آخر الأخبار
هكذا تفاعل اليمنيون مع عيد الوحدة وهكذا كان ردهم على مشروع التشطير
صورة من الاحتفال الشعبي الواسع الذي شهدته مدينة الغيضة
الإثنين, 22 مايو, 2023 - 11:19 مساءً
على الرغم من تحقيق مشروع الانفصال في جنوب اليمن مكاسب استراتيجية إضافية على الأرض عبر القوة العسكرية خلال الأشهر الماضية، إلا أن المزاج العام لا يزال متمسكاً بوحدة البلاد ، كما يتضح من خلال التفاعل الرسمي والشعبي مع حلول الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان الوحدة .
وتصدرت مكونات وشخصيات سياسية منحدرة من محافظات جنوب البلاد الدفاع عن وحدة اليمن في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب مؤسسات الدولة التي قررت الاحتفاء بذكرى الثاني والعشرين من مايو ، على الرغم من هيمنة الانفصاليين مؤخراً على القرار الرسمي جراء التغييرات التي فُرضت خارجياً على هيكل الدولة خلال السنوات الماضية ومنحت المجلس الانتقالي الجنوبي، الحامل لمشروع الانفصال ، النفوذ الأكبر داخل مجلس القيادة الرئاسي وكذلك مجلس الوزراء .
ويسيطر الانفصاليون أمنياً وعسكرياً على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات المحررة من الحوثيين بشكل كامل منذ أغسطس 2019، وهو ما منحهم مجالاً كبيراً لابتزاز الحكومة الشرعية وترهيب المسؤولين وإقصاء القوى والشخصيات السياسية المعارضة لمشروعهم .
مكاسب انفصالية جديدة
وكان المليشيات التابعة للانتقالي والمدعومة بسخاء من دولة الإمارات قد استغلت حصولها على حصص وزارية في الحكومة بموجب اتفاق الرياض عام 2019، ثم وصولها إلى الرئاسة في أبريل من العام الماضي بعد تشكيل المجلس الرئاسي، استغلت ذلك في تعزيز قبضتها على عدن وعدد من المحافظات الجنوبية ، بدل الانخراط تحت مظلة الشرعية اليمنية .
وفي أغسطس الماضي باشرت المليشيات الانفصالية حملة عسكرية أحادية خارج مظلة المجلس الرئاسي تمكنت من إزاحة القوات الحكومية في كل من شبوة وأبين بدعم من الطيران المسير الإماراتي، وهو ما ضرب الثقة تماماً داخل المجلس المشكلة من ثمانية أعضاء يمثلون القوى الفاعلة على الأرض، وأحبط مسعى ترتيب المعسكر المناهض للحوثيين .
ويكثف الانفصاليون حالياً تحركاتهم على حضرموت ، كبرى محافظات البلاد، وآخر المحافظات الجنوبية إلى جانب المهرة خارج هيمنة المشروع الانفصالي ؛ وفي السابع من مايو الحالي التحق محافظ حضرموت السابق، وعضو المجلس الرئاسي الحالي فرج البحسني بالمجلس الانتقالي الجنوبي وأصبح نائباً لرئيسه عيدروس الزبيدي في مسعى من الأخير لاختراق المجتمع القبلي الرافض لمشروع الانتقالي في المحافظة .
إحياء رسمي خجول
وكما كان متوقعاً، جاء الاحتفاء الرسمي بحلول 22 مايو خجولاً ومثقلاً بالحسابات التي تفرضها سيطرة الانفصاليين الأمنية على العاصمة المؤقتة، وتلويحها الذي لا يتوقف إعلامياً بطرد الحكومة والمجلس الرئاسي من عدن .
وفي خطابه في هذه المناسبة من العاصمة السعودية الرياض أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن " الاحتفال بيوم الوحدة اليمنية ليس نزوعاً للمكايدة السياسية أو الإقصاء، وإنما التزاماً بقوة الدستور ، والمركز القانوني للدولة المعترف بها إقليمياً ودولياً"، وهو ما قُرئ على نحو واسع كمحاولة لتجنب سخط الانفصاليين .
ومع ذلك فقد أعلنت وزارة الخدمة المدنية من العاصمة المؤقتة عدن يوم الوحدة اليمنية إجازة رسمية، وهو ما درجت عليه العادة منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، على الرغم من حرص الانتقالي خلال السنوات الماضية على محاربة كافة الرمزيات المتعلقة بالوحدة .
جنوبيون ينافحون عن الوحدة
وكان من اللافت خلال الأيام القليلة الماضية، تصدر شخصيات سياسية كبيرة تنحدر من محافظات الجنوب للدفاع عن الوحدة ضد تغول الانفصاليين ومحاولاتهم إحداث قطيعة تامة مع نضالات الحركة الوطنية في اليمن ، شمالاً وجنوباً، لتوحيد الشطرين .
وفي هذا السياق، توجه الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، والذي حكم الشطر الجنوبي من اليمن قبل الوحدة، بكلمة هنأ فيها اليمنيين ودعا فيها إلى "دراسة كل الخيارات الوحدوية" عبر الحوار.
" وفي هذه المناسبة علينا أن نفرق بين الوحدة كهدف عظيم ونبيل حققه الشعب اليمني عبر مراحل من النضال والتضحيات في سبيلها، وبين أخطاء الساسة والنّخب السياسية التي حدثت بعد تحقيقها، بسبب عجزهم عن إدراك عظمة ما تحقق، فيُحمّلون الوحدة كل تلك الأخطاء والسلبيات، ويتخذون منها ذريعة للتنصل من الوحدة، والوحدة منها براء، بدلاً من العمل على تصويب تلك الأخطاء والبحث عن أسبابها، ومواطن الخلل لإصلاحها"
وفي سلسلة تغريدات لرئيس الوزراء اليمني السابق أحمد عبيد بن دغر، اعتبر السياسي المخضرم ورئيس مجلس الشورى الحالي أن جميع المواثيق الوطنية التي أنجزها اليمنيون بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر في شطري البلاد تتمحور حول الوحدة اليمنية، مضيفاً أن " الحفاظ على يمن جمهوري، ودولة توافقت كل القوى الوطنية على أنها دولة اتحادية، هو حجر الزاوية في كل رؤية وطنية مستقبلية نحو الوطن"
وشهدت محافظة المهرة شرقي اليمن، حيث تغيب إلى حد كبير القبضة القمعية للانفصاليين، تظاهرة احتفالية حاشدة بعيد الوحدة، تعالت فيها أصوات الأغاني الوطنية، في رسالة رفض واضحة للعودة بالبلاد إلى ما قبل 22 مايو 1990 .