آخر الأخبار

الإمارات وأدواتها تواصل انتهاك سيادة اليمن في سقطرى وسط صمت من المجلس الرئاسي (تقرير خاص)

قوات إماراتية في اليمن - إرشيف

قوات إماراتية في اليمن - إرشيف

المهرية نت - سقطرى-خاص
الأحد, 03 ديسمبر, 2023 - 09:42 صباحاً

"هذي أرض يمنية، وليست الإمارة الثامنة لدولة الإمارات، كيف يحتفل فيها الإماراتي وأنصاره بما يسمى العيد الوطني الإماراتي على أرض تخضع لسيادة الجمهورية اليمنية ! ؟.. وكيف ترفرف أعلام دولة أجنبية ويمنع رفع علم الدولة صاحبة الأرض..؟
 

بهذا الاستغراب والحيرة والغضب، يصفُ المواطن صالح محمد السقطري (24 سنة) لموقع " المهرية " ما يرى من استمرار دولة الإمارات في استفزاز اليمنيين بفرض مشاريعها الاستعمارية، في  جزيرة سقطرى اليمنية.
 

يذكر صالح، بأن انطباع الغضب مما يحدث في جزيرة سقطرى من قبل دولة الإمارات، بمحاولتها ترسيخ الاحتلال، وفرض أدواتها، بقوة السلاح، ليس انطباعٌا فرديا: "كل أبناء الجزيرة، عدا أفراد قادمين من محافظة الضالع، يشعرون بالغضب، مما يجري في أجمل جزيرة في العالم، من قبل عملاء الصهاينة، ومن صمت مجلس القيادة الرئاسي ".

*مليشيا في خدمة المحتل

لا تتوقف مليشيا المجلس الانتقالي المدعومة من أبوظبي ، عن استمرار اتخاذ الإجراءات الهادفة إلى فرض سلطة المحتل الإماراتي على جزيرة سقطرى اليمنية، واعتبارها مدينة خارج سيطرة الحكومة اليمنية، فمنذ سيطرة المجلس الانتقالي على سقطرى، منذ حزيران/ يونيو 2020، بعد مواجهات مع القوات الحكومية، والمليشيا تعمل على تغيير هوية جزيرة سقطرى اليمنية، وإظهارها وكأنها إمارة إماراتية.

 

وقد قام المجلس الانتقالي الانفصالي ، بتنظيم حفل فني بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي الـ 52، في مدينة حديبو عاصمة جزيرة سقطرى، بحضور محافظ الجزيرة التابع للانتقالي، والقيادي فضل الجعدي، وقامت مليشيا الانتقالي برفع أعلام دولة الإمارات في الشوارع، وفوق المقرات الحكومية وإقامة المسابقات الرياضية والعروض العسكرية  ابتهاجا بعيد الإمارات  وكأن الجزيرة مدينة في دولة الإمارات, وليس أرض يمنية.

 


*تظاهرات ترعب المحتل

 


برغم القمع التي يقوم به، المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، ضد سكان أبناء جزيرة سقطرى، الذين خرجوا مراتٍ عديدة رافضين وجود قواته ووجود المحتل الإماراتي؛ وهو ما دفع المليشيا قبل عامين إلى فرض إجراءات تمثلت بمنع أي تظاهرات، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المخالفين، وقد لجأت، إلى استخدام العنف والاعتقالات ضد المناوئين لها بالجزيرة؛ في محاولة لإخضاع السكان.
 

يصرح الناشط سلطان عبدالله لموقع "المهرية": "بينما يقوم الانتقالي بالاحتفال باليوم الوطني الإماراتي على أرض يمنية، يمنع المواطن السقطري اليمني بالاحتفال بالأعياد اليمنية، بل ويقمع بمجرد رفع علم الجمهورية اليمنية، لماذا يرعب المليشيا علم اليمن، وتشعر بالأمان عندما ترفع علم دولة أجنبية.! ؟
 

ويتابع سلطان حديثه لموقع "المهرية": " أن التظاهرات التي يخرج فيها سكان الجزيرة من حين لآخر، تهدد وجود المحتل وتؤثر جدياً في مخططاته، التي تهدف إلى تحويلها لجزيرة تتبع الإمارات".
 

