آخر الأخبار
في الواقع وفي المواقع... حراك سعودي صارم لسحب البساط من تحت الإمارات في اليمن
الخميس, 20 يوليو, 2023 - 07:56 مساءً
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية مزيدا من التفاصيل حول العلاقة المتأزمة بين ولي عهد المملكة العربية السعودية وحليفه رئيس دولة الإمارات، ونقلت عن مصادرها أن الأول هدد بمعاقبة أبو ظبي إذا استمرت في تقويض سياسة الرياض في الشرق الأوسط، وذلك في اجتماع له مع صحفيي بلاده العام الماضي.
محاور الخلاف بين المتفاقم بين الجانبين تشمل سياسة البلدين في عدة ملفات إقليمية، وكذلك حدود الإنتاج النفطي تحت سقف مجموعة "أوبك بلس"، مع أهمية خاصة للملف اليمني الذي وصلت المنافسة فيه بين السعودية والإمارات إلى مشارف المواجهة العسكرية، كما هو حاصل حاليا في محافظة حضرموت الحيوية جنوب شرقي اليمن.
وكانت الرياض مؤخرا قد دعمت تأسيس "مجلس حضرموت الوطني"، وهو عبارة عن كيان سياسي يجمع طيفا واسعا من الكيانات القبلية المحلية بغرض تعزيز نفوذ المملكة في حضرموت واعتراض محاولات الانفصاليين المدعومين من الإمارات لفرض سيطرتهم عليها ضمن مشروعهم الرامي للاستقلال بمحافظات جنوب البلاد.
ملامح الغضب السعودي من الإمارات في اليمن لم تظهر مع إشهار المجلس المذكور فقط، ولا تقتصر على جغرافيا حضرموت، حيث سبق للمملكة أن مولت تشكيل قوات جديدة تحت اسم "درع الوطن" التي يتقاطع انتشارها في المحافظات الجنوبية مع انتشار القوات الموالية لأبو ظبي، كما توجهت الرياض في أبريل الماضي للتفاوض بشكل معلن مع الحوثيين لإنهاء الحرب في معزل عن الإمارات.
"هجمة سعودية مرتدة"
ويرى متابعون أن عبارة بن سلمان الذي اعتبر فيها أن حلفاءه في أبو ظبي "طعنوه في الظهر" تحمل دلالات خاصة على الموقف في اليمن، حيث ترى الرياض أن انصراف الإمارات عن قتال الحوثيين في السنوات الأولى للحرب وتركيزها على بناء مليشيات محلية والسيطرة على الموانئ والجزر الاستراتيجية قبل إعلان انسحابها من الحرب عام 2019 كان بمثابة "طعنة" لمحاولة السعودية تأمين عمقها الاستراتيجي من وكلاء إيران.
"لجوء السعودية لمفاوضة الحوثيين علنا يكشف مقدار اليأس لديها فيما يخص الحرب معهم،" قال المحلل السياسي عزيز الأحمدي للمهرية نت ، متابعا "هذا الإحباط السعودي تسببت الإمارات في نسبة كبيرة منه."
الأحمدي اعتبر أن "الهجمة المرتدة للسعودية في اليمن" لا تحركها الحسابات السياسية فقط، حيث يظهر من حجم الغضب السعودي أن الرياض تسعى "لمعاقبة أبو ظبي وضرب المكاسب التي حققتها في اليمن طوال السنوات الماضية."
ولي العهد السعودي رفض مرارا استقبال الشيخ النافذ وشقيق الرئيس الإماراتي "طحنون بن زايد" الذي سعى لتهدئة الغضب السعودي، وبعد أن نجح المسؤول الإماراتي في مقابلة "بن سلمان"، بوساطة أمريكية، خرج الأخير ليبلغ مسؤولو حكومته ألا يثقوا بالإمارات، بحسب تقارير عدة، من ضمنها التقرير الأخير لوول ستريت جورنال.
حرب كلامية غير مسبوقة
إلى جانب التحركات المذكورة في حضرموت، نفذت السعودية سلسلة من الإجراءات المقوضة للنفوذ الإماراتي شملت معظم الجغرافيا المحررة من الحوثيين ، من ضمنها إخلاء قاعدة العند الاستراتيجية القريبة من العاصمة المؤقتة عدن من المسلحين الانفصاليين، ومنح أماكنهم لقوات موالية لها.
كما استدعت الرياض قادة التشكيلات العسكرية والأمنية التي طردها حلفاء الإمارات من شبوة في أغسطس من العام الماضي، في خطوة أنبأت بالرفض السعودي للتحكم الإماراتي بالمحافظة الغنية بالنفط؛ وخلال الأسابيع الماضية تحركت مجموعة من القيادات العشائرية المقربة من السعودية في شبوة لتشكيل تحالف قبلي على غرار ما حصل في حضرموت.
وتحرص الإمارات وكذلك حلفاؤها في اليمن على إنكار أي خلاف مع السعودية، غير أن الملاسنات وتبادل الاتهامات بين إعلاميي الجانبين تفصح عن حالة من العداء "غير مسبوقة"، بحسب ما لاحظ الصحفي عبد الله السامعي.
"هذا القدح المتبادل على مواقع التواصل والقنوات الإعلامية يلقي مزيدا من الضوء على طبيعة التحركات على الأرض،" قال السامعي للمهرية نت ، مستشهدا بما أورده تقرير وول ستريت جورنال من أن تهديدات ولي العهد السعودي بمعاقبة الإمارات قد حدثت خلال اجتماع له مع الصحفيين المحليين.