آخر الأخبار
هكذا يعيش نازحو تعز والحديدة في الضالع (تقرير خاص)
يعيش النازحون في الضالع ظروفاً ضعبة
السبت, 30 مايو, 2020 - 10:54 مساءً
"علي علي سليمان" مواطن انطلق بنفسه هارباً من سعير الحرب في الحديدة إلى مدينة قعطبة بمحافظة الضالع..يعول طفلين لأخته المتوفية، ويعيش مع أمه في خيمة واحدة.
قطع كغيره من مهجري الحرب مسافاتٍ طويلة من الحديدة وتعز إلى الضالع، وحطّ رحاله معهم بلا أدنى مقومات الحياة..يقول علي سليمان لـ«المهرية نت» "عايش هنا مع هؤلاء اعتبرهم عيالي مع امي..ومش عارف أهم لقمة العيش والا علاج امي .. أصيبت قبل عامين في الكتف ومابش معي حتى قيمة دعامات لعلاجها للعظم".
طريق النزوح الطويل كُتب له التوقف هنا، ضمن سياسة الملفات المغلقة، في كبت وتغييب وتهميش واضح لا نهاية له.
الأمطار شاهد جديد
ينزّل الغيث وينشر رحمته.. لكن قد يأتي الغيث ليكشف وضع آلاف النازحين الذين خانتهم خيامهم، كما خانهم مبرر الوضع الراهن من جهات معنية.
يقول "علي بن احمد" أحد نازحي شمير لـ«المهرية نت»: "خيمنا انتهت ومابوش معانا لا فراش ولا أثاث..شوفوا جالس افرش كراتين تحتي.. ولما يوقع المطر نجلس واقفين"، بهذه الطريقة يعيشون بعدما تدفقت مياه الأمطار وسط خيامهم من جوانبها.
لماذا لايعودون؟
لم يكن يعلم الكثير من نازحي تعز والحديدة أن في انتظارهم قدرهم البئيس هنا، يقول "سعيد طالب" أحد نازحي تعز لـ«المهرية نت»: "نزحنا بسبب الحرب والآن زرعوا الألغام في بيوتنا وفي المنطقة كلها، وكيف شنقدر نرجع وقد حرقت بيوت وبعضها تدمر بالكامل وبعضها مزروع بالألغام وأنا شخصيا فقدت كل شي؟"
خيام خائنة!
لم يبقَ لهؤلاء البسطاء سوى أن يفترشوا كراتين، وتظللهم طرابيل مهترئة، وقليل من الفرش المقطعة والبطانيات البالية المنتهية، كل ذلك لا يقيهم البرد والمطر وقساوة الطبيعة.
ماذا عن الجانب الصحي؟
ويعيش الكثير من نازحي تعز والحديدة خصوصاً حالة صحية متدهورة إزاء انتشار الحميات والملاريا وعدد من الأمراض الموسمية.
مستشار أمراض القلب في قعطبة، مطيع العولقي كان قد كتب مقالا له أن أعراض كورونا انتشرت في غالبية القرى والمناطق..؛ هذا بالنسبة لكورونا في مديرية قعطبة، وهو المرض الذي يحتاط الجميع لانتشاره، ولك أن تفكر: ماذا عن الأمراض الموسمية الأخرى؟!
منظمات لاتصل
ويناشد هؤلاء النازحون الجهات المختصة والمنظمات الدولية سرعة إنقاذهم من وضعهم الراهن.
ورغم مايعايشونه من معاناة مباشرة، إلا أنهم أيضاً يعانون من تسلط جهات محلية على بعض الخدمات الشحيحة التي تقدمها عدد من الجهات المانحة.
يناشد "علي بن احمد" النازح من شمير المنظمات ويقول: "ينقذونا من هذه البهذله، ونشتيهم يجوا ينفذوا مشاريعهم مباشرة معنا لاننا بنسمع على منظمات تجي ومابنحصلش شي ياجماعه حرام عليكم.."
ويعاني ملف النازحين في قعطبة تحديداً تهميشاً كبيراً وتدنِ في تقديم خدمات الغذاء والسكن والدواء، ولاتعلم كيف يقضي الجميع حياتهم اليومية بهذه الطريقة؟! رغم تفقد «المهرية نت» خيامهم "في زيارة مفاجئة" كشفت خلو مخيماتهم من أي شيئ إلا النادر.
ويبقى السؤال المفتوح: بعدما ترك هؤلاء أملاكهم وأرضهم وكل شيئ للحرب وتجّارها..هل يصر المجرمون على سلبهم أرواحهم أيضا؟!