 

ففي 27 سبتمبر 2021، توعدت مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي في أرخبيل سقطرى باتخاذ إجراءات صارمة بحق المتظاهرين في الأرخبيل المناوئين لها والمطالبين بعودة الدولة، غداة مظاهرة كبيرة احتفاءً بذكرى ثورة 26 سبتمبر، رددت شعارات مناهضة لـ"الانتقالي" ودولة الإمارات".

*سقطرى تقاوم
في ظل استمرار الصمت للمجلس الرئاسي، عما يجري في سقطرى، دفع الانتقالي إلى توسيع قوته العسكرية، فقد عززت الإمارات مليشيا الانتقالي بمعدات عسكرية ومدرعات، برغم عدم الحاجة لها في الجزيرة المسالمة، والتي لا يوجد فيها أي تهديد.


يقول الناشط السياسي سالم السقطري، أن القوات العسكرية، التي يستقدمها الانتقالي إلى الجزيرة  تأتي "خوفاً من سكان الجزيرة لإشعال ثورة ضده، والمظاهرات التي تشهدها سقطرى، في كل مناسبة يمنية ، تعبير عن مواقف أبناء الأرخبيل المنحاز إلى اليمن، ورفضاً لكل أشكال التشطير والتقسيم".
 

يتابع: " وقوف المواطنين ضد "الانتقالي" في هذه المحافظة بموقعها الجيوسياسي، إنما هو حجر صلب في أساس الوطن الكبير"، مشيراً إلى أنه "من الطبيعي أن يشعر الانتقالي بالخوف من مقاومة أبناء سقطرى، لأنها تسبب له توتراً أمنياً في جزيرة تعتقد الإمارات أنها ستكون هادئة لتنفيذ أهدافها الاستعمارية".
 

ويلفت سالم في حديثه لـ"المهرية"، إلى أن سقطرى "ستكون أرض مقاومة، في وجه المحتل الإماراتي، وفي صناعة التحولات الوطنية والوفاء لتضحيات وكفاح قيادات النضال الوطني الذين دافعوا عن اليمن، في سبيل الحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه".

*محاولة السيطرة لصالح إسرائيل 

ما تمارسه  دولة الإمارات في جزيرة سقطرى، من دفع أدواتها إلى الاحتفال باليوم الوطني الإماراتي في أرض سقطرى اليمنية، ما هو إلا خطوة من خطواتها، في محاولاتها الحثيثة لسيطرة على الجزيرة".
 

فقد بدأ الحديث عن العلاقة بين سقطرى والإمارات منذ 2018، عندما سُرّب للمؤرخ الإماراتي حمد المطروشي فيديو خلال لقاء جمعه بعدد من شيوخ وأفراد من أرخبيل سقطرى موالين للإمارات، قال فيه: إن سكان سقطرى "سيكونون جزءاً من دولة الإمارات، وسيُمنحون جنسيتها.


ووصل الأمر بأدوات الإمارات إلى هدم إحدى المناطق الأثرية المطلة على البحر؛ لبناء قصور شخصية لإماراتيين، كما برز قيام مندوب "مؤسسة خليفة"، خلفان مبارك المزروعي، المكنى بـ"أبو مبارك"، بشراء أراضٍ بمساحات شاسعة في السواحل بالقرب من الميناء وأخرى في منطقة نوجد، جنوبي الجزيرة، إضافة إلى الاستيلاء على مساحات في محمية  دكسم، المحميَّة من البناء عليها بموجب القانون اليمني.
 

وكشفت وسائل إعلام ومنظمات دولية، أواخر أغسطس 2020، عن إنشاء الإمارات و"إسرائيل" بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخباراتية  في جزيرة سقطرى اليمنية.
 

وتستهدف القواعد الاستخباراتية الإسرائيلية والإماراتية في جزيرة سقطرى، عدداً من الدول، ومن أبرزها مصر وإيران وباكستان، وفقا لما ذكره أستاذ النزاعات في معهد الدوحة للدراسات "إبراهيم فريحات"، وكذلك ذراع إيران في اليمن "الحوثيين"، وباكستان التي تتخذ موفقا رافضا للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي".
 

ومن جانب آخر، أكد المركز الإيطالي للدراسات السياسية، أن إسرائيل استخدمت قواعدها الاستخباراتية في أرخبيل سقطرى اليمنية، الخاضعة لجماعات مسلحة كالمجلس الانتقالي ذراع الإمارات في اليمن، لرصد هجمات الحوثيين مؤخراً من جزيرة سقطرى.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية