آخر الأخبار

646 إصابة في أشهر .. حمى الضنك يغزو مناطق في مأرب وسط هشاشة صحية وضعف الإمكانيات

انتشر حمى الضنك وأصاب مئات المواطنين في مأرب

انتشر حمى الضنك وأصاب مئات المواطنين في مأرب

المهرية نت - مأرب - خاص
السبت, 06 يونيو, 2020 - 05:23 مساءً

على بعد أكثر من خمسين كيلو متراً من مركز مدينة مارب تقع قرية الجرشة الموبوءة بحمى الضنك، والتي يسكنها حوالي 800 نسمة.

 

وإضافة إلى تفشي حمى الضنك في هذه القرية، هناك انتشار للمرض ذاته في عدة مناطق بمحافظة مأرب، وسط هشاشة في النظام الصحي وضعف ملحوظ في الإمكانيات.

 

ماجد أبو سعد مساعد طبيب في مستشفى هيئة مارب العام وأحد أبناء القرية يقول لـ "المهرية نت": " بدأ انتشار وباء حمى الضنك في قرية الجرشة بكثرة منذ منتصف شعبان الماضي، ولكن بسبب عدم مبالاة فريق الاستجابة المكلف من قبل مكتب الصحة والذي لم يرفع التقارير والمطالبات بشكل عاجل تفاقم الوضع، ووصل وباء حمى الضنك إلى عدد من القرى المجاورة مثل نجّا والجديدة وواسط، ورغم أن الحمى انتشرت العام الماضي إلا أن هذا العام كانت معدلات الإصابة أكبر بكثير، فقد أصيبت أسر بكاملها".

 

ويضيف أبو سعد "في بداية شهر رمضان الماضي ناشدنا السلطة المحلية وحاولنا حشد جهود الناشطين في القرية وإطلاق النداءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. لكن لا حياة لمن تنادي".

 

لكن أبو سعد لم يستسلم للواقع فقام وبمبادرة شخصية برصد الحالات المصابة والتي كان يقدم لها الرعاية الأولية والنصائح الطبية باعتباره أحد أطباء الريف، ليرصد 236 حالة مصابة بحمى الضنك، ومع تزايد الحالات يقول أبو سعد "توجهت وعدد من أطباء المديرية إلى مكتب الصحة في المدينة وأخبرنا المسؤولين هناك عن صعوبة الوضع وعرضنا احتياجات القرية من مواطير رش ومحاليل وريدية وغيرها من الأدوية، لكن للأسف لم تكن هناك استجابة سريعة.. بل انتظرنا أسابيع أخرى ليأتي فريق الأوبئة في المديرية بعدد قليل من الأدوية والمستلزمات الطبية".

 

انتشار واسع

أما محمد سيف نمران وهو مدير مدرسة في المنطقة وكان قد أصيب بحمى الضنك وتعافى مؤخراً منها، فيقول لـ "المهرية نت": "لم يكن ينتشر البعوض كما هو الحال عليه خلال الأعوام الأخيرة. هذا العام كانت الحالات منتشرة بشكل واسع، نطالب السلطة المحلية بالمحافظة بتوفير مواطير رش وناموسيات وأدوية إسعافية، وتدشين مشروع صرف صحي للمنازل التي يوجد بها حفر مكشوفة (بيارات)،  ومعالجة مياه وادي ذنة إذا ثبت أنها أحد الأسباب، واستكمال بناء المركز الصحي الخاص بالعزلة وبصورة عاجلة فالمركز الصحي ومنذ انقلاب ميليشيا الحوثي على السلطة عام 2014 لم يتم استكمال بناءه، وإيجاد فريق استجابة وترصد خاص بالعزلة وتوفير جميع المستلزمات لمكافحة الأوبئة ومسبباتها".

 

ويضيف نمران: "كإجراء سريع وطارئ يجب رفد النقطة الصحية بطبيب عام لتخفيف معاناة نقل المرضى إلى المستشفيات البعيدة ودعمه بما يلزم للتشخيص الأولي للحالات".

 

تعثر بناء المركز الصحي منذ 6 سنوات

تشابهت الأوبئة علينا

ويواجه الناس في مارب صعوبة في التفريق بين الأوبئة المنتشرة مع إعلان لجنة الطوارئ في المحافظة تسجيل 13 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) حيث يعتقد الكثيرون أنهم مصابون بكورونا لمجرد ظهور أعراض الحمى عليهم.

 

ويُنقل المرضى إلى مستشفى 26 سبتمبر بمديرية الجوبة الذي يبعد عن القرية حوالي 22 كيلو متر ويقول مديره د. أمين مبروك لـ "المهرية نت": "إن عدد الحالات التي وصلت المستشفى والمصابة بحمى الضنك من أبناء قرية الجرشة بلغت 136 حالة، بينما يتجه آخرون للعلاج في مستشفيات المدينة أو العيادات الخاصة".

 

ويضيف مبروك: "يتوالد البعوض الناقل لحمى الضنك في أماكن تواجد المياه العذبة القريبة من الجبال، إضافة إلى تكون المستنقعات التي تتجمع فيها مياه الأمطار لفترات طويلة".

 

ويؤكد مدير مستشفى 26 سبتمبر بالجوبة لـ "المهرية نت": "لا يوجد لدينا في المستشفى فحوصات مخبرية تعطيك دليل هل الالتهاب فيروسي أم بكتيري.. كما أننا لا نملك الإمكانيات لتحديد هل الأوبئة التي تنتشر هي كورونا أم لا، ليس لدينا سوى جهاز سي بي سي واحد داخل المستشفى وهو جهاز مهم لفحص الحالات المصابة بوباء حمى الضنك، لكن لا نستطيع نقله إلى القرية الموبوءة".

 

ومازالت محافظة مارب تعيش بدون جهاز فحص فيروس كورونا والذي يرمز له بـ pcr، رغم الإعلان عن حالات مشتبهة يتم نقل عينات منها إلى محافظة حضرموت للتأكد من إصابتها.

 

نواجه صعوبات

زياد الراعي رئيس غرفة العمليات والطوارئ بمكتب الصحة والسكان بمحافظة مارب حدد لـ "المهرية نت" مناطق انتشار الوباء في المحافظة فيقول: "حمى الضنك يتواجد في مديرية الجوبة وخاصة في قرية الجرشة، وفي مديرية حريب وخاصة في المدينة وأجزاء من مديرية مارب المدينة"، وبحسب الراعي فإن مجموع الحالات المصابة بالحمى في المحافظة رسمياً وصل إلى 646 حالة إصابة منذ بداية العام الجاري.

 

مؤكداَ: "عملنا جاهدين وخاصة في الجرشة على محاولة السيطرة على الوباء، لكن المشكلة أن الناس ليس لديها الوعي الكافي للأسباب التي ينتقل عبرها الوباء، فمصدر حمى الضنك هو حفر الصرف الصحي المكشوفة، والمياه الراكدة والمستنقعات، وحتى لو قمنا بعملية رش لن يكون هناك فائدة دون القضاء على مصادر تكاثر البعوض".

ويضيف المسؤول الصحي: "أيام الحروب تنتشر الجثث التي تتحلل وتختلط بمياه السيول  وتصل عبر الوديان، الأطباء يعتقدون أن لهذا الأمر علاقة بوجود وانتشار الأوبئة، لكننا في المهرية نت حينما سألنا أبناء منطقة الجرشة وأطباء أكدوا أن المنطقة بعيدة عن مناطق المواجهات، ولا يعرفون "مدى دقة هذا الأمر".

 

ويشكو الراعي من تزايد الضغوط على مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة جراء تزايد الأوبئة وانتشارها مع تزايد موجات النزوح، فيقول لـ"المهرية نت": "انشغلنا بشكل كبير بمكافحة وباء كورونا وتطبيق إجراءات الوقاية منه، ومع ذلك لدينا فرق استجابة في المديريات، وقمنا بدعم المبادرات المجتمعية بمعدات الرش والمبيدات".

 

 ووجه المسؤول الصحي اللوم على المكاتب التنفيذية الأخرى قائلاً: "المواطنون عادةَ ما يوجهون اللوم نحونا في مكتب الصحة، بينما الضغط علينا كبير جداً، هناك جهات يجب عليها أيضاً أن تسهم في خدمة المجتمع" وتساءل: "أين صندوق النظافة والتحسين، وأين مكتب الاشغال ومكتب البيئة، لماذا لا يساعدوننا؟".

 

استجابة سريعة

وحتى لا تتكرر الجائحة قال مدير عام مستشفى 26 سبتمبر بمديرية الجوبة د. أمين مبروك: "يفترض بعد هطول الأمطار أن تكون هناك استجابة سريعة لمواجهة الوباء حيث تنزل الفرق المختصة لكلورة المياه للقضاء على البعوض، وبالتالي القضاء على المسبب الرئيسي للوباء، وهذه مهمة جهات عديدة لا أدري ما هي تحديداً هل مكتب الزراعة أم الصحة، لكن على المجلس المحلي أن يتابع السلطات في المدينة ويعمل على تنفيذ الإجراءات الوقائية اللازمة". 

 

وكان الدكتور عبدالعزيز الشدادي مدير مكتب الصحة بالمحافظة قد زار مديرية الجوبة الأربعاء الماضي 3 يونيو 2020م، وحث على استكمال تجهيز وتشغيل النقطة الصحية لمركز الجرشة وتعزيزها بالأدوية والمستلزمات المطلوبة، ووجه بنزول الفرق إلى المنازل لمتابعة الحالات المرضية المصابة بحمى الضنك".

 

ويخشى أبناء قرية الجرشة من استمرار انتشار الوباء بمعدلات عالية خاصة مع عودة تساقط الأمطار خلال الأيام الماضية نتيجة المنخفض الجوي الذي ساد عدداً من المحافظات الشرقية بما فيها مارب.

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية