آخر الأخبار

مع انتهاء موسم الرياح ..سقطرى تستعد لاستقبال محبي الطبيعة وعشاق المغامرات

محمية دكسم- تصوير محمود فتحي

محمية دكسم- تصوير محمود فتحي

المهرية نت - تقرير خاص
الجمعة, 29 سبتمبر, 2023 - 08:55 مساءً

بفضل مياهها الصافية وشواطئها البكر وثقافتها المتنوعة، تعد جزيرة سقطرى وجهة لا تنسى لمحبي الطبيعة والباحثين عن المغامرة على حد سواء، حيث تقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تسلط الضوء على جمالها الفريد وتاريخها الغني.

 

وتعد الجزيرة وجهة فريدة وهامة لأسباب عديدة، من أهمها موقعها البعيد سمح بتطور نظام بيئي فريد، يتضمن عددًا كبيرًا من الأنواع النباتية والحيوانية التي لا توجد في أي مكان آخر على هذا الكوكب، وتضيف جغرافية الجزيرة المتنوعة، بدءًا من الغابات الخضراء إلى الصحاري القاحلة، إلى جمالها الطبيعي وأهميته.

 

وتستعد الجزيرة لاستقبال زوارها الجدد خلال العام الجاري مع اقترب (الموسم السياحي)، الذي يبدأ من شهر أكتوبر وينتهي في شهر مايو من كل عام.

 

ويأتي الموسم السياحي بالتزامن مع ناهية الحصار الطبيعي الذي تفرضه الرياح الموسمية لمدة أربعة أشهر، حيث تبدأ في شهر يونيو وينتهي أواخر سبتمبر.

 

وبدءًا من أواخر شهر سبتمبر، تتحول الرياح الموسمية العاصفة إلى الرياح الموسمية الرطبة، وتبث أمطار شهر أكتوبر الحياة في الجزيرة، مما يسمح للنباتات بالنمو وتملأ الجزيرة بالمساحات الخضراء.

 

ويعد هذا الوقت من العام هو الوقت المناسب لزيارة سقطرى، خاصة لممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة والأنشطة الجبلية، حيث تمتلئ الوديان بالمياه العذبة النظيفة والمناظر الطبيعية خصبة.

 

يزداد جمالها في الموسم السياحي

 

ويقول الأكاديمي أحمد العامري إن سقطرى موقع لا يختلف عن غيره من مواقع الدنيا، من حيث أن تؤثر فيه عوامل الطبيعة سلبا وإيجابا، فيزهر في فصول ما، ويخبو ألقه في أخرى.

 

ويضيف: ما دام الزائر بحاجة إلى النظر فيما حوله من الطبيعة ليستنير بجمالها ويفكر بتركيبها ويسحر خياله تفاصيلها ويعمل فكره في تنوعها؛ فلابد عليه أن يتعرف على مواسم النماء ومراتع الأسرار ومواطن الجمال.

 

ويذهب إلى أن سقطرى على الدوام وعلى امتداد فصول العام ساحرة والمناطق السياحية فيها مبهرة، ولكن يزداد انبهار السائح فيها إذا تعرف على المواسم التي تكتسي فيها الأرض بالخضرة، ويهدأ فيها صخب ما يعتري الجزر من الرياح واضطرابات البحر.

 

ويشير إلى أن كل فصول السنة الشتاء والربيع والصيف ماعدا فصل الخريف والشهر الأخير من فصل الصيف تعد فصولا سياحية، أو بمعنى تفصيلي من بداية شهر أكتوبر من كل عام إلى بداية يونيو.. هذه الأشهر تنعم فيها سقطرى عادة بالأمطار فتخضر الأشجار والنباتات وتنساب المياه في الأدوية وتتدفق العيون ويزداد منسوب المياه ويتلطف المناخ في عموم سقطرى، ولذا فهذه هي الأوقات التي ينبغي أن يهيئ السياح أنفسهم لزيارة سقطرى.

 

ويضيف: ليس معنى هذا أن السائح الذي لم تتح له الفرصة لزيارة سقطرى إلا في فصل الخريف أنه لا يمكنه المجيء إلا في مثل هذه الأوقات؛ بل على العكس يمكنه زيارة سقطرى في الخريف أيضا وسيجد ما يثير إعجابه، فالمناطق السياحية غالبا ما تحتفظ بأسرار جمالها طوال العام.

 

ويرى أن المناطق السياحية جلها خارج العاصمة تتطلب مواصلات وإمكانيات كافية للذهاب إليها ولا يعد من وصل إلى العاصمة حديبوه أنه تعرف على سقطرى وعرف كل ما فيها من جمال ما لم يصل هذه المناطق.. والحق أنه حتى العاصمة حديبوه لم تحرم من الجمال والإبداع الإلهي فهناك مشاهد فاتنة طالما أبهرت الزائر بشواطئها الساحرة وبجمال رمالها ونسيمها العليل ونقاوة البحر وزرقه المياه وتتابع الأمواج التي تنكسر عند الساحل محدثة صوت احتكاكها بالحصى الأملس البراق ذو الألوان المتعددة.

 

 وأكد أن هناك العديد من المشاهد التي يجد بها كل باحث بغيته فتفتح قريحة الشاعر لركوب القوافي وتزايد العاشق شغفا وشوقا لمعشوقه وتمنح العابد مزيدا من اليقين والإيمان، ويكتمل هذا الافتتان حين يصل إلى بقية المناطق السياحية.

 

باحث سقطري ينتقد السياحة الموسمية

 

من جانبه ينتقد الحبير في التراث السقطري أحمد الرميلي ما يسمى بالموسم السياحي قائلا: ليست بي حاجة لأوضح أنَّ سقطرى أصبحت قبلة العالم سياحيًّا، فهذا أمر أصبح معلومًا. بل ما أودُّ الحديث حوله هو أنَّه قد أصبحت السياحة في (درّة المحيط) محصورة في موسم معين ومحدد، يطلق عليه عرفًا (الموسم السياحي).

 

ويرى أنه يبدأ من شهر أكتوبر وينتهي في شهر مايو من كل عام، بعدها تغلق السياحة أبوابها، وترفع أطناب خيامها، ويستسلم الجميع للأمر الواقع؛ بحجة دخول الرياح الموسمية التي تهبُّ على سقطرى لمدة أربعة أشهر، من شهر (يونيو – سبتمبر) من كل عام.

 

ويذهب إلى أن هذا الاستسلام فرض نفسه دون حرب، وأناخ بكَلْكَله دون مبرر، ولو تمعن الجميع في الأمر لصارت السياحة في سقطرى مستمرة طوال العام، ولَمَا تم حصرها بموسم دون آخر.

 

وأوضح في تقرير له نشره موقع "خيوط": صحيح أنَّه في هذا الفصل تهبُّ على سقطرى رياح موسمية قد تصل حدتها إلى أكثر من ثلاثين عقدة في بعض الأحيان. هل هذا السبب مقنع لتعطيل السياحة لمدة أربعة أشهر كاملة يتوقف فيها كل شيء من الوكالات السياحية والعاملين في القطاع السياحي من مرشدين ومترجمين وسواقين وعمال...؟ أعتقد أنّ هذا السبب غير مبرر.

 

ويقول إنه لمن يعرف سقطرى، يلاحظ أنَّ الرياح الموسمية تهبُّ على المناطق المنخفضة في الجهة الشمالية من سقطرى فقط، هذا يعني أنَّ المناطق الوسطى، مثل: (دكسم – حجهر – طادع – شبهن – أجلس – طيدع - مومي) لا تؤثر عليها الرياح الموسمية، وكذلك لا تؤثر على الشريط الساحلي الجنوبي من (دسبرهو) غربًا إلى (مطيف) شمالًا، هذا معناه أنَّ أكثر من 70% من جغرافية سقطرى لا تؤثر فيها تلك الرياح، فلماذا الاحتجاج بموسم الرياح؟

 

ووفقا للرميلي: فإن منطقة دكسم وحجهر والمناطق المجاورة لها، يكون مناخها في تلك الشهور ضبابيًّا ممطرًا، لا تكاد ترى على بعد أمتار بسبب الضباب الكثيف وزخات المطر الخفيفة الممتعة التي يشعر معها الساكن فيها بحيوية ومتعة غير عادية، فضلًا عن الزائر والسائح الذي يأتي لأول مرة لغرض الزيارة والسياحة.

 

ويقول: أيُّ مناخ جاذب للسياحة أكثر من هذا؟! وما خريف صلالة في عمان وحوف جادب في المهرة عنَّا ببعيد، فهاتان المنطقتان تزورهما الناس بالآلاف في الشهور (يونيو – سبتمبر) من كل عام، بل تأتيهما أفواج من خارج الدولتين للاستمتاع بمناخهما الذي يتطابق تمامًا مع مناخ منطقتي دكسم

 

 

 

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية