آخر الأخبار

القبيلة في المهرة.. التاريخ والجغرافيا يفشلان التمدد السعودي شرقي اليمن (تقرير خاص)

احتجاجات سابقة تندد بالوجود السعودي في المهرة

احتجاجات سابقة تندد بالوجود السعودي في المهرة

المهرية نت - تقرير خاص
الجمعة, 20 مارس, 2020 - 04:44 مساءً

تستميت القبائل اليمنية بمحافظة "المهرة" شرقي اليمن، في الدفاع عن سيادة البلاد ووحدتها منذُ انحراف التحالف عن أهدافه المعلنة ودخوله في طريق آخر يسعى من خلاله لإشباع أطماعه في بحر العرب والمحيط الهندي.

 

وتعتبر القبيلة في المهرة أبرز كيان اجتماعي، ولا تزال محافظة على قوتها وتماسكها وأعرافها، ولها سلطة قوية على أفرادها الملزمين بالتبعية للقبيلة، والالتفاف معها، والتقيد بتوجهاتها.

 

وفيها تتواجد العديد من القبائل العريقة الممتدة جذورها في التاريخ، ويصل عددها إلى 37 قبيلة، وتتوزع على مختلف جغرافيا المحافظة، وتختلف في قوتها وحضورها، وفقا لعدد الأفراد، والدور الذي تضطلع به، والمساحة التي تقيم فيها.

 

ويرى مراقبون أن إخفاقًا سعوديًا في السيطرة على هذه القبائل أو تطويعها أو ما شابه ذلك له اعتبارات كثيرة من أهمها ولائهم لهويتهم الخاصة، وهي الهوية المهرية الأصل، وارتباطهم الوثيق مع سلطنة عمان بوصفها الدولة التي أتاحت لهم الكثير من الفرص والعلاقات والنفوذ خلافا للمملكة العربية السعودية، لأن المنافذ البرية أيضا أكثرها مع سلطنة عمان.

 

ارتباط تاريخي

 

يقول الباحث والمحلل العسكري "علي الذهب" إن القبيلة في المهرة ما زالت متماسكة ومرتبطة ارتباطا وثيقا بتاريخ المحافظة ذاتها.

 

وأفاد "الذهب" في تصريح لموقع "المهرية نت" أن لـ "المهرة" خصوصية معينة متفردة عن سائر المحافظات اليمنية في "اللغة والانتماء".

 

وأضاف أن القبائل جذورها ضاربة في أعماق التاريخ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن لها لغة خاصة بها يوجد لها لهجات كسائر اللغات.

 

وحول فشل السعودية في استقطاب القبيلة بالمهرة أكد "الذهب" أن المهريين بطبيعتهم متمسكين بخصوصيتهم القبلية والجغرافية بالإضافة إلى خصوصيتهم التاريخية وعلاقتهم بسلطنة عمان على وجه الخصوص.

 

ولفت إلى أن سلطنة عمان استطاعت أن تمد جسور التواصل مع المهريين وأعطتهم امتيازات كبيرة لم تعطهم من خلالها المملكة العربية السعودية على مدار العقود الستة الماضية.

 

وتابع:" هناك علاقات أسرية وتاريخية بين المهرة ومنطقة ظفار العمانية المجاورة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عُمان امتداد للمهرة؛ لأن الأخيرة واقعة في منطقة تسمى الشحر، وهي تمتد من حدود حضرموت إلى ما بعد عمان.

 

وقال "الذهب" إن المناطق المتواجدة في "الشحر" تضم قبائل متداخلة بين العمانيين والظفاريين والمهريين، وهناك أيضا عادات وتقاليد.

 

الهوية المهرية

 

وأكد أن إخفاقًا سعوديًا في السيطرة على هذه القبائل أو تطويعها أو ما شابه ذلك له اعتبارات كثيرة من أهمها ولائهم لهويتهم الخاصة وهي الهوية الأصل المهرية وارتباطهم الوثيق مع سلطنة عمان بوصفها الدولة التي أتاحت لهم الكثير من الفرص والعلاقات والنفوذ خلافا للمملكة العربية السعودية؛ لأن المنافذ البرية أيضا أكثرها مع سلطنة عمان.

