آخر الأخبار
هل قدم معين عبد الملك إجابات مقنعة عن صفقاته المشبوهة مع الإمارات؟
معين عبدالملك مع بن زايد
الثلاثاء, 05 سبتمبر, 2023 - 02:01 صباحاً
أثار المؤتمر الصحفي الذي ظهر فيه رئيس الوزراء معين عبد الملك، مساء الإثنين، يدافع عن نفسه، ويهاجم تقرير البرلمان الأخير، ردودَ فعلٍ واسعةً في أوساط اليمنيين.
وقال عبد الملك، إنَّه يتعجب من إخراج مناقشة موضوع اتفاقية إنشاء شركة اتصالات يمنية إماراتية من إطارها القانوني والاقتصادي إلى الاستقطاب السياسي، وإغفال المصلحة الحقيقية للوطن والمواطنين من هذه الاستثمارات في قطاع الاتصالات الذي كان أكثر الملفات التي تلام عليها الحكومة طوال السنوات السابقة.
وسبق أن قالت مذكرة للبرلمان: إنَّ الحكومة رفضت إطلاعه على اتفاقية امتلاك شركة XN الإماراتية معظم حصة عدن نت.
وأكَّد رئيس الوزراء امتلاك الشركة الإماراتية 70%، وقال: إنَّ نسبة الحكومة 30% “ولم يكن التفاوض والاتفاقية شيئا سريا، ونوقشت بنداً بنداً في كل أعمال مجلس الوزراء، ورفعت بكل وثائقها لمجلس القيادة الرئاسي، أعلى سلطة سياسية في البلاد، وإذا كان هناك شيء خاطئ سيقول للحكومة هذا خطأ، ومجلس النواب أيضا يتخاطب معنا ويقول لنا أين المشاكل؟ لا نحتاج لإخراج الموضوع إلى استقطاب سياسي سلبي”.
وأضاف: "من حق البرلمان أن يسأل، وسنجيب عن كل التساؤلات فليس هناك ما نخفيه"، وتحدث في الوقت نفسه عن "وجود متنفذين يعرقلون عمل الحكومة"، ووعد بالحديث "بصراحة وشفافية مع الرأي العام حتى لا يظل رهينة للشَّائعات والمعلومات المضلِّلة".
ورَدَّ عضو مجلس النواب علي عشّال عليه قائلًا: إنَّ تشكيك رئيس الوزراء معين عبد الملك في شرعية تشكيل لجنة تقصي الحقائق البرلمانية وتقريرها أمر مَعِيب وجهل فظيع.
وأضاف عشّال، في تغريدة على منصة (إكس)، أنَّ حديث معين عبد الملك مُخْزٍ، وكذلك اتهامه للمجلس بالاستقطاب السياسي عند تناوله اتفاقية الاتصالات.
وتابع: "دلس وتحذلق وتحدث عن الشفافية، وهو يعلم يقينًا أن صفقته تمت في غرفة مظلمة. يبدو أنَّ تقرير اللجنة أصابهم في مقتل".
ويذهب الأكاديمي والمحلل السياسي عادل المسني، إلى أنَّ المؤتمر الصحفي لمعين عبد الملك زاد الغموض حول الاتفاقية المجحفة في حق اليمنيين، التي رأى مجلس النواب والكثير من اليمنيين أنه باع هذه الشركة للإمارات، لا سيما وأنَّ معظم اليمنيين يثيرون حول الإمارات الكثير من الأسئلة؛ لأنَّها حوَّلت كلَّ الموارد السيادية في اليمن إلى ثكنات عسكرية.
وأضاف أنَّ الإمارات لم تَبِْن شيئاً في اليمن، ولم نجد خلال تجربتنا معها خلال ثماني سنوات سوى الكثير من السجون والقواعد التي وضعتها في الموارد الإيرادية سواء في بلحاف أو عدن وغيرها، ولم تكتفِ بذلك بل عطَّلت هذه الموارد، بالإضافة إلى الجزر التي نهبتها واستقطعتها.
يتابع: لذلك إعطاء هذه الدولة المشبوهة التي تمارس الوصاية والاحتلال في اليمن هذه الشركة كارثة وانتهاك لسيادة البلاد.
وسخر من حديث رئيس الحكومة عن المصلحة التي تجلبها صفقة الاتصالات مع الإمارات قائلا: المصلحة هي في الحفاظ على السيادة اليمنية وعودة الشرعية لكافة محافظات البلاد، وليس في الوصاية لهذه الدول التي تشتري ما تشاء في اليمن.
وقال إنه يرى في حكومة معين عبد الملك أحد أدوات الإمارات التي تسهل لها السيطرة على موارد البلاد، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الإمارات جاءت به ليؤدي هذا الدور.
وعلق مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي على مؤتمر رئيس الحكومة قائلا: مجلس النواب وأعضاء مجلس القيادة يتهمون معين عبد الملك بالفساد واليوم يظهر في مؤتمر صحفي يدافع عن فساده بطريقة قبيحة ومخجلة.
وأضاف: من نصح معين عبد الملك بالخروج في هذا المؤتمر يريد أن يعجل برحيله وبطريقة مخزية، لأنه في نظر الجميع ليس سوى كتلة من الفساد والفشل والقبح.
وتابع: خرج هذا الرجل المريض ليدافع عن فضيحة بيع شركة الاتصالات بطريقة غبية وغير مقبولة تؤكد فساده، خرج يحاول تبرير الفساد والتشكيك بمجلس النواب وباللجنة المختصة بالتحقيق بقضايا فساده، وكأنه لا يعلم أن شرعية مجلس النواب تفوق شرعيته.
وشدد على أن هذا الرجل لا يجيد سوى التنظير والفساد، ويحاول أن يستعطف الناس بالقول إنه وحيد وإن هناك متنفذين هم الفاسدون وليس هو. هذا الجبان يخاف حتى من ذكر أسماء الفاسدين الذين يدعي أنهم من يجب محاسبتهم وليس هو.
وبين أنه سيظل كارثة حتى إقالته، وإحالته للمحاكمة للنظر في كل ما قام به طوال السنوات الماضية من فساد وبيع لسيادة اليمن للخارج.
ويرى الصحفي عامر الدميني أنَّ رئيس الوزراء معين عبد الملك دافع عن نفسه في منح شركة إماراتية تراخيص شراء شركة عدن نت، مضيفًا أنه لم يكتف بالدفاع عن نفسه بل هاجم اللجنة البرلمانية، وكل الأصوات التي انتقدت ما صنعه، ورمى بالكرة في ملعب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي قال: إنه يعلم بالصفقة.
وأضاف أنه ظهر في المؤتمر الصحفي متوجِّعًا من أحمد العيسي، الذي انتقده في لقاء مع قناة المهرية، ولم يصرح بالاسم، لكنه كرر كلمة المتنفذين أكثر من مرة، بل وهاجم الرئيس هادي بتعريضه على شركة يو، وكأنه يبرر لنفسه ولرئيس مجلس القيادة ما فعلا من تواطؤ في الصفقة مع الإمارات.
وتابع الدميني: لكن الحذلقة التي قدَّمها معين كمبرر، ومثله فعل الانتقالي وغيرهم تتعلق بحجة أن الاتصالات بصنعاء تحت هيمنة الحوثيين، وأن منح الإمارات الصفقة يعد تحررا من وصاية الحوثيين وتحكمهم بالاتصالات، مشيرا إلى هذه الحجة مردودة على معين وكل من يردد كلامه، إذ لا يعقل بعد هذه السنوات من الحرب أن يتحول الحوثي لشماعة يعلق عليها كل الأخطاء والسلوكيات التي تهد سيادة الدولة اليمنية، وهل يجب أن يبقى اليمني تحت الوصاية الخارجية شمالًا وجنوبًا.
وأكد أن حكومة معين ومن يقف ورائها فشلت في مواجهة الحوثي، وبدلا من تحقيق الانتصار ذهبوا لشرعنه مثل هذه الأعمال التي لم يسبق لحكومة في دولة تحترم نفسها أن تتصرف بهذا التصرف من البيع والخنوع والفشل.