آخر الأخبار
كورونا الفتاك.. ودفاعات مارب الضعيفة (تقرير خاص)
فريق مأرب التطوعي يرشد الطلاب للوقاية من "كورونا"
الخميس, 26 مارس, 2020 - 05:27 مساءً
حول طاولة واحدة وبهمةٍ وعزيمةٍ كبيرتين يعمل زكريا البحري ورفاقه وهم شبابٌ متطوعون في مبادرة أسموها "من أجل مارب"، على تجهيز أكبر عدد من الكمامات كي يقوموا بعد ذلك بتوزيعها على الناس بعد أن ارتفعت أسعارها وكادت تختفي من الصيدليات. المبادرة التي انطلقت منذ أسبوع هدفت إلى رفع مستوى الوعي بخطر فيروس كورونا، وطرق الوقاية منه.
يقول البحري للـ "المهرية نت": تفاعل الناس مع المبادرة كان كبيراً، ونسبة الرفض لا تتجاوز 1% بل إن البعض أبدى استعداده للتطوع معنا، لقد كان الناس يتلقون منا الإرشادات باهتمام".
جمال علي جمال متطوع آخر في المبادرة، يتحدث عن الصعوبات التي واجهتهم فيقول للمهرية نت: إن المناديل التي يصنعون بها الكمامات نفدت ولم يعودوا يجدونها في مارب ما اضطرهم إلى البحث عنها في صنعاء وعدن, وفي حال لم يجدوها هناك أيضاً، فإنهم سيلجئون للمناديل القماشية رغم فارق السعر المرتفع.
"المبادرة الشبابية ممتازة جداً، لأن الكمامة مهمة خاصة لأولئك المصابين بالسعال أو من يتعاملون مع المصابين" يقول الدكتور نبيل الشرعبي لـ "المهرية نت" وهو طبيب فريق الاستجابة السريعة بمديرية الوادي، ويضيف: "نشجع الشباب المبادرين، فهم بعملهم هذا يكسرون احتكار بعض الصيادلة للكمامات ويحدّون من ارتفاع أسعارها كما أنهم يعملون على توعية المجتمع وهذا أهم شيء نحتاجه خلال هذه الفترة".
ويتحدث الشرعبي بأسف تجاه الوعي المجتمعي العام وعدم أخذ الناس للتحذيرات من وصول وباء كورونا وانتشاره على محمل الجد، فـالغالبية "متواكلون ولا يأخذون بالأسباب، وبالرغم من جهودنا الصحية في التوعية إلا أن نسبة التطبيق ضئيلة، فشلت إيطاليا في التعامل مع الوباء والسبب تهاون المواطن وليس ضعف النظام الصحي، فالمواطن هو من يستطيع مكافحة الوباء والسيطرة عليه".
وينتقد الشرعبي تحركات مكتب الصحة بالمحافظة معتبراً إياها "ممتازة فقط على الورق وليس لها الأثر الملموس على أرض الواقع، مرجعاً أسباب ذلك إلى عدم وجود ميزانية للتنفيذ". متساءلاً عن جدوى تعليق الدراسة في الجامعة والمدارس والمعاهد، في الوقت الذي مازالت فيه أسواق القات وأماكن الاستراحة مفتوحة ومزدحمة.
وبحسب مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة د. عبدالعزيز الشدادي فإن المكتب وزّع المحافظة إلى 77 نطاقاً ومربعاً جغرافياً، يتولى كل مربع مراقبة الحالات التي تعاني من مشاكل في التنفس واستقبال البلاغات الطارئة، كما عمل على تدريب الطواقم الطبية وفرق التثقيف الميدانية.
وكانت السلطة المحلية بالمحافظة قد أعلنت عن إنشاء لجنة الطوارئ برئاسة المحافظ سلطان العرادة، اتخذت عدداً من الإجراءات من بينها إغلاق المسابح والحدائق العامة وإلزام الفنادق والمطاعم والمتاجر على القيام بعمليات التعقيم المستمرة، بالإضافة إلى رفع مستوى الإجراءات الصحية وتجهيز مكان للحجر الصحي، وتقليل أعداد الموظفين، وإطلاق فرق التوعية المجتمعية ابتدءًا من يوم الثلاثاء 24 مارس الجاري.
وفي وقت سابق أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو اليمن من فيروس كورونا الذي اجتاح العالم وتسبب بشلل في كافة مناحي الحياة. وتعاني البلاد من ظروف إنسانية صعبة وتحدياتٍ أبرزها تدهور النظام الصحي وتدمير الكثير من المنشآت الطبية نتيجة الحرب، وانتشار مخيمات النازحين، وهو ما يضاعف القلق من وصول الفيروس إلى اليمن ودخول البلاد في كارثة إنسانية جديدة.