آخر الأخبار

"الانتقالي" يلجأ للتهديد بعد اصطدام مخططاته بتماسك القوى المحلية في حضرموت(تقرير خاص)

مسلحون من المجلس الانتقالي

مسلحون من المجلس الانتقالي

المهرية نت - حضرموت - خاص
الإثنين, 10 يوليو, 2023 - 12:10 مساءً

تعيش محافظة حضرموت مستوى غير مسبوق من التوتر بفعل إصرار المليشيات الانفصالية المدعومة من الإمارات على فرض سيطرتها على المحافظة ضمن مشروعها الرامي لفصل جنوب البلاد عن شماله ، والعودة إلى ما قبل إعلان الوحدة اليمنية عام 1990 .

 

ويواجه المشروع الانفصالي الذي يقوده ما يُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي معارضةً شديدة من قبل القوى المحلية في حضرموت، مدعومة بالقوى السياسية الوطنية ورئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الذي قضى إجازة العيد في المحافظة الأكبر مساحة في عموم اليمن .

 

وكانت القوى المحلية في حضرموت وسلطتها المحلية قد أعلنا الشهر الماضي عن تشكيل مجلس سياسي لتمثيل المحافظة بعد مشاورات مطولة احتضنتها المملكة العربية السعودية، في خطوة قُرئت على أنها تأتي لقطع الطريق أمام محاولات الانتقالي إسقاط المحافظة وتمثيلها، ولاقت الجهود الحضرمية دعماً كبيراً من رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي أعلن منح المحافظة صلاحيات واسعة لإدارة نفسها .

 

 

والجمعة الماضية، تظاهر عدد من مناصري الانتقالي في مدينة سيئون في أول ردة فعل ميدانية على إعلان "مجلس حضرموت الوطني" ، وتعرضت التظاهرة لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، وسط تحذيرات من وجود خطة مسبقة لدى المجلس الانفصالي لاستغلال الحادثة في سبيل مزيد من التصعيد وزعزعة الاستقرار في المحافظة .

 

ورغم ذلك يستبعد المحلل السياسي عزيز الأحمدي أن "يقدم المجلس الانتقالي على الدخول في معركة مفتوحة مع القوات العسكرية الحكومية في حضرموت حالياً" ، معللاً ذلك بوجود "جملة من المتغيرات والحقائق الجديدة على الأرض تجعل من مثل هكذا تحرك مغامرة كبيرة بالنسبة للانفصاليين" .

 

 

تلويح بالحرب 

 

وكان عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، قد لوح بالتدخل العسكري في حضرموت أمس الأحد، وذلك في اجتماع مع ضباط المليشيات التابعة للمجلس، غير أنه قال أن هذه الخطوة ستأتي "في الوقت المناسب" .

 

" يعرف الانتقالي أن هذه الخطوة ستضعه في مواجهة مباشرة مع السعودية ، وفي مواجهة حاسمة مع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ، وقبل ذلك مع المزاج الحضرمي الذي يبدو أنه قرر المراهنة على المجلس الجديد ". 

 

 

وأضاف الأحمدي للمهرية نت " السيطرة العسكرية على حضرموت التي تشكل نحو ثلث مساحة البلاد تبدو هدفاً مستحيلا على الانتقالي ، خصوصاً في ظل الرفض المحلي الحاصل، ومعارضة السعودية التي تتصل بحضرموت بحدود طويلة لتواجد المجلس الانفصالي المدعوم من الإمارات في الجوار" .

 

 

وكانت الرياض قد حرصت طوال الأشهر الماضية على إظهار رفضها لتحركات حلفاء الإمارات في حضرموت، عبر إرسال وفود عسكرية لعقد لقاءات دورية مع قبائل المحافظة المعارضة للانتقالي، وصولاً إلى التهديد بالقصف الجوي لأحد المعسكرات التي استحدثها الانفصاليون مؤقتاً في صحراء ووادي حضرموت وإجبارهم على تفكيكها العام الماضي .

 

 

تماسك حضرمي 

 

متابعون لاحظوا مزيداً من التراجع في تأثير المجلس الانتقالي على الشارع في حضرموت، وكشفت الفعالية الأخير التي حضرها المئات فقط من المشاركين في سيئون عن التغيير الذي أحدثه تشكيل مجلس خاص بالمحافظة بحسب مراقبين .

 

وفي هذا السياق، رأى المحلل السياسي السعودي تركي القبلان أن المجلس الانتقالي أراد من خلال الفعالية التي أقامها في حضرموت بمناسبة 7/7 تعزيز حضوره والحصول على "تمكين قانوني وسياسي" لإخضاع المحافظة وسلب إرادتها ، لكن ما حصل هو أن "حضرموت انحازت لحضرموت"، بحسب تغريدة المحلل السعودي الساخرة من الحضور الجاهيري الباهت لفعالية الانتقالي .

 

ومن المتوقع أن تشهد الفترة القريبة القادمة مزيداً من الترتيبات في حضرموت لاستكمال المسار الذي انطلق في السعودية من أجل حماية المحافظة من مخططات الانفصاليين، في ظل دعوات داخلية في المحافظة لتسريع وتيرة هذه الترتيبات بعد التهديدات التي أطلقها الانتقالي مؤخرا.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية