آخر الأخبار
"حصن بن غفيلة".. أحد أشهر معالم المهرة التاريخية ومتحفها الأثري العريق
حصن بن غفيلة
الأحد, 15 أكتوبر, 2023 - 10:13 صباحاً
تحتضن محافظة المهرة في طياتها الكثير من المعالم التاريخية، والحصون الأثرية، وتعكس بثقافتها وتضاريسها تاريخا عريقا، يكشف عن أصالة الإنسان هناك وتفانيه الكبير من أجل وطنه وتمكسه بعادات وتقاليد الآباء والأجداد.
وتعد الغيضة المدينة الأولى بمحافظة المهرة التي تستحق تسميتها بـ "جوهرة الشرق اليمني وحاضرة التراث والتاريخ".
وتنفرد الغيضة بالكثير من المعالم الأثرية منها متحف الغيضة ومقبرة ياروب، ومسجد بن قطامش ومقبرة بن شيخ، ومقبرة الحسني، وحصن خيبل، وحصن بن غفيلة ومسجد الحسني، وحصن بن قملة، ومسجد الشيخ الجوهري وغيرها الكثير.
يقول سعد بن غفيلة رئيس دائرة التوثيق بمركز اللغة المهرية: هناك حصون ومواقع أثرية كثيرة في منطقة الغيضة بشكل خاص، وفي المهرة بشكل عام.
يضيف: هناك مثلا على مستوى محافظة المهرة بمديرية قشن يوجد سوق بن سقيف، وكذلك خور سنجرة، وهذا الأخير كان ميناء وكانت ترسي فيه بواخر منذُ القدم.
وتابع : في مدينة الغيضة توجد الحصون والمساجد، من بينها "كدمية ديروب"، وهذه لها قصة خاصة ، وتقول بعض الروايات إنها كانت منطقة، والناس ساكنة فيها، وهي واضحة إنها كانت حصن، وربما تحصن بداخلها البرتغاليون.
وأردف : من المواقع الأثرية منطقة الفتك، وكذلك حبرود، أضف إلى ذلك في الشريط الساحلي يوجد هناك مساجد، وهذه يقول الشيوخ الكبار الذين نعرفهم من أبناء المحافظة إنها كانت مساجد لأولياء أتوا إلى المدينة.
ويعد حصن بن غفيلة أشهر معالم مدينة الغيضة، وأقدم الحصون فيها وأبرزها، وتعود ملكيته إلى بيت غفيلة، ويسمى باسم حصن بن غفيلة.
وأُسس الحصن في القرن السادس عشر على يد عمرين بن غفيلة، ويتكون الحصن من ثلاثة أدوار يحوي الدور الأول منه المخازن، وتستخدم لتخزين التمور والحبوب وتسمى باللغة المهرية، "مودي".
أما الدور الثاني فيتكون من غرف ومجالس إلى جوارها مخازن السلاح، فيما خصص الدور الثالث لاستقبال الضيوف.
ويقول الشيخ أحمد محمد كلشات، إن الحصن له أكثر من 400 سنة وفيه رموز من قبيلة آل غفيلة، يسكنون هم وأولادهم داخل الحصن، ومن ضمنهم المرحوم محمد سالم الزويدي.
ويشير إلى أن للحصن تاريخ قديم، وأيام الاحتلال البريطاني للمهرة، حاولت القوات البريطانية مهاجمة البيت، وحاصرته بالمدرعات في ذاك الوقت، وحينها كذلك أعطى سلاح الجو البريطاني المتواجد في المملكة سلسلة تعطي تعليمات بضرب هذا الحصن في حال حصل أي ضرب برصاص من داخله.
يتابع" هذا الحصن له تاريخ كبير لدى المهرة وغيرها، وكانوا أهل بيت غفيلة وأبناءهم تجار يسافرون إلى شرق أفريقيا والهند، ويتم نقل البضائع إلى داخله، وكان بمثابة مستودع للمواد الغذائية من تمور ومن حبوب، ويوزعوه ويبيعون منه ويوزعوه على الفقراء والمساكين.
وحصن بن غفيلة مبني على الطراز المهري الحربي القديم، ويوجد فيه نظام المقدمات الحربية والفتحات وتسمى بالمهرية "الموجق".
وقد زار الحصن عبر التاريخ كثيرا من الرحالة والمستشرقين، وحدث أن تعرض للحصار من قبل الإنجليز أكثر من مرة أثناء وجودهم بالمهرة.