آخر الأخبار
تعز في 2022..احتجاجات متعددة وحملات أمنية وشكاوى مزمنة من أعباء الحصار (تقرير خاص)
مظاهرة سابقة في تعز
الإثنين, 26 ديسمبر, 2022 - 11:36 صباحاً
شهدت محافظة تعز خلال العام 2022 سلسلة من الأحداث المتعددة، مثل الحملات الأمنية المتكررة، والاحتجاجات المتواصلة، فضلا عن استمرار معاناة المحافظة الأكثر سكانا، جراء الحصار المفروض عليها من قبل الحوثيين.
وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة التي تعاني منها المحافظة، إلا أن محاولات عدة صنعت في هذا العام من أجل تحسين الوضع الأمني وضبط المطلوبين أمنيا.
واستطاعت القوات الأمنية تنفيذ عدة حملات أمنية، وألقت بشكل متكرر عن عدد من المطلوبين أمنيا، بينهم أشخاص بارزون متهمون بزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة.
كما قتل بعض المطلوبين أمنيا خلال مواجهتهم رجال الأمن بمدينة تعز .
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت السلطات الأمنية مقتل المطلوب البارز صهيب المخلافي بعد اشتباكات مع الشرطة.
ويعد صهيب شقيق المطلوب غزوان المخلافي المتهم بقتل أعداد من رجال الأمن ونشر الفوضى وعدم الاستقرار في مدينة تعز.
ولأكثر من مرة أعلنت السلطات الأمنية مواصلة جهودها من أجل القبض على غزوان، دون أن يتم حتى الآن.
وسبق أن اعتقل غزوان أكثر من مرة من قبل السلطات المحلية ، وتم الإفراج عنه.
وفي أكتوبر 2022، أعلنت وزارة الداخلية ضبط خلية حوثية مرتبطة بتنفيذ عمليات إرهابية في محافظة تعز ، كان آخرها تفجير مركبة تابعة لأحد الألوية العسكرية نتج عنه قتلى وجرحى.
وقالت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني، إن وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان، أشاد بفريق إدارة مكافحة الإرهاب في تعز لجهودهم بالقبض على خلية إرهابية مرتبطة بتنفيذ عمليات إجرامية بالمحافظة.
وثمّن وزير الداخلية اللواء حيدان خلال اتصال هاتفي أجراه مع مدير عام شرطة محافظة تعز العميد منصور الاكحلي، الجهود التي بذلتها قيادة وإدارة شرطة المحافظة عموما وإدارة مكافحة الإرهاب في تعز خصوصا نظير الجهود التي بذلوها وتكللت بالقبض على جميع عناصر تلك الخلية الإرهابية وبحوزتها عبوات ناسفة وأجهزة التفجير عن بُعد.
وأكد حيدان على أن الأجهزة الأمنية ستقوم بواجبها المنوط بها في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وملاحقة الخلايا الإرهابية وكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن وزعزعة الأمن والسكينة العامة للمواطنين.
كما أعلنت القوات الأمنية والعسكرية في تعز القبض على خلايا حوثية أخرى متورطة بتنفيذ اغتيالات ضد قوات الشرعية، إضافة إلى تفجيرات استهدفت مدنيين.
*صحوة دائمة
منذ سنوات تواصل تعز الحراك الثوري، وسط احتجاجات متكررة تطالب بتحرير المحافظة من الحوثيين، وتحسين الوضع المعيشي للسكان.
وخلال العام 2022، شهدت مدينة تعز سلسلة مظاهرات ومسيرات واحتجاجات طالبت في مجملها باستكمال تحرير المحافظة من مليشيا الحوثي، وتحسين الوضع الإنساني والخدمات للمواطنين.
وخرجت عدة مسيرات جابت شوارع مدنية تعز، منددة بخذلان المحافظة من قبل السلطات الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية.
وشهدت مدينة تعز في الثالث من ديسمبر واحدة من أكبر المظاهرات في المحافظة.
حيث تظاهر آلاف من المواطنين لمطالبة السلطات بدعم الجيش في مواجهة جماعة الحوثي، وتوفير الخدمات في المحافظة الأكثر سكانا بالبلاد.
ونفذت المظاهرة وسط مدينة تعز بمشاركة جماهيرية حاشدة، وتنظيم من قبل المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية المناهض للحوثيين.
ورفع المشاركون في المظاهرة لافتات منددة بعدم استكمال تحرير المحافظة من الحوثيين وإهمال توفير الخدمات الأساسية .
وحذر بيان صادر عن المظاهرة من استمرار العبث في ملف التحرير أو التهاون في دعم جبهات القتال، داعيا السلطات المحلية إلى القيام بواجبها المحوري والمتمثل في توفير الخدمات الأساسية وتفعيل مؤسسات الدولة، بما يتناسب ومتطلبات المرحلة الراهنة.
*قسوة الحصار
واصلت محافظة تعز خلال العام 2022 معاناة ويلات الحصار المفروض عليها من قبل الحوثيين منذ مطلع العام 2015.
وأدى الحصار إلى تفاقم أكبر للوضع الإنساني والصحي، وسط عجز من السلطات في مواجهة هذه التحديات.
وعلى الرغم من الوعود المتكررة لإصلاح الطرق الرابطة من بين تعز وعدن، إلا أنها لم تنفذ على أرض الواقع.
وقبل أقل من اسبوعين، عبّر أبناء الأكاحلة والعزل المجاورة لطريق هيجة العبد، في محافظة تعز، عن استيائهم وأسفهم البالغ لعدم وفاء السلطات الحكومية بالتزاماتها بالبدء بمباشرة العمل في تنفيذ مشروع صيانة وإعادة تأهيل الطريق الحيوي في الموعد المتفق عليه والمحدد بتاريخ 15 ديسمبر.
وقال أبناء المنطقة في بيان إنهم لم يلمسوا حتى الآن أي تحرك حقيقي على الأرض يعكس جدية السلطات بالاستجابة لمناشدة المواطنين بإدخال المعدات، وإيقاف حركة مرور الشاحنات الكبيرة، وتحويل مسارها إلى الطريق البديل.
وأضاف البيان: "لقد ظل طريق هيجة العبد منذ بداية الحرب الدائرة في البلاد، شريان حياة لملايين السكان المحاصرين في مدينة تعز، لكنه تحول اليوم بعد أن جرى استهلاكه وتدميره وإهماله تماماً دون صيانة واعادة تأهيل، إلى طريق للموت، وإزهاق يومي للأرواح، فضلا عن كونه أصبح مصدراً للتلوث، وتصاعد الأتربة والغبار التي جعلت حياة السكان المجاورين لها جحيما لا يطاق.
وأشار أبناء المنطقة أنهم مضطرون لإعلان إغلاق الطريق نهائياً اعتبارا من تاريخ 15 ديسمبر ، حفاظا على أرواح الأبرياء، وتفادياً للأضرار، والآثار الصحية الخطيرة جراء تصاعد الغبار والدخان والاتربة بسبب ما لحق بالطريق من دمار، وحملوا السلطات الحكومية كامل المسؤولية عن التداعيات الانسانية والاقتصادية المترتبة على ذلك.
وإلى جانب معاناة الطرق الوعرة، تعاني تعز بشكل متكرر من إهمال في جوانب الخدمات منها الكهرباء والصحة.
ولأكثر من مرة، أعلنت مستشفى الثورة العام في تعز توقفها عن الخدمة بسبب نفاذ مادة الديزل.
وكان آخر إعلان هو يوم أمس الأحد، حيث توقف العمل في أكبر مستشفيات تعز، التي تستقبل عددا كبيرا من المرضى وجرحى الحرب.
وأدى ذلك إلى توقف العمل في مركز الغسيل الكلوي، ما جعل العشرات من المرضى مهددين بالموت.