آخر الأخبار

سقطرى في 2022.. جوهرة اليمن الفريدة في قبضة محتل ينتهك السيادة ويهلك الحرث والنسل

صورة حديثة للأقمار الصناعية تكشف تحركات أبوظبي العسكرية في جزيرة عبدالكوري

صورة حديثة للأقمار الصناعية تكشف تحركات أبوظبي العسكرية في جزيرة عبدالكوري

المهرية نت - تقرير خاص
الأحد, 25 ديسمبر, 2022 - 11:36 مساءً

لم يمر العام 2022 بسلام على جزيرة سقطرى لؤلؤة المحيط الهندي وجوهرة اليمن الفريدة، فقد تضاعفت فيه الأزمات، وتزايدت معدلات الانتهاكات وأظهرت الإمارات المزيد من أطماعها في الجزيرة اليمنية.

 

وكما فعلت في الأعوام السابقة واصلت أبو ظبي منذُ بداية العام 2022 تنفيذ مشروعها العبثي، وعمدت خلال العام ذاته على طمس هوية اليمن في الأرخبيل وتحويله إلى ثكنات عسكرية ومستعمرة جديدة ترسم فيه أطماعها الرامية إلى السيطرة على أهم ممرات الملاحة الدولية في العالم.

 

ومنذُ سيطرة ميليشيات المجلس الانتقالي على الجزيرة في حزيران/ يونيو 2020م، فرضت أبو ظبي سلسلة تغييرات ديموغرافية وجغرافية في الجزيرة، لسلخها عن الجمهورية اليمنية، ومحاولة طمس كل ما يدل على يمنيتها .

 

ونشرت مجلة "إنتلجنس أونلاين" الفرنسية، تقرير استخباراتي في شهر يناير يشير إلى أن الإمارات تواصل بناء مطار عسكري في حديبو مركز محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية. 

 

وأضافت المجلة، أن "أبو ظبي تواصل أعمال بناء مطار عسكري في“ حديبو ”عاصمة سقطرى إضافةً إلى عدد من القواعد الاستخبارية".

 

وفي نهاية أغسطس/ آب 2020، كشف موقع "ساوث فرونت" الأمريكي المتخصص في الأبحاث العسكرية، عن عزم الإمارات وإسرائيل، إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في جزيرة سقطرى، جنوب شرقي اليمن.

 

وفي شهر فبراير من العام 2022 واصلت الإمارات نصب أبراج مراقبة في مركز المحافظة ومناطق أخرى في إطار سعيها للسيطرة الكاملة على الجزيرة ومراقبة مواطنيها وسواحلها وجزرها.

 

ونصبت 3 أبراج اتصالات ومراقبة تابعة للإمارات في شوارع مدينة حديبو، وأخرى في عدد من جزر وسواحل الأرخبيل.

 

مخطط إماراتي لفصل الأرخبيل عن اليمن

 

وفي شهر مارس بدأت تحركات نشطة لأبو ظبي ضمن “مخطط تسعى من خلاله لفصل الجزيرة عن جغرافيا اليمن”.

 

وقالت مصادر يمنية حينها إن “السلطات الإماراتية تعكف حاليا، على تنفيذ مخطط جديد يقضي بفصل أرخبيل سقطرى عن الجغرافيا اليمنية، بعدما بدأت حملة واسعة لإقناع السكان بالتوقيع على هذا المطلب”.

 

وأضافت: حركت أبو ظبي ملف فصل الجزيرة عن الجغرافيا اليمنية، وبدأت بإرسال رسائل إلى المجتمع المحلي هناك ب” أفضلية استقلالكم وانفصالكم عن اليمن جنوبا وشمالا”.

 

وفي ذات الشهر لاقت تغريدة للمستشار السياسي لولي عهد أبو ظبي عبد الخالق عبد الله موجة غضب واستياءً واسعا بين أوساط اليمنيين عقب حديثه عن جزيرة سقطرى.

 

ونشر عبد الله صورته على تويتر وهو في رحلة سياحية بجزيرة سقطرى مغردا بالقول "أسعد الله صباحكم من سقطرى التي قيل إنها عروس المحيط وقيل إنها جوهرة الجنوب العربي وقيل إنها أجمل الجزر اليمنية والبعض ممن تحدثت إليهم من أهلها الطيبين يتمنى أن تكون الإمارة الثامنة في دولة الإمارات".

 

وفي شهر إبريل وضعت أبو ظبي مخططا لاستبعاد الكوادر الإدارية المدنية والعسكرية من مفاصل الدولة في أرخبيل سقطرى واستبدالها بموالين لها لتنفيذ أجندتها المعادية ".

 

وبدأت بتنفيذ الخطة في المنافذ الجوية والبحرية ومنع أي تواجد للوحدات الأمنية الموالية للشرعية، وكما تتضمن الخطة الإماراتية- بحسب المصادر- إخراج الكادر المؤهل من سقطرى إلى الإمارات للعمل هناك وفتح فرص عمل لأصحاب التخصصات والمؤهلات الجامعية من أبناء سقطرى في الإمارات.

 

جزيرة عبدالكوري في مرمى الهلع الإماراتي

 

جزيرة عبدالكوري هي الأخرى لم تكن بمنأى عن الأطماع الإماراتية في العام 2022 فقد طالها الكثير من الانتهاكات والتحركات الاستعمارية.

 

ففي يناير كشف تحقيق استقصائي أعده موقع "إيكاد" عن إنشاء الإمارات قاعدة عسكرية جديدة في جزيرة عبدالكوري التابعة لأرخبيل سقطرى اليمنية.

 

وأضاف أنه حصل على صور أقمار صناعية تُنشر للمرة الأولى إعلامياً للقاعدة العسكرية الإماراتية في جزيرة عبد الكوري، موضحا أن الصور الجوية تبين وجود مدرج للطائرات في الجزيرة بعرض 30 مترا وطول 540 مترا قيد الإنشاء.

 

‏وحسب“ إيكاد”، فقد أظهرت الصور بروز طريق ترابي معبّد، الذي تبين لاحقاً أنه مدرج طائرات، يظهر أنه سيتم الشروع في تعبيده بالأسفلت والخرسانة قريباً.

 

وفي شهر إبريل أكدت مصادر مطلعة لموقع "المهرية نت "، أن الإمارات افتتحت مطار قاعدة في جزيرة عبدالكوري بمحافظة أرخبيل سقطرى، لتسيير رحلات خارجية مباشرة دون التنسيق مع الحكومة الشرعية.

 

ورجحت المصادر أن افتتاح الإمارات المطار يأتي لتهريب الأحجار الكريمة التي تشتهر بها جزيرة عبدالكوري، مستغلة عدم وجود أي إشراف من الحكومة على عمل ذلك المطار بعد دخوله الخدمة.

 

وفي ذات الشهر هبطت طائرة إماراتية في جزيرة عبدالكوري وعلى متنها 15 مسؤولاً إماراتياً وأجانب، في زيارة تهدف إلى تفقد القاعدة العسكرية التي أقامتها القوات الإماراتية في الجزيرة دون علم أموافقة الحكومة اليمنية ".

 

وجاءت الزيارة حينها بعد أن قامت بتنفيذ أعمال إنشائية في الجزيرة، من بينها مدرج ترابي ومرافئ بحرية وشق طرقات وتسوير مناطق خاصة.

 

وفي الرابع من شهر نوفمبر الماضي قال مرصد الصراع والبيئة الدولي، إن الإمارات تواصل عسكرة أرخبيل سقطرى، موقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

 

وأفاد المرصد: مزيد من الأدلة على العسكرة الزاحفة لموقع التراث العالمي بواسطة الإمارات.

 

وأضاف: يُنظر إلى الأرخبيل على أنه مهم من الناحية الاستراتيجية نظرًا لموقعه بين قناة غواردافوي وبحر العرب وبالقرب من طرق الشحن الرئيسية.

 

وجاء تعليق مرصد البيئة الدولي على تغريدة معمدة بالدليل نشرها حساب The Intel Lab المتخصص في مراقبة الأصول العسكري تكشف تحركات أبو ظبي في جزيرة عبد الكوري.

 

وأفاد أن الصور الجديدة تشير إلى احتمال الإنشاء الأولي لمطار الإمارات في جزيرة عبد الكوري (كيلنيا) وهي جزء من جزيرة سقطرى اليمنية.

 

وأكد أنه تم تحديد شريطين على شكل مدرج ومنطقة ساحة محتملة وتصنيفها منذ بداية عام 2022.

 

وضمن مخططاتها الرامية لعسكرة الأرخبيل، استحدثت الإمارات في بداية شهر يوليو معسكرا جديدا ممتلئ بالميليشيات والجماعة المتطرفة التي استقدمتها من خارج الأرخبيل.

 

وأرسلت أبو ظبي عقب ذلك عدد من الضباط الإماراتيين إلى الجزيرة بهدف افتتاح معسكر في منطقة رأس قطينان الاستراتيجية جنوب غربي الجزيرة.

 

وفي ذات الشهر نشرت أبو ظبي قرابة 14 مروحية عسكرية في جزيرتي سمحة وعبد الكوري، بعد استحداث مواقع عسكرية فيهما.

 

ضغوط إماراتية لإقالة المحافظ محروس

 

وفي شهر يونيو أصدرت أبو ظبي توجيهات لأدواتها بالضغط على المجلس الرئاسي لإقالة محافظ سقطرى رمزي محروس.

 

وبدأ حينها عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي يمارس ضغوطا على رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لتغيير محروس وتعيين قيادي بالانتقالي خلفا له، الأمر الذي يعجل بتسليم الجزيرة لدولة الإمارات بطريقة شرعية لتعبث بها وتستكمل السيطرة على كل مفاصلها واستغلال موقعها الاستراتيجي.

 

وفي نهاية يوليو أصدر مجلس القيادة الرئاسي قرارًا تحت الضغوط الإماراتية بتعيين رأفت علي إبراهيم الثقلي محافظا لمحافظة أرخبيل سقطرى، رغم أنه ذاته من قاد التمرد على السلطات الشرعية في يونيو 2020، بدعم وتسليح إماراتي وتواطؤ سعودي.

 

وكان القرار بمثابة تسليم الجزيرة لأبو ظبي واستكمال مخططها الاستعماري للعبث بمقدرات المحافظة وممارسة أبشع الانتهاكات بحق مواطنيها الرافضين لتحركاتها العبثية.

 

افتعال الأزمات

 

وخلال العام 2022 استمرت أبو ظبي في استخدام سياسة العقاب الجماعي بحق السكان لإجبارهم على القبول بمخططاتها وعدم اللجوء لأي تحركات شعبية مناوئة لها.

 

وفي شهر يونيو شكا سكان محليون للمهرية نت عن قيام مندوب الإمارات في محافظة أرخبيل سقطرى، بإخفاء ومصادرة شحنة القمح الإغاثية التي وصلت الأحد للجزيرة التي تعاني من شحة في مادة القمح.

 

وجاء إخفاء المساعدات حينها تمهيداً للمضاربة في أسعارها في أسواق المحافظة كون الجزيرة تعيش في أزمة خانقة في مادتي الدقيق والقمح.

 

ومنذُ سيطرة أدوات الإمارات على الجزيرة في حزيران/ يونيو 2020م تشهد المحافظة أزمات خانقة في مختلف الخدمات الأساسية وسط تجاهل من سلطات المجلس الانتقالي في وضع حلول مناسبة تجنب السكان مجاعة وشيكة.

 

وأصبح الوضع في المحافظة مزريا للغاية، وتعطلت مصالح الناس فيما يهدد الانفلات الأمني حياة الناس ويعكر صفو استقرارهم، خاصة بعد أن أصبحت المحافظة مثل الغابة، من يحمل السلاح هو من يفرض ما يريد وما يحلو له.

 

تجريف هوية سقطرى الثقافية

 

وضمن مخططاتها الرامية لاستهداف الهوية الثقافية والتاريخية التي تتميز بها جزيرة سقطرى جددت أبو ظبي في شهر أغسطس إقامة الأنشطة والمهرجانات الثقافية التي تطلقها كل عام تحت مسميات إماراتية لاتمت للثقافة السقطرية بأي صلة.

 

ويرى السكان أن تلك الأنشطة الثقافية دخيلة على المجتمع السقطري ، وتهدف من خلالها إلى إحلال ثقافة أخرى بديلة مستوردة، بعد أن نجحت في السابق في تحويل الجزيرة إلى ثكنة عسكرية كبيرة لقواتها وميلشياتها الغازية.

 

وتطلق ما تسمى "مؤسسة خليفة الإماراتية"، مهرجان الشيخ زايد التراثي الثقافي، للعام السادس، والذي يستمر قرابة شهرين.

 

وتظهر فيه عادات وتقاليد دخيلة مستورده غير مألوفة على مجتمع أبناء وسكان سقطرى، وسط دعوات للجهات الحكومية للحفاظ على الموروث السقطري الذي يواجه عملية تجريف ممنهجة من قبل هذه المؤسسات الإماراتية التي تعمل وفق أجندات مشبوهة تحت غطاء العمل الإنساني.

 

ويطالب السكان برفض هذه العادات الدخيلة، التي تسيء للقيم والأخلاق والعادات والتقاليد السقطرية اليمنية، كما طالبوا من مكتب الثقافة بالمحافظة، بضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي السقطري ، وإظهاره بمظهره المعتاد ونمطه وفطرته، دون أي تدخلات تخل بالموروث وثقافة أهل البلد مقابل إحلال موروث لبلد آخر.

 

وفي سياق استهدافها لعادات وتقاليد الأرخبيل نقلت الإمارات في ذات الشهر عدداً من نساء جزيرة سقطرى إلى أبو ظبي بهدف تجنيدهن.

 

وتعمل على الدفع بالعشرات من نساء الجزيرة للتجنيد وذلك من خلال نقل العشرات منهن إلى الإمارات لتلقي تدريبات خلال فترة تصل إلى ثلاثة أشهر قبل إعادتهن مجدداً للجزيرة.

 

الأعياد الوطنية تفضح أدوات الإمارات

 

 وفضحت مناسبات الأعياد الوطنية الوجه القبيح للميليشيات المدعومة من الامارات، التي مارست انتهاكات عنصرية ضد المواطنين الذين حاولوا الاحتفال بها خوفا من أن تشتعل شرارة ثورة جديدة تطيح بهم وتطرد القوات المحتلة للأرخبيل.

 

وعشية ذكرى ثورة 26 سبتمبر وجهت أدوات الإمارات بمنع الاحتفال بالمناسبة وانتشرت في شوارع العاصمة حديبو ميليشياتها لإرهاب المواطنين وهددت باعتقال أي مواطن يرفع العلم الوطني.    

 

وفي 14 أكتوبر نفذت الميليشيات ذاتها حملة اعتقالات طالت عدد من الناشطين والإعلاميين في محافظة أرخبيل سقطرى خلال مشاركتهم في فعالية احتفالية بذكرى ثورتي 26 سبتمبر (شمال) و14 أكتوبر عدد من الناشطين والإعلاميين في محافظة أرخبيل سقطرى خلال مشاركتهم في فعالية احتفالية بذكرى ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.

 

وقوبلت الحملة حينها، بإدانات حقوقية واسعة واعتبرت ذلك قمعاً للحريات العامة، ونهجاً خطيراً على حرية الرأي والتعبير، ومصادرة لحق التجمع السلمي، وحق المواطنين في التعبير عن قناعاتهم؛ مطالبا بالكف عنها”.

 

ولأنها ميليشيات مأجورة وتخضع لتوجيهات المحتل أقامت مليشيات الانتقالي في الرابع من شهر ديسمبر فعالية بمناسبة العيد الوطني الإماراتي بمحافظة أرخبيل سقطرى، بعد قمع فعاليات وطنية خاصة باليمن.

 

وفي الفعالية التي حضرها محافظ المحافظة رأفت الثقلي وعدد من قيادة السلطة المحلية وقيادات الانتقالي وحضور بعض المواطنين تم رفع أعلام الإمارات.

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية