آخر الأخبار
العليمي في المهرة... ما الرسالة التي تحملها الزيارة لأدوات الإمارات؟
العليمي عقب وصوله محافظة المهرة أمس الأربعاء
الخميس, 17 أغسطس, 2023 - 08:03 مساءً
مجددا أطل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني من شرق البلاد عائدا من الخارج، في خطوة من شأنها إثارة مزيد من السخط لدى الانفصاليين المدعومين إماراتيا، والذين يسعون منذ سنوات لفرض سيطرتهم على المحافظات الشرقية ضمن مشروعهم الرامي لفصل جنوب اليمن.
العليمي وصل إلى محافظة المهرة قادما من المملكة العربية السعودية بعد شهر ونصف من زيارة مماثلة لمحافظة حضرموت كبرى محافظات البلاد، وتشترك المحافظتان في كونهما لا تزالان إلى حد كبير خارج قبضة الانفصاليين مع حضور أفضل لمؤسسات الدولة، وحراك محلي رافض لمشاريع التفكيك ومطالب بصلاحيات إدارية أوسع للسلطة المحلية.
وفي خطابه الذي ألقاه الخميس خلال لقاء موسع مع المسؤولين والشخصيات الاجتماعية في المحافظة، أعلن رئيس مجلس القيادة دعمه لإدارة أبناء المهرة لشؤونهم الإدارية والمالية، وهو ما سبق أن تعهد به لحضرموت في وقت سابق.
استياء الانفصاليين
وفي حين لاقت الزيارة ترحيبا واسعا من قبل السلطة المحلية ومكونات اجتماعية، ارتفعت أصوات أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبو ظبي بالتحريض ضد رئيس مجلس القيادة، واعتبار زياراته للمحافظات الشرقية محاولة لاعتراض ما يعتبرونه حقهم في إقامة "دولة الجنوب العربي" حسب زعمهم.
واتهم رئيس مركز "ساوث 24" الموالي للانتقالي الصحفي إياد قاسم رئيس مجلس القيادة بأنه يسعى "لتعزيز حضوره في المهرة وحضرموت قبل أن تنضج أي طبخة في صنعاء"، في إشارة إلى الجهود الدبلوماسية التي تقودها سلطنة عمان بين الرياض والحوثيين.
ونشر قاسم على حسابه في إكس (تويتر سابقا) صورا قال إنها لجنود من شمال البلاد "انتشروا صباح اليوم في الغيضة" حسب زعمه، مدعيا أنهم منعوا المواطنين من المرور.
وكان أنصار الانتقالي قد دشنوا حملة إعلامية عبر وسم جديد "المهرة ترفض العليمي"، على غرار الحملة الإعلامية التي أطلقوها لدى زيارة رئيس مجلس القيادة لحضرموت في أواخر يونيو الماضي.
وسبق وصول العليمي إلى المهرة وصول رئيس الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن وسط تصعيد من قبل المليشيات الانفصالية التي عاودت اقتحام القصر الرئاسي في المدينة، وفي ظل دعم دولي لاستقرارها في عدن وممارسة مهامها من هناك.
إصرار سعودي
وتعكس زيارة العليمي للمهرة، بالنسبة لمراقبين، إصرارا سعوديا بالمقام الأول على إنهاء تطلعات حلفاء الإمارات للتوسع في المحافظات اليمنية الشرقية المجاورة للمملكة، فيما تواجه الرياض نفسها رفضا محليا لتواجد قواتها في المهرة.
وفي هذا السياق لاحظ المحلل السياسي عزيز الأحمدي أن "المدى الزمني القصير بين زيارة العليمي لحضرموت والزيارة الحالية للمهرة يؤكد حرص الرياض على عدم ترك مجال لحلفاء الإمارات للتفكير في أن الموقف السعودي قابل للتراخي مع مرور الوقت"، حيث يرى الأحمدي أن تقلبات السياسة السعودية في اليمن منذ بداية الحرب كانت قد أعطت انطباعا عاما بعدم الثبات والتغير "وحتى التخبط".
وطوال السنوات الماضية اتهمت السعودية من مراقبين بمداهنة الإمارات، ومنحها هامشا كبيرا لتعزيز مطامعها في جنوب اليمن وتقويض الحكومة الشرعية، وهو موقف لوحظ عليه التغير خلال الفترة الأخيرة، وسط تقارير دولية عن خلاف محتدم وغير مسبوق بين الحليفين الخليجيين، خصوصا فيما يتعلق بالملف اليمني.
وأضاف الأحمدي للمهرية نت أن "زيارة المهرة تترك رسالة للانفصاليين مفادها أنهم بحاجة إلى خطوات أكبر من التهديدات الإعلامية والمظاهرات لاختبار جدية الدعم السعودي لرئيس مجلس القيادة والحكومة."
ويستبعد مراقبين أن يقدم المجلس الانتقالي على تفجير الموقف عسكريا في المحافظات الشرقية، خصوصا مع الاتجاه الدولي القوي لتجميد الحرب في اليمن، ولكن قبل ذلك بسبب الإشارات التي لا تكف السعودية عن بعثها منذ مدة من أنها مستعدة حتى للدخول في صدام مسلح مع حلفاء أبو ظبي إذا لزم الأمر.