آخر الأخبار
بعد استيلاء الحوثي على سفينة إسرائيلية... هل أصبح أمن الملاحة الدولية مرهون بوقف الحرب على غزة؟
حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة تهدد أسواق النفط والملاحة البحرية
الثلاثاء, 21 نوفمبر, 2023 - 12:08 صباحاً
بعد قيام جماعة الحوثي باختطاف سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر، واعتراف دولة الاحتلال الإسرائيلي بتمكن الحوثيين من السيطرة على سفينة مستأجرة لشركة إسرائيلية في البحر الأحمر، وذلك بعد ساعات على بيان لها بأنها سوف تستهدف جميع السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، تصبح حادثة الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية، التصعيد الأبرز في المنطقة، لتداعيات الحرب الوحشية التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة منذ خمسة وأربعين يوما.
وبث الإعلام الحربي التابع لجماعة الحوثي، مساء الإثنين، مشاهدا للعملية العسكرية التي نفذتها أمس الأحد، واحتجزت خلالها سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر.
وأظهرت المشاهد عملية إنزال قامت بها مروحية تحمل العلمين اليمني والفلسطيني، حيث هبطت على متن السفينة وأنزلت عددا من الجنود، الذين سيطروا على السفينة.
كما أظهرت المشاهد اقتياد السفينة ترافقها عدد من الزوارق البحرية إلى السواحل اليمنية.
وأحدث الفيديو ردود فعل واسعة في أوساط الإعلام الغربي الذي وصف العملية بالمرعبة، كما وصفها شيء من أفلام الحركة والإثارة في هوليوود، مؤكدا أن عملية الاختطاف هذه هي رعب حقيقي.
يهودي ثري ومقرب من الموساد
يملك السفينة أحد أهم أقطاب الأعمال في إسرائيل، وهو رامي أبراهام أنغر، 76 عاما، إذ برز اسمه في مجال الأعمال التجارية الإسرائيلية مع اهتمامات متنوعة تشمل استيراد السيارات والشحن والعقارات.
ولد رامي عام 1947 لعائلة راسخة في شمال تل أبيب، وبدأ حياته التعليمية في مدرسة خاصة في بريطانيا، ثم خدم في جيش الدفاع الإسرائيلي باعتباره من فيلق المخابرات، وبعد انتهاء خدمته العسكرية، شرع أنغر في دراسة القانون في جامعة أكسفورد، لكنه لم يكمل دراسته بها، ومع ذلك، قادته مساعيه الأكاديمية في النهاية إلى العودة إلى إسرائيل، حيث تخرج وحصل شهادة في الحقوق من جامعة تل أبيب.
دخل رامي أنغر إلى عالم الأعمال في أواخر الستينيات من القرن الماضي عندما أنشأ مشروعا صغيرا متخصصا في استيراد أنظمة تكييف الهواء للمقطورات والكرفانات، وكانت هذه خطواته الأولى في عالم الأعمال، إذ أصبح المستورد الأول لسيارات أوتوبيانكي ثم لانسيا في إسرائيل، وبالإضافة إلى مساعيه التجارية، كان أنغر أيضا شخصية سياسية نشطة، إذ طور علاقات مع شخصيات مثل الرئيس الإسرائيلي السابق عيزرا فايتسمان، ليصبحا لاحقا شريكين تجاريين.
وفي أوائل ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن ترك فايتسمان الحكومة، أصبح أنغر وفايتسمان شريكين تجاريين، مع التركيز على استيراد السيارات والشحن والمشاريع العقارية، وفي عام 1984 أسس مع بنيامين (فؤاد) بن أليعازر وشلومو عمار، حزب ياحد، ولعب أنغر دورا محوريا فيه باعتباره مانحا رئيسيا وأمينا لصندوقه.
وفي عام 2008، حصلت شركة أنغر "تيليكار"، وهي شركة تابعة لمجموعته، على حقوق استيراد سيارات كيا إلى إسرائيل، ودخلت في نزاع قانوني انتهى بتدخل صديقه رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، عام 2013، إذ تبرع أنغر بمبلغ 1.1 مليون شيكل من شركة بنمية إلى كنيس كوهين، المواجه لمقر إقامة كوهين.
وبصرف النظر عن مشاركته في صناعة السيارات، يمتلك رامي أنغر أيضا أصولا عقارية كبيرة في إسرائيل وأوروبا الشرقية والولايات المتحدة، وهو من مؤسسي صندوق "فاير" العقاري الذي يديره شلومو جروفمان.
التصعيد البحري
يشكل تصعيد جماعة الحوثي في البحر الأحمر خطرا كبيرا على الملاحة البحرية، مع توعدها باستمرار العمليات في البحر الأحمر حتى يتوقف العدوان على غزة، وخاصة إذا قامت الجماعة باستخدام أدوات جديدة في استهداف السفن الإسرائيلية.
فقد صرح عضو المكتب السياسي في جماعة الحوثي محمد البخيتي أن "الهدف من عملياتنا العسكرية هو وقف العدوان على غزة"، ولفت البخيتي ، في حديث إلى قناة "الميادين" إلى "أننا ضربنا عمق الكيان وما زالت لدينا خيارات موجعة لمواجهته".
ومن الخيارات التي تمتلكها الجماعة في الاستهداف البحري ضد المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر، خيارات عديدة، وفقا لرصد موقع "المهرية" للعرض العسكري الذي أقامه الحوثيين في صنعاء بسبتمبر الماضي، وكشف عند العديد من الأسلحة ومنها الأسلحة البحرية.
حيث عرضت الجماعة زوارق قتال من أنواع "عاصف" و "ملاح" ومؤخرا "نذير" التي تمتلك القدرة على حمل أسلحة متوسطة وخفيفة ويمكنها إطلاق صواريخ كاتيوشا 107 ملم، التي إما تكون تدميرية وإما حارقة، ويمكن لبعضها حمل أنظمة دفاع جوي، وتستخدم لضرب السفن والسيطرة عليها، إلى جانب ذلك يمتلك الحوثيون قوارب ذاتية القيادة لأغراض القتال والاستطلاع البحري.
وكشف الحوثي كذلك عن امتلاكهم ألغاما بحرية من أنواع "مسجور" و "ثاقب" و "كرار" و "مجاهد" وغيرها، وعلى اختلاف أنواعها فإن الألغام البحرية عبارة عن جهاز متفجر قائم بذاته يوضع في الماء لإتلاف أو تدمير السفن السطحية أو الغواصات، توضع الألغام على أعماق متنوعة في الماء، وتفعل عند استشعار قدوم سفينة ما، ولكل نوع عمق محدد وآلية تفعيل.
بالإضافة ما سبق، يمتلك الحوثيون صواريخ روبيج6، وهو نظام روسي للدفاع الساحلي، يستخدم صواريخ "كي إتش – 35 يو آي" المضادة للسفن، ويصل مداها إلى 260 كيلومترا، وتعمل بتقنية القشط البحري، أي إنها تسافر بالقرب من سطح الماء لتجنب الرادار، ويحمل الواحد منها رأسا حربيا شديد الانفجار يبلغ وزنه 145 كغم صمم ليخترق الحواجز والمقصورات أفقيا قبل أن ينفجر داخل السفينة.
وشمل عرض الحوثيين أيضا نسخا جديدة من الصواريخ الموجهة ضد السفن7 مثل "تنكيل"، إلى جانب أنواع أخرى مثل " حاطم " و "فالق" و "صياد"، وهي صواريخ مجنحة مجهزة بباحث راداري أو حراري، بمدى مجمل من 200-400 كيلومتر، وجميعها يشبه صواريخ إيرانية لها المواصفات نفسها، كذلك فإن العرض شمل صواريخ كروز للهجوم الأرضي من طراز "قدس 4" التي يمكنها الاشتباك مع الأهداف البرية والبحرية، وتعد جزءا من عائلة صواريخ كروز التي طورتها إيران بمدى يبلغ 800 كيلومتر.
لذلك يمتلك الحوثي القدرة على الوصول إلى المصالح لدولة الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر، إلى جانب قدرته على استهداف أية سفن تمر قبالة اليمن في البحر الأحمر، مما يؤدي إلى تصعيد الموقف في المنطقة، وتضرر حركة الملاحة البحرية في أحد أهم الممرات المائية في العالم "باب المندب"، الذي يتمتع بأهمية عسكرية وأمنية كبيرة، بجانب الأهمية الاقتصادية كونه ممرا لملايين البراميل من النفط بشكل يومي، ونسبة كبيرة من إمدادات التجارة العالمية.
أسواق النفط
وقفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بعد أن جدد استيلاء الحوثيين على السفينة المخاوف من أن الحرب بين إسرائيل وحماس قد تؤثر على الممرات المائية الأساسية لشحن الوقود.
ارتفعت أسعار العقود الآجلة بما يصل إلى 6.9 %، ما أوقف سلسلة من الانخفاضات التي استمرت أربعة أيام، بعد أن أفادت شركة "نيبون يوسن كيه كيه"(Nippon Yusen KK) اليابانية أن حاملة مركبات استأجرتها اختطفت في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر يوم الأحد.
وتمر ناقلات الغاز من قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، بانتظام عبر البحر الأحمر في طريقها إلى أوروبا.
وحذر التجار والمحللون من أن اتساع الصراع في الشرق الأوسط قد يعطل بشدة تدفق إمدادات الوقود في المنطقة التي تضم إحدى أكثر طرق الشحن ازدحاما في العالم.
التصعيد يهدد توازن الإمدادات
وتدخل أوروبا فصل الشتاء بمواقع تخزين ممتلئة ووفرة في واردات الغاز الطبيعي المسال، لكن هذا التصعيد قد يهدد توازن الإمدادات. وما تزال القارة معرضة للخطر بعد أن شهدت أزمة الطاقة في العام الماضي كبح روسيا لتدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب.
كما كانت أسعار الوقود مدعومة بتوقعات الطقس البارد وارتفاع أسعار النفط الخام قبل اجتماع "أوبك +" المقرر انعقاده في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وارتفع سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي في هولندا لأقرب شهر، وهو المعيار القياسي في أوروبا، بنسبة 4.5 % لتصل إلى 47.10 يورو للميغاواط/ ساعة عند الساعة 9:21 صباحا في بورصة أمستردام.