قال سكان محليون بمحافظة المهرة، اليوم الخميس، إنهم يخشون تكرار كذبة إعادة تشغيل مطار الغيضة الدولي الذي حصلت في العام الماضي.

وعقب حفل تدشين أول رحلة جوية لطيران اليمنية إلى المطار تذكر نشطاء محليون بالمحافظة افتتاحا مماثلا حصل في 28 فبراير الماضي، عندما جرت مراسيم الافتتاح للمطار بحضور وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني وعدد من القيادات المدنية والعسكرية في الحكومة الشرعية والتحالف.

ولم يستقبل المطار رحلة جوية واحدة حتى اليوم على الرغم من التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام حينها يؤكد فيها تسيير رحلة مدنية بواسطة طيران اليمنية في كل أسبوع من مطار الغيضة.

ومرت الأسابيع والشهور ومر أكثر من عام حتى عادت مراسيم افتتاح جديدة مليئة بالكثير من التسويق الإعلامي الذي يسعى لتحسين صورة السعودية التي حولت المطار خلال الأعوام الماضية إلى ثكنة عسكرية وقاعدة عسكرية للقوات الأجنبية.

وكان رئيس لجنة الاعتصام السلمي في المهرة الشيخ علي سالم الحريزي، قد حذر حينها من أن خطوات فتح المطار ما هي إلا مساع وخطوات مكشوفة تضاف إلى مساعي الاحتلال المعروفة، وأضاف الحريزي، أن "الاحتلال يدفع بشخصيات مما يسمى بالحكومة الشرعية إلى المهرة لافتتاح المطار وكأن المطار جديد ليفتحه، مؤكدا عدم قبول مثل هذه الخطوات مطلقا".

واعتبر الحريزي افتتاح مطار الغيضة ذر الرماد في العيون وتحويل انظار الناس وكأن السعودية فتحت المطار وهي في الأساس ما تزال محتلة له وتتحكم به وتمنع دخوله.

الافتتاح الجديد

وفي وقت سابق اليوم وعقب إعلان وزير النقل عبد السلام صالح حميد إعادة تشغيل مطار الغيضة الدولي، أعرب محافظ المهرة محمد علي ياسر عن أمله في استمرار تشغيل الرحلات الجوية من وإلى مطار الغيضة الدولي للتخفيف من أعباء السفر للمرضى وللمواطنين بشكل عام.

ويرى مراقبون أن تصريح بن ياسر جاء ليعبر عن رأي أبناء المحافظة الذين يرون في افتتاح المطار عبارة عن ترويج للسعودية ومحاولة بائسة لتحسين صورتها ولا يثقون في مثل هذه الإعلانات التي قد تتبخر فجئة يتم تعليق الرحلات من وإلى المطار من جديد كما حصل في المرات السابقة.

يقول الناشط صالح المهري إنه في فبراير 2022 قالوا افتتاح مطار الغيضة في المهرة، وجابوا الارياني لتدشين مراسيم الافتتاح وفي يوليو 2023 قالوا افتتاح مطار الغيضة وجابوا الداعري وبن ماضي .

ويرى أن كل هذا ما هو إلى محاولة بائسة لخدمة المحتل وتلميع صورة السعودية وبرنامج اعادة الاعمار في المهرة.

وأوضح أنه من الواضح إعادة فتح مطار الغيضة الدولي في المهرة ليس سوى دعاية خبيثة من قوات الاحتلال السعودي التي لا زالت تتواجد داخل المطار ولم تخرج منه والحديث عن اعادة التأهيل ضمن مزاعم إعادة الاعمار السعودي فالمطار لم يتعرض لقصف أو تخريب خلال الحرب السعودية على اليمن.

من جانبه يرى رئيس الدائرة السياسية في لجنة الاعتصام السلمي سعيد عفري أن الإعلان عن فتح مطار الغيضة للرحلات الداخلية خطوة سعودية متأخرة تأتي في سياق تنافسها مع الإمارات في السيطرة على المهرة ومحاولة لتحسين صورتها أمام أبناء المحافظة.

وأشار إلى أن كل التحركات والمشاريع القادمة من السعودية والإمارات لم تجد نفعا وأصبح الشعب خاصة في المناطق الجنوبية محروم من أبسط الخدمات بسبب هاتين الدولتين اللتين عبثتا بكل ما هو جميل في هذه البقعة الجغرافية المتواجدة في جنوب اليمن وشرقة.

ومنذ نهاية العام 2017 أغلق مطار الغيضة أمام الرحلات المدنية بعد أن دخلته القوات السعودية واستخدمته عسكريا بينما لم يستفد منه المواطنون وظلوا يتحملون عناء السفر برا لأقرب مطار“ سيئون – حضرموت”، ويواجهون أعباء وتكاليف إضافية، وقد يتعذر سفر بعض الحالات المرضية لعدم قدرتها على تحمل السفر برا.