 

وأردف :" أما المملكة العربية السعودية، فقد رفضت أن تفتح لهم منفذا بريا، وحدودها معهم قليلة؛ ولذلك ضيقت عليهم من قبل، فلما جاءت الحاجة إليهم لم يستجيبوا إليها ولم يرضخوا لها.

 

وأوضح الذهب أنه على الرغم من كل العوامل السابقة إلا أن هناك استقطابًا سعوديًا لبعض مراكز النفوذ داخل المهرة؛ لكن ليس بالقدر الذي تتمتع بها سلطنة عمان.

 

ويرى الخبير العسكري اليمني أن هناك عاملًا آخر جعل القبيلة في المهرة تحافظ على تماسكها، وهي الإهمال المتعاقب من الحكومات اليمنية التي أهملت هذه المنطقة.

 

وأوضح أن هذا الإهمال جعلها منغلقة على تاريخها وهويتها لأنها تقع في أقصى الشرق وكانت النظرة إليها من قبل المحافظات الجنوبية ومن قبل الحكومات غير موفقه.

 

دور محوري وأساسي

 

يقول المتحدث الإعلامي باسم لجنة اعتصام المهرة "علي بن محامد"، إن دور القبيلة في الحراك الشعبي الدائر بالمهرة محوري وأساسي.

 

وأكد في تصريح لـ "المهرية نت" أن المجتمع المهري قبلي بطبيعته؛ ولهذا كل أبناء القبائل مشاركين في الحراك الشعبي المناهض للوجود السعودي، بالإضافة إلى الشيوخ والشخصيات الكبيرة التي يدين لها بالولاء شعبها.

 

وأشار إلى أن وجود هؤلاء المشايخ في واجهة الاعتصام يؤكد أن القبائل بأفرادها تتبع مشايخها داخل الاعتصام، مشيرا إلى أن هناك العشرات من القبائل منطوية مع لجنة الاعتصام تحت هذه الراية وهي قبائل معروفة يشهد لها بالولاء للوطن دائما.

 

وقال "بن محامد" إن الأمر الذي نود الإشارة إليه إن الحراك الشعبي بالمهرة: هو عبارة عن شعب من أبناء القبائل بما فيهم باقي الشرائح الاجتماعية داخل المهرة.

 

وأضاف أن من يقود هذا الحراك هم أبناء القبائل ومشايخ القبائل.

 

ترابط قبلي موحد

 

ولفت المتحدث الإعلامي إلى أن السعودية حاولت استقطاب بعض المشايخ وبعض الشخصيات من القبائل لكنها فشلت، مؤكدا في الوقت ذاته أن فشلها يكمن في محاولة استخدامها لهم كورقة ضد الحراك الموجود.

 

وأوضح "بن محامد" أن هناك سببًا آخر للفشل السعودي في استقطاب أبناء القبائل هو أن النسيج الاجتماعي المترابط بين أبناء المهرة لا يسمح لهم بأن يتواجهوا.

 

وبين أن السعودية حاولت مرارا وتكرارا أنها تعمل على خلق مواجهة بين العناصر التي حاولت ان تشتريها(القبائل الموالية للسعودية) والحراك المناهض لها (لجنة اعتصام المهرة) لكنها فشلت لأن أبناء المهرة يرفضون دائما الاقتتال الداخلي فيما بينهم.

 

وأكد أن أبناء المهرة لهم نسيج اجتماعي واحد لا يمكن تفكيكه سواء من السعودية أو أي جهة أخرى وهم دائما يتفقون ضد الخارجي.

 

واستدل بالكثير من المواقف التي حصلت داخل المحافظة والتي حاولت فيها السعودية جر المناصرين لها للاصطدام بالحراك الشعبي المناهض لها.

 

ولفت إلى أن هذا هو سلوك أبناء المهرة في الحفاظ على السلم الاجتماعي داخل محافظتهم ومحافظين على نسيجهم الاجتماعي والتماسك الموجود بين أبناء القبائل.

 

واختتم "بن محامد" تصريحه بالقول: "قبائل المهرة تعرف العواقب الوخيمة للاقتتال الداخلي ويرفضون التعاطي مع المشاريع الخارجية التي تسعى لجرهم نحو هذا المربع".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية