آخر الأخبار
صراع نفوذ بين ميليشيات يدعمها التحالف..هل أصبح مضيق باب المندب الاستراتيجي في خطر؟
مضيف باب المندب
الثلاثاء, 01 أغسطس, 2023 - 12:46 صباحاً
تشهد منطقة باب المندب صراع نفوذ بين الميليشيات المدعومة من التحالف، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية في أحد أهم الممرات المائية المهمة، التي تقع على طريق الشحن البحري بين المحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.
وخلال الأيام الأخيرة تصاعد التوتر بين القوات المشتركة التي يقودها طارق صالح، وقوات العمالقة بقيادة، "أبوزرعة" عبد الرحمن المحرمي ، وذلك في إطار الصراع على النفوذ في المنطقة الحيوية المطلة على المضيق البحري الحيوي للتجارة الدولية.
بدأ الصراع بين القوتين المدعومتين من التحالف عندما أرسلت قوات طارق صالح وحدتين عسكريتين إلى منطقة العرضي جنوبي باب المندب، وتبعه وصول معدات وآليات عسكرية بهدف إنشاء لواء بحري تابع للقوات المشتركة.
التحرك الأخير لحقته دعوة قائد اللواء السابع عشر عمالقة إلى نكف قبلي، تجمعت على إثره قبائل الصبيحة وأصدرت بيانا أمهلت فيه القوات المشتركة 72 ساعة للانسحاب من المنطقة وهددت بإخراجها بالقوة إذ لم تفعل ذلك طواعية.
وردت على هذا التصعيد "قبائل مديريات ذو باب المندب، وموزع، والوازعية، والمخا" بعقد اجتماع مسلح في منطقة ذو باب ، الأحد، أعلنوا فيه رفضهم القاطع "لأي تجمعات مسلحة في أراضيهم، واعتبروا عقد اجتماع مسلح باسم قبائل الصبيحة في أراضي قبيلة الحكم وباب المندب اعتداء على مناطقنا ومحاولة جر قبائلنا وقبائل الصبيحة إلى صراع اجتماعي لا يخدمنا ولا يخدم الصبيحة وكل المنطقة".
الصراع على الأرض كان له صداه المشتعل على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تصاعد الاتهامات المتبادلة بين أنصار طارق صالح والمجلس الانتقالي على الرغم من توضيح القوات المشتركة أن تحركها الأخير يأتي وفق خطط عسكرية ضمن النطاق العملياتي في محافظتي تعز والحديدة.
ويخشى مراقبون من أن التصعيد العسكري المحتمل الذي يهدد طريق التجارة العالمية، قد يفتح الباب أمام تدخل خارجي جديد قد يسهم في مزيد التقسيم والتشظي في بلد تتكاثر فيه الميليشيات وتتحكم بمصيره دول الخارج.
يقول الخبير العسكري محسن خصروف إن ما يجري في منطقة مضيق باب المندب ناتج عن غياب الدولة.
وتساءل قائلا: هل يتصور أن مضيق باب المندب الممر الاستراتيجي الهام على المستوى الوطني والقومي الدولة غائبة عنه؟
وأضاف: توجد قاعدة عسكرية في جزيرة ميون تابعة للإمارات ولا توجد قوات مسلحة يمنية في هذه الجزيرة، ومثلها في سواحل البلاد الأخرى توجد قوات خارجية ولا توجد قوات البحرية اليمنية.
ويرى أن طرفي النزاع الآن هم أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي " المحرمي وطارق صالح"، مشيرا في الوقت ذاته أنه لا يتصور أن يكون هناك بين قبائل الصبيحة والوازعية وموزع، صراع حول هذا الموضوع.
وأشار إلى أن هناك من يريد السيطرة على باب المندب سيطرة عسكرية كاملة وبدعم من قوى خارج الإقليم ومعادية للأمة العربية.
وأضاف أن المناطق العربية لديها طموح كامل في السيطرة على باب المندب وميناء عدن وميناء الضبة وجزيرة سقطرى ولها تنسيقات في هذا الجانب خارج القطر اليماني.
واستغرب خصروف الغياب غير المبرر لرئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة ووزير الدفاع، لافتا إلى أن مثل هذه القضية يفترض أن يحسمها وزير الدفاع.
وتساءل: هل يأتمر طارق صالح وكذلك أبو زرعة المحرمي بأمر وزير الدفاع؟ مؤكدا أنه ليس كذلك لأن الصراع الآن بين قوتين خارج سيطرة وزارة الدفاع.
وأفاد بأنه يجب أن يكون للقوات المسلحة الوطنية اليمنية والجيش الوطني التابع للشرعية إعلان واضح حول ما يجري وإلا ستتحول إلى حرب أهلية.
من جانبه يرى رئيس مركز هنا عدن للدراسات أنيس منصور أن لا يكون لتحركات قبائل الصبيحة علاقة بالحسابات التي تجري مع أبو زرعة المحرمي ولا طارق عفاش، مؤكدا أنها ترفض الجميع وترى أن هذه منطقة تابعة لها وترفض إنشاء أي معسكرات لقوات من خارجة منطقتها.
ويذهب إلى أن التشكيلات العسكرية التابعة للإمارات في الساحل الغربي لمحافظة تعز، والحديدة تكشف عن وجود تناقضات بين لواء وآخر وهو ما يعني أن الإمارات تؤسس من خلال هذه التشكيلات العسكرية البالغ قوامها أكثر من 100 ألف جندي، لصراع طويل المدى في منطقة تمثل شريان العالم والهدف ربما انتزاع باب المندب بقرار دولي لعشرات السنين ليكون تحت وصايتها.
وكان مصدر عسكري قد تحدث عن جهود يقودها رئيس اللجنة العسكرية والأمنية التابعة لمجلس القيادة الرئاسي اللواء هيثم قاسم طاهر، منذ أيام، برفقة قيادات عسكرية وقبلية وأخرى في السلطة المحلية بلحاج وتعز، لوقف التوتر والوصول لحل ينهي الأزمة القائمة، مشيرا إلى أن هذه الجهود فشلت في إحراز أي تقدم حتى الآن.