"مطلبي القصاص من قتلة ابني" بهذه الكلمات عبر والد الشهيد الشيخ عبدالله الباني عن حزنه لفقدان ابنه الذي اغتالته مجاميع مسلحة تابعة لمليشيات دفاع شبوة فور انتهائه من أداء خطبة عيد الفطر المبارك وعلى مرأى ومسمع من المواطنين في ساحة مصلى العيد بمديرية بيحان. 

يروي والد الشهيد الباني تفاصيل حادثة اغتياله بعد أن مزّقت جسده أكثر من ثلاثين طلقة، كان ولدي معتاداً على إلقاء خطبة العيد في المصلى الكبير منذ أكثر من عشرين عاماً، ولم يتعرض خلالها لأي مضايقات أو تهديد، ولكنا فوجئنا هذا العام بمجاميع مسلحة تحاول إخراجه بالقوة ما اضطر الأهالي للدفاع عنه، ومنع فرض خطيب عليهم لايرضونه ليتم بعدها نصب كمين له وقت عودته للمنزل وقتله دون شفقة أو رحمة.

بمشاعر ممزوجة باالحزن والغضب توافد المئات من أبناء بيحان والقبائل المجاورة إلى مخيم العزاء الذي أقامته أسرة الشهيد الباني بالقرب من منزل العائلة، وألقيت العديد من كلمات الثناء والمديح عن الشهيد رافقتها مطالبات بسرعة الكشف عن الخلية المتهمة بقتله، وسرعة تقديمهم للعدالة. 

يقول ناصر الخليفي رئيس منظمة ضمير للحقوق والحريات معلقاً على حادثة الاغتيال عبر حسابه في (فيسبوك): "من الضروري إجراء تحقيق شفاف وعادل مع جميع المتورطين في الجريمة لتشمل القيادات العسكرية والمدنية التي يشتبه تورطها لمعرفة من أصدر الأمر بإطلاق النار على الضحية، منوهاً بأنه حسب المعلومات الواردة فإن المحتجزين ستة من أفراد اللواء السادس دفاع شبوة فقط".

عبدالله الباني لم يكن خطيباً فقط 

"نريد أن نلمّ الشمل، ونكون إخوة يعطف بعضنا على الآخر" ردد الشهيد هذه الكلمات في آخر خطبة له، يحدثنا نمر الحارثي أحد أصدقاء الشهيد قائلاً: "لم يكن عبدالله الباني إماماً وخطيباً فقط بل كان يشغل مديراً عاماً لمكتب الصحة والسكان، ومديراً لمستشفى الدفيعة الحكومي في بيحان، وعمل فيه بكل جهد وإخلاص، ونقل القطاع الصحي نقلة نوعية لم تشهدها بيحان من قبل، ويدير أيضاً عدداً من الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تهتم بالضعفاء، وتقدم لهم يد العون والمساعدة؛ بالإضافة إلى كونه مصلحاً اجتماعياً، ومرجعا لحل الكثير من القضايا الشائكة بين الناس لما يحظى به من شعبية ومحبة من مختلف أطياف مديرية بيحان بل وشبوة عامة.

 واضاف: لاسبيل لنا إلا الاستمرار في المطالبة بالكشف عن الجناة والمتسببين بقتل عبدالله، ويكونوا عبرة لغيرهم من المجرمين. 

تشكيل لجنة للتحقيق في الجريمة 

على وقع تواتر الاستنكارالشعبي لحادثة اغتيال الشهيد عبدالله الباني أعلن مكتب محافظ شبوة عن تشكيل لجنة تحقيق برئاسة قائد محور عتق اللواء عادل المصعبي وعضوية عدد من ضباط البحث الجنائي والاستخبارات العسكرية في المحافظة لجمع الاستدلالات حول الجريمة، ورفع تقريرها خلال 24 ساعة، إلا أن اللجنة لم تفصح عن نتائج تحقيقاتها رغم مضي سبعة أيام على الحادثة، واكتفت باحتجاز ستة أفراد من المتهمين، ونقلتهم إلى عتق بينما تحدث مواطنون عن ضلوع  أعداد أكبر في إطلاق النار من أسلحتهم الرشاشة على الضحية، مطالبين بضرورة إلقاء القبض عليهم، وإجراء تحقيق عادل وشفاف، مشيرين أنه بغير ذلك ستستستمر حالات الفوضى في شبوة، وستضيع حقوق الضحية، وسيشعر مرتكبو تلك الجريمة الشنعاء من مليشيات دفاع شبوة أنهم أحراراً في ارتكاب تلك الجرائم والانتهاكات.