آخر الأخبار

متحدثة الصليب الأحمر لـ"المهرية نت ": الأوبئة والأزمة الإنسانية تسرق أرواح اليمنيين تزامنا مع كورونا (حوار خاص)

سارا الزوقري متحدثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط_ المهرية نت

سارا الزوقري متحدثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط_ المهرية نت

المهرية نت - حوار خاص
السبت, 06 يونيو, 2020 - 07:50 مساءً

قالت سارا الزوقري المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، إن الأوبئة والأزمة الإنسانية تسرق أرواح اليمنيين، تزامنا مع انتشار فيروس كورونا في البلاد، داعية إلى تغليب الجانب الإنساني على المصالح السياسية.

 

وأوضحت الزوقري في مقابلة خاصة مع موقع "المهرية نت:" أنه في ظل الاحتياجات الانسانية الهائلة، ومع انتشار جائحة كورونا يجب تغليب الجانب الانساني والصحي  على أي مصالح سياسية".

 

وأضافت:" الأمراض والأزمة الإنسانية تسرق أرواح اليمنيين.. يجب الالتفات الى الحاجة العاجلة الى فعل كل ما هو ممكن من أجل التخفيف من معاناة السكان".

 

وشددت على أن القتال المستمر في أجزاء مختلفة من البلاد، تسبب في زيادة الأعباء على الناس وعلى المنشآت التي لازالت تعمل".

 

كما شددت على أنه يجب على المجتمع الدولي والفاعلين في المجال الإنساني والمانحين الاستجابة للوباء دون إغفال الاحتياجات المزمنة. يجب عدم نسيان اليمنيين حيث أن العالم بأكمله يعاني من هذا الفيروس؛ ولكن المعاناة غير متساوية. يجب على أطراف الصراع القيام بكل ما أمكن من أجل تسهيل العمل الإنساني ووصول المساعدات إلى كافة المناطق اليمنية.

 

عوائق تواجه العمل الإنساني

 

فيما يتصل بطبيعة العمل الإنساني في اليمن والعوائق التي توجه المنظمات الإغاثية، أوضحت الزوقري أن:" هناك معوقات كثيرة فيما يخص عمل اللجنة الدولية داخل اليمن، ومنها المعوقات العالمية كحركة التجارة ووصول المستلزمات الأساسية والإجراءات الداخلية المعقدة لنقل البضائع ونقص التحويلات المالية وإغلاق  المطارت الأخرى في ظل هذه الجائحة".

 

وأفادت:" كون اليمن من آخر الدول التي أعلن فيها أول حالة مصابة بكورونا، وضعت  في الجزء الخلفي من سلسلة التوريد العالمية، بالإضافة من عدم وجود الكادر الكامل بسبب حظر السفر واستمرار الحرب و أهمية وجود ضمانات من جميع الأطراف من أجل سلامة العاملين لدينا، و ضرورة ملائمة أنشطتنا بما يتلاءم مع الواقع الجديد التي فرضته علينا جائحة كورونا من أجل الحفاظ على سلامة الناس".

 

واستدركت قائلة:" لكن بالرغم من هذه المعوقات، استطعنا أن نجلب مواد طبية وإغاثية عبر مطاري صنعاء و عدن، وقدمنا الكثير من المساعدات في المجال الطبي و المياه و الصرف الصحي و الغذاء غيرها".

 

وأردفت:" نحن مستعدون للقيام بالمزيد و نتمنى استمرار التعاون مع السلطات المختلفة من أجل العمل لإيقاف و التخفيف من آثار فيروس كورونا و آثار الحرب ".

 

وذكرت:" نطلب بشكل مستمر من خلال حوارنا الدائم مع السلطات عملية تسهيل وصول المساعدات الانسانية وحماية الطواقم الإغاثية والطبية حتى نستطيع القيام بعملنا".

 

ملف تبادل الأسرى

 

وحول ملف تبادل الأسرى في اليمن، قالت متحدثة الصليب الأحمر:" بالرغم من التحديات التي تفرضها جائحة كورونا، نحن ما زلنا ملتزمين بالقيام بدورنا الإنساني للعمل كوسيط محايد في عمليات الإفراج عن المحتجزين متى ما اتفقت أطراف الصراع على هذا الملف".

 

وأفادت بأن:" هناك الكثير من العائلات المعلقة آمالها بإتمام هذه العملية.. نتمنى أن يكون هناك تقدم وموافقة الأطراف جميعها حتى يتم لم شمل المحتجزين بأهاليهم خاصة في ظل وجود جائحة كورونا".

 

وتابعت:" لدينا تاريخ طويل في عمليات التبادل الأسرى عالميا، كما قمنا بعدة عمليات في 2019 في تيسير نقل المفرج عنهم من وإلى  اليمن.. يشمل عملنا بشكل عام تقديم المشورة، والقيام بمحادثات مع المحتجزين للتحقق من الهويات ومعرفة  الوضع الصحي و الأمور اللوجستية يما يخص آلية النقل من طائرات و باصات و غيره".

 

ضرورة وضع حد للأوضاع المتدهورة

 

وفيما يتعلق بالدعوات والمبادرات الدولية الرامية إلى وقف الحرب في اليمن، أشارت الزوقري:" نحن مع أي مبادرة يمكنها التخفيف من معاناة اليمنيين بعد سنين من الصراعات حيث أن بناء الثقة مطلوبة بين الأطراف للتوصل إلى حل سياسي للنزاع".

 

وتحدثت بأن الشعب اليمني لا يطيق الانتظار أكثر من ذلك حتى يرى نهاية لمحنته.. مع كل يوم يمر تُزهق أرواح في اليمن إما بسبب النزاع المحتدم، أو أمراض يمكن تجنبها، أو نقص الغذاء، أو الفقر المُدقع.

 

وتابعت:" نحن نعلم أنه لابد أن يكون هناك حل سياسي من أجل إيقاف الحرب، وكل  الذي نبذله كمنظمات إنسانية قد يساعد بالتخفيف من المعاناة، و لكنه ليس الحل".

 

وأردفت:" يتطلب وضع حد للمنزلق الذي آلت إليه الأوضاع في اليمن مجموعة من التدابير العاجلة، وهي: عودة العملية السياسية إلى مسارها، وخفض حدة تصعيد النزاع تدريجيًا، والتداول الحر للواردات وإتاحة الوصول إلى المساعدات الإنسانية دونما عراقيل. ليس هذا فحسب، فالأمر يتطلب أيضًا احترامًا فعليًا لقواعد الحرب".

 

استجابة اللجنة الدولية في اليمن

 

وحول طبيعة الاستجابة الإنسانية التي تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن تزامنا مع انتشار كورونا تقول الزوقري:" أولويتنا هي الاستمرار في مساعدة الأشخاص المتضررين من النزاع مع اتخاذ جميع التدابير الوقائية الممكنة".

 

ومضت قائلة:" نحن ندرك أنه في بلد يعمل فيه 51% من المرافق الصحية، الوقاية مهمة جدا حيث نقوم بملائمة أنشطتنا لتشمل عملية التباعد الجسدي، مع توزيع المواد الطبية وأدوات الوقائية الشخصية، ومواد  التعقيم والتنظيف الى المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ومرافق الاحتجاز وكذلك للنازحين في المخيمات و المتواجدين في الحجر الصحي".

 

وزادت:" نقوم بعملية التوعوية المستمرة في مرافق الحجر الصحي، ونعمل مع الهلال الأحمر اليمني لتحسين ظروف الأشخاص في مرافق الحجر من خلال التبرع بالأدوات المنزلية مثل البطانيات والمرتبات وشبكات البعوض واللوازم الطبية مثل القفازات ، والكمادات والضمادات  والأدوية ومواد الحماية الشخصية ومواد التنظيف والطهي وغيرها لما يقارب 18 مرفقا".

 

وتابعت الزوقري:" قمنا بتوفير الأغذية والبنزين ومواد الطبخ لأحد المطابخ المركزية لإطعام 1700 شخص في أماكن الحجر الصحي، ثلاث وجبات في اليوم (باستثناء شهر رمضان)،  كما حرصنا على تحسين وصول الماء النظيف لهم من خلال التبرع بـخزانات مياه و وفلاتر و أنظمة شمسية  إلى 11 مرفقا للحجر الصحي ".

 

بالإضافة إلى ذلك ، تواصل اللجنة الدولية دعم المرافق الصحية بمعدات الحماية الشخصية (PPEs) والأدوية  وأقراص الكلور لتطهير المياه وإعادة تأهيل البنية التحتية لأقسام الطوارئ وغرف العمليات والتبرع بالمواد اللازمة لإدارة الأنشطة مثل قطع الغيار والوقود لمحطات الطاقة وغيرها، حسب الزوقري في حوارها مع "المهرية نت".

 

واختتمت الزوقري حديثها ل:" المهرية نت" :" نعمل مع السلطات المحلية لتحسين وصول المياه النظيفة وتحسين شبكات الصرف الصحي في أماكن مختلفة بجميع أنحاء البلاد.. هذا جزء من عملنا الأساسي في اليمن الذي اكتسب أهمية إضافية مع جائحة فيروس كورونا.. نحن نعلم أن ما نقدمه له أهمية كبيرة في هذه الظروف؛ لكننا أيضا نعلم أن الاحتياجات كبيرة جدا فيجب أن يكون هناك عمل مضاعف من قبل جميع الأطراف".

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية