آخر الأخبار

الحرب ومصير الأمة

السبت, 21 ديسمبر, 2024

تلوح في الأفق ومن أروقة التحالف حرب تحرير صنعاء، والحقيقة أنها حرب لإيقاف هجمات الحوثي على السفن الإسرائيلية وحلفائها الأمريكان والأوربيين، وحرب ستزيد من معاناة اليمنيين في الشمال والجنوب.
 
المواطن اليمني اليوم يحتضر، جوع مجاعة، ذل ومهانة، لا خدمات تذكر، ولا راتب يفي باحتياجاته المعيشية، لا دولة محترمة تحترم حق الإنسان في الحياة بكرامة، وحقوقه المدنية والسياسية، في ظل شرعية مركبة من كيانات مهلهلة.. تنازعات ومشاجرات وفساد وفشل ذريع على كل المستويات.
 
فعن أي معركة يتحدث هؤلاء، ومعركتهم الحقيقية هي استعادة الشرعية، والشرعية هنا هي الدولة التي ننشدها، والنموذج على الأرض يدحض فكرة استعادة الشرعية، بل يؤسس لكيانات متناحرة، تنتج حروبًا، وتولّد مزيدًا من الأزمات، والمواطن هو الضحية.
 
أيّ معركة اليوم يجب أن تكون وفق معايير الصراع العربي الصهيوني، ومعايير رصّ الصف العربي في مواجهة تحديات المرحلة، والصراع من أجل تحرير فلسطين، والحرب على غزة، والانتصار للقدس، معركتنا المصيرية التي سترفع راية الإسلام والعروبة.
 
معركتنا اليوم أن نتوافق على إنهاء الاقتتال وإيقاف الحرب، التي دمّرت كل شيء، حرب تخلق الصراع المناطقي والمذهبي والطائفي، وهي أخطر مراحل الصراع، صراع سيدمرنا ويدمر فكرة الدولة العادلة والمواطنة والحريات، اليوم تتفسخ كل القيم والمبادئ والأخلاقيات، بسبب هذا الصراع، فقدنا أهم ما نملك في هذه الحياة إنسانيتنا في التعامل مع بعضنا البعض، وهنا تكمن الخطورة.
 
والمعركة التي يُعد لها التحالف ومن خلفه من الاستخبارات الدولية الصهيونية والأمريكية والبريطانية، هي معركة القوى الاستعمارية وإستراتيجيتها وسياساتها القديمة الحديثة، معركة ما زالت ماثلة أمامنا في قضية فلسطين، وسايس بيكو تقسيم الشرق الأوسط وتمزيقه وتفتيته لكيانات ضعيفة مهلهلة يمكن إدارتها بريمونت كونترول، لخدمة المخطط الصهيوني والامبريالي والرجعي.

اليمن اليوم، لا يحتمل أي معارك وأي حروب، كما لا تحتمل المنطقة برمتها أي حروب، لأنها ستكون حروبًا لتقسيم ما يمكن تقسيمه، وتفتيت ما يمكن تفتيته، وإضعاف كل البنى والمقومات، ليحدث انهيار عام لن تنجو منه دول الجزيرة والوطن العربي.
 
معركتنا اليوم هي رصّ الصفوف، ومواجهات التحديات الدولية، ووحدة الأمة والمصير المشترك، وهذا يحتاج منا حوارات مستمرة وتنازلات لإحداث توافقات، من أجل استعادة أوطاننا، واستعادة القرار السيادي، واستعادة حقنا في الحياة بكرامة، معركة تستدعي أن نكون في مستوى التحديات الدولية.
 
وعلينا أن نتعظ من دروس وعِبر الماضي، ومخططات المستعمر الباغي، ومكائد الأعداء، والفتن ما ظهر منها وما بطن.

أين الراتب ؟؟!
الأحد, 24 نوفمبر, 2024