*خطة عبثية إماراتية جديدة

 

بعد أن هيمنت الإمارات على أرخبيل سقطرى، واستيلائها على الأرض، وإنشاء المعسكرات والقواعد الاستخباراتية، تواصل التغلغل في كل مناحي الحياة في الأرخبيل، وهذه المرة تعمل على تفريغ وتجريف العديد من المعسكرات اليمنية في جزيرة سقطرى، وإفراغ محتوياتها من السلاح والعتاد والأفراد، وتدمير والبنية التحتية لصالح القواعد العسكرية والاستخباراتية الأجنبية.

 

وضمن السعي الحثيث لدولة الإمارات، في العمل على طمس الهوية اليمنية لجزيرة سقطرى، تعمل في سياق خطة جديدة تؤدي إلى إزالة كل المعسكرات اليمنية، وتسريح الجنود اليمنيين منها. 

 

وأفاد الباحث والكاتب اليمني محمود السقطري لموقع "المهرية" : "تعمل الإمارات منذ البداية على تهميش وتفريخ للعديد من المعسكرات ونهب محتوياتها من السلاح والعتاد والبنية التحتية وبإشراف وتأييد من وزير الثروة السمكية والزراعة وقيادات الانتقالي في سقطرى".

 

وأضاف: "هذه الأيام وبالتنسيق مع السلطة المحلية وبغض الطرف من السلطة المركزية أو بتأييدها تجري ترتيبات لتفريخ المعسكرات من العساكر التابعين للجيش اليمني، وقد تم البدء فعليا بمعسكر ك3 دروع، ومعسكر القوات الخاصة، ويدخل ضمن هذه الخطة معسكر حرس الحدود ومعسكر قطاع حديبوه، وشرطة الشامل، وتم الإيعاز إلى كثير من العمال في بعض تلك القطاعات أنهم سوف ينقلون من أماكنهم أو يمنحون رخصا مفتوحة من العمل".

 

ويكشف السقطري عن الأسباب التي دفعت الإمارات إلى تفريغ وتجريف المعسكرات اليمنية في جزيرة سقطرى بقوله: " الحجج التي قدمها الإماراتيون بشأن هذه المعسكرات هي أنهم يبنون أماكن لتدريب قوات الأمن والجيش، ويذكر البعض أنهم يرتبون لنقل الشباب العسكريين من السقطريين البالغ عددهم حوالي 2000عسكري في مجالات عسكرية مختلفة والمتواجدين حاليا في الإمارات للعمل في سقطرى".

 

وأردف السقطري: "الإماراتيون يريدون الاستفادة من الأراضي الواسعة التي أحاطتها تلك المعسكرات في مواقع حساسة، وقد جرى شيء من ذلك الأسبوع الماضي حيث قام الإماراتيون بطرد بسطات بيع الخضار من الموقع التجاري الكائن بجانب ملعب الفقيد سعد سالمين من الجهة الغربية وهو موقع تجاري مميز كان في السابق موقع ساحة الحرية والتغيير".

*استهداف واضح

بدأت الامارات في استهداف المعسكرات اليمنية في جزيرة سقطرى، منذ أول تواجد للإمارات في الأرخبيل في 30 نيسان/أبريل من عام 2018، حيث نشرت أكثر من مائة جندي، بالإضافة إلى مدفعيات ومدرّعات دون تنسيق مسبق مع الحكومة الشرعية اليمنية، بحجة تدريب القوات اليمنية في الجزيرة.

 

 

وبعد سيطرة التشكيلات المسلحة التابعة للانتقالي المدعوم من دولة الإمارات على أرخبيل سقطرى في يونيو 2020، وطرد الحكومة الشرعية، عمدت إلى نقل السلاح من المعسكرات في سقطرى إلى المليشيات التابعة لها في عدن والضالع، وتسريح المئات من الجنود السقطريين، واستبدالهم بأفراد من قوات الحزام الأمني في عدن.

 

ومنذ احتلال الإمارات الجزيرة شرعت في بناء مواقع عسكرية لها في منطقة "رأس قطينان" على جرف يُطل على الساحل (الجنوبي الغربي) لأرخبيل سقطرى.

 

وبحسب السكان المحليين، فإن دور مسلحي المجلس الانتقالي اقتصر على إعلان تخصيص المكان موقعا عسكريا، فيما تكفلت مؤسسة "خليفة"، التي يديرها الضابط الإماراتي خلفان المزروعي بالشروع في البناء، والإشراف عليه.

 

وبجانب رأس قطينان، أنشاءت الإمارات موقعين في منطقة "رأس مومي" (أقصى الشرق)، ومنطقة "بلعبودة" القريبة من المطار، وذلك عبر المجلس الانتقالي الجنوبي، أحد الأذرع المحلية للإمارات في اليمن.

 

وقبل أيام بدأت الإمارات في تشّييد قاعدة جوية عسكرية لها في مطار سقطرى، حيث قام المحافظ "رأفت الثقلي" الموالي للانتقالي بتسليم موقع الكتيبة الثالثة للقوات الإماراتية، وفقا لوسائل إعلام يمينة.

 

وسبق أن كشفت صور أقمار صناعية تحركات عسكرية للإمارات تستهدف سقطري اليمنية ضمن مؤامرات أبوظبي للاستيلاء على الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي.

*الإمارات ستفشل

ويرى الأكاديمي اليمني راجح سعد في تصريح لموقع "المهرية": " أن ما يحصل في سقطرى، أو في أي جغرافيا يمنية، في ظل ضعف الدولة، إذا لم يكن برضى اليمنيين، فإنه لا مشروعية له، وسيأتي يوم وتأتي الدولة وتُسترد كل الحقوق، واليمن تمر في مرحلة ضعف، والإمارات تستغل هذا الضعف، لتمرير بعض أجندته ومشاريعه، لكنها في الأخير ستفشل".

 

وأضاف: "أي تصرفات لدولة الإمارات في اليمن مهما كانت أطماعها، وتمر بطرق غير قانونية، ستظل غير قانونية، وإذا كانت هناك مشاريع أو معسكرات في الأخير ستكون يمنية، عندما يغادر المحتل".

 

وتابع: لن تستطيع الإمارات التحكم في سقطرى طويلا، فاليمني يقاتل أخيه على أمتار من قطعة أرض، ويقاتل ابن عمه على شجرة، ولا يقبل أن يؤخذ منه أي شيء بالقوّة، أو ينتزع منه شيء بالقوة، لذلك الإمارات ستفشل وترحل، غير مأسوف عليها".

 

وتشهد سقطرى تغيَّرا ديمغرافيا لأبناء الجزيرة، وعسكرة للمحافظة التي تقع في موقع استراتيجي هام، ويتم إزالة المعسكرات اليمنية فيها، وتتحول إلى قاعدة عسكرية إماراتية، ويتم استقدام الإسرائيليين، ومن خلفهم بريطانيون وأمريكيون. 

 

ولدى الإمارات طموح عسكري استراتيجي، لكنها تدور في إطار الممكن والمسموح لها من الدول الاستعمارية، لأن أهدافها مختلطة ومشتركة مع بعض وتخدم المصالح المتبادلة بينهما.

 

ومع هذا العبث الإماراتي في سقطرى، لا خوف على اليمنيين الذين سبق لهم أن أخرجوا البريطانيين والبرتغاليين وغيرهم من الاستعماريين من سقطرى، ولن يستعصي عليهم إخراج الإماراتيين والإسرائيليين.




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية