آخر الأخبار

بعد 10 سنوات..ماذا حقق التحالف السعودي الإماراتي في اليمن؟ (تقرير خاص)

مقاتلات التحالف  - أرشيفية

مقاتلات التحالف - أرشيفية

المهرية نت - رهيب هائل
الثلاثاء, 01 أبريل, 2025 - 08:26 مساءً

مع مرور عقد من الزمن على انطلاق عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، لا يزال المشهد العسكري والسياسي معقدًا ومتغيرًا بشكل كبير خاصة مع تراجع التحالف العربي عن أهدافه الأولية، والبحث عن تسوية سياسية بين الحكومة الشرعية والحوثيين.

 

وانطلقت العملية في 26 مارس/ آذار 2015م بقيادة التحالف العربي لدعم الشرعية، بهدف مواجهة تمدد جماعة الحوثي واستعادة الدولة اليمنية، إلا أن النزاع تحول مع الوقت إلى صراع طويل الأمد، تتداخل فيه الأبعاد العسكرية مع المصالح الإقليمية والدولية.

 

وبينما شهدت السنوات الماضية تطورات عسكرية متباينة، بدءًا من السيطرة الميدانية المتبادلة وصولًا إلى محاولات التهدئة، لا يزال الحل السياسي يواجه تحديات عميقة على الرغم من وجود مبادرات إقليمية ودولية للحوار، إلا أن الانقسامات الداخلية، والمصالح المتضاربة للأطراف المتنازعة، تلقي بظلالها على آفاق الحلول.

 

وبعد عشر سنوات من الحرب، ودخول العديد من العوامل التي تحول دون التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، في ظل مشهد دولي متغير ومصالح متشابكة تجعل من إنهاء الصراع أمرًا بالغ التعقيد.

 

يتساءل الكثير من اليمنيين عن ماذا حققت عاصفة الحزم التي قادها التحالف العربي لليمن بعد عقد من الزمن؟ ولماذا تلاشت الأهداف التي كان يعول عليها الكثير من اليمنيين في تحرير البلاد؟ وكيف تغير اتجاه التحالف العربي إلى البحث عن تسوية سياسية؟ وماهو مستقبل الصراع في اليمن؟

 

*لم تحقق الأهداف كاملة

 

بهذا الشأن، يقول الصحفي والمحلل السياسي "عبد الواسع الفاتكي". إن : " الأهداف التي أعلن عنها التحالف العربي لم تتحقق بالكامل، بل تحقق جزء منها فقط في الجمهورية اليمنية".

 

وأضاف لـ" المهرية نت" من الناحية العسكرية، تم طرد جماعة الحوثيين من معظم المحافظات الجنوبية، بينما لا تزال المحافظات الشمالية تحت قبضتهم، باستثناء أجزاء من محافظة تعز ومحافظة مأرب، وأما الانقلاب، فلم يسقط، ولم تعد السلطة المعترف بها دوليًا إلى العاصمة صنعاء".

 

 

وتابع" الجانب السياسي، حدث فيه تغييرات كبيرة في هيكل السلطة الشرعية، حيث تم نقل السلطة في 7 أبريل 2022م من الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى مجلس قيادة رئاسي مكون من ثمانية أطراف، يمثلون مختلف المكونات السياسية المنضوية تحت الحكومة الشرعية، ومعظمهم قادة تشكيلات عسكرية".

 

 

*دوافع التوجه لحل سياسي

 

وواصل" بعد استبدال سلطة الرئيس هادي بمجلس القيادة الرئاسي، أدرك اليمنيون أن التحالف العربي غيّر طريقة إدارته للصراع في اليمن، متجهًا نحو رعاية حل سياسي بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين بدلًا من التركيز على الحسم العسكري، وأصبح التحالف يصور نفسه كوسيط بين السلطة المعترف بها دوليًا والحوثيين".

 

 

وأردف" منذ عودة العلاقات الإيرانية-السعودية برعاية صينية، وتبادل الزيارات بين قادة حوثيين ومسؤولين سعوديين، يعمل التحالف العربي على بلورة حل سياسي يجمع الطرفين إلى طاولة المفاوضات؛ إلا أن المتغيرات الإقليمية والدولية، مثل الحرب الروسية-الأوكرانية، وحرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني، واستغلال جماعة الحوثي لانتمائها لمحور "الممانعة"، أدت إلى تأخير المساعي التي قادها التحالف العربي لحل سياسي بين الحكومة الشرعية والحوثيين".

 

وأشار إلى أن" الأهداف الكبيرة التي أعلن عنها التحالف العربي لم تتحقق، ويتضح ذلك في المناطق التي خرجت عن سيطرة الحوثيين، فقد شهدت تدهورًا اقتصاديًا كبيرًا، وخلافات بين المكونات الخاضعة للحكومة الشرعية، إلى جانب تقلص المساعدات الإنسانية لليمنيين".

 

 

 ويرى الفاتكي أن" هذه الأوضاع جعلت الشارع اليمني يرى أن الأهداف التي زعم التحالف العربي أنه جاء لتحقيقها لم تتجسد على أرض الواقع، سواء من حيث استكمال تحرير المحافظات أو توفير نموذج للتنمية والاستقرار في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية".

 

واستدرك أن" اليمنيين كانوا يأملون أن تنتهي المعركة خلال بضعة أشهر، بل إن قادة التحالف العربي صرّحوا في بدايتها بأنها لن تستمر أكثر من ثلاثة أشهر، لكن التأخر في الحسم العسكري نتيجة حسابات سياسية وإقليمية زاد من كلفة الحرب على اليمنيين، وأعاق تحقيق الحلول التي كانوا يتطلعون إليها، رغم أن التحالف يمتلك إمكانيات عسكرية وسياسية ضخمة تمكنه من حسم المعركة بسرعة وبتكلفة أقل".

 

وأوضح أن " هنالك تراجع كبير في دعم المجتمع الإقليمي للحكومة الشرعية في سبيل تحقيق الحسم العسكري، والمؤشرات تشير إلى أن الاتجاه الدولي يسير نحو حلول سياسية تضمن إشراك الحوثيين في السلطة المقبلة، مع الدخول في فترة انتقالية يكونون جزءًا منها".

 

واعتقد الفاتكي أن" الكثير من اليمنيين يرون أنه لا يوجد توجه جاد من المجتمع الإقليمي والدولي لدعم السلطة الشرعية في تحقيق الحسم العسكري؛ بل تشير التحركات الإقليمية والدولية إلى وجود نية لإقناع الحوثيين بقبول تسوية سياسية وتكوين سلطة يكونون جزءًا منها".

 

واستطرد" هذا الحل قد يهدد استقرار اليمن، نظرًا للاختلاف الكبير بين الحوثيين والسلطة الشرعية في الرؤية السياسية للحكم. فالحوثيون يمثلون طرفًا مدعومًا من إيران، ومشاركتهم في السلطة ستكون لها تبعات سياسية واقتصادية على استقرار البلاد".

 

ومضى قائلا:" قد يقبل الحوثيون بأي حلول سياسية تضمن لهم عدم التأثير على الأمن الإقليمي والدولي، لكن تأثيرهم على الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي في اليمن سيظل قائمًا، وبالتالي، فإن الحلول والسيناريوهات التي يسعى إليها المجتمع الإقليمي والدولي قد تؤدي فقط إلى تهدئة مؤقتة للحرب، لكنها قد تمهد لصراع طويل الأمد، ربما يكون أكثر كلفة من الحرب الدائرة منذ عام 2014م حتى الآن".

 

*كانت بارقة أمل

 

بهذا السياق يقول الصحفي والناشط السياسي" وليد الجبزي". إن:" عاصفة الحزم كانت في البداية تمثل بارقة أمل لكثير من اليمنيين، وكانوا يعولون عليها لإنهاء الانقلاب واستعادة الأمن والاستقرار إلى وطنهم، لكن مع مرور عشر سنوات، تبين أن كثيرًا من الأهداف التي وضعت لهذه العملية لم تتحقق بالشكل الذي كان متوقعًا".

 

وأضاف لـ"المهرية نت" على الرغم من الدعم الكبير الذي قدمه التحالف العربي، فإن عاصفة الحزم لم تحقق النتيجة المرجوة في استعادة الدولة اليمنية بالكامل خلال عقد من الزمن ".

 

وتابع" تم تحرير بعض المناطق في الجنوب والشرق، بينما ظلت العاصمة صنعاء تحت سيطرة جماعة الحوثي، وواجهت الحكومة الشرعية تحديات كبيرة في توحيد الصفوف وإعادة بناء الدولة". 

 

وأردف" كما أن جماعة الحوثي استطاعت تطوير قوتها العسكرية من خلال الدعم الإيراني، مما جعلها أكثر قوة وتماسكًا على الأرض".

 

وأشار إلى أن:" استمرار الحرب تسبب في تدمير البنية التحتية للبلاد، وتفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي، وأصبح يعاني الشعب اليمني من أزمة خانقة تشمل نقصًا في الغذاء، وتدهورًا في العملة الوطنية، وملايين من النازحين داخليًا، بالإضافة إلى انهيار النظام الصحي والتعليم في معظم مناطق البلاد".

 

*تراجع آمال اليمنيين

 

وحول آمال اليمنيين في استعادة وطنهم يشير الجبزي إلى ثلاثة عوامل ساهمت في تراجع الأمل لديهم:

 

الأول: التباينات داخل التحالف العربي، حيث كانت هناك اختلافات في الأهداف والسياسات بين الدول المشاركة، مما أثر على فعالية العمليات العسكرية.

 

الثاني: الانقسامات السياسية والعسكرية الذي تعاني منه الحكومة الشرعية، وظهور العديد من القوات الموازية التي تعمل خارج إطار المؤسسة العسكرية الرسمية، مما أدى إلى تفكيك الصف الداخلي وصعوبة في إتمام عملية التحرير بشكل فعال.

 

الثالث: تمكن جماعة الحوثي من استغلال الوضع، وتوسيع مناطق سيطرتها، خاصة في مناطق الشمال الغربي، وحشد الدعم المحلي في المناطق التي تسيطر عليها.

 

وأوضح بأنه" بعد سنوات من القتال، أصبح من الواضح أن الحل العسكري لم يعد كافيًا لاستعادة الاستقرار وقد تحولت الأهداف نحو البحث عن تسوية سياسية تشمل جميع الأطراف المتنازعة".

 

 

 وحول الوضع الإنساني في اليمن يقول الجبزي إن:" الوضع أصبح من أخطر التحديات، حيث يعاني الملايين من المجاعة، الأمراض، والنزوح، مما يستدعي حلاً عاجلاً ومنقذًا للشعب اليمني الذي يعاني من تداعيات هذه الحرب المستمرة منذ عقد من الزمن".

 

ولفت إلى أن" مستقبل الصراع في اليمن يبدو غامضًا، إلا أن هناك بعض الإشارات التي قد تؤدي إلى تسوية سياسية في المستقبل، فمع الدعم الدولي المتزايد للحل السلمي، من الممكن أن يحدث تقدم تدريجي نحو اتفاقية شاملة تشمل جميع الأطراف السياسية".

 

 

وأكد الجبزي أن" الحل لا يمكن أن يكون سهلًا أو سريعًا، خاصة مع استمرار الانقسامات الداخلية في اليمن والصراع المستمر بين الحكومة الشرعية والحوثيين والتدخلات الإقليمية والدولية التي تؤثر على سير المفاوضات، خاصة مع تعقيد الوضع العسكري على الأرض".

 

 واختتم حديثه قائلا:" لازال الأمل في حل سياسي دائم قائمًا، لكن هذه العملية بحاجة إلى مزيد من التفاهم والتعاون بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المجتمع الدولي".

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية