آخر الأخبار
العيد يشعل شوارع الضالع بالحياة رغم تخوفات "الجائحة العالمية"
فرحة الاطفال بالعيد في شوارع الضالع
الإثنين, 25 مايو, 2020 - 09:21 صباحاً
استقبل المواطنون في محافظة الضالع أول أيام عيد الفطر المبارك، بحفاوة وسعادة، رغم تخوفات انتشار فيروس "كورونا"، الذي أصاب العالم وحد من تحركاتهم ومؤخراً غزا اليمن.
وعلت مآذن المساجد الضالع هتافات التكبير والتهليل والتحميد، وخرج الناس نحو الساحات العامة للصلاة، فيما أشعلت أصوات الألعاب النارية ومرح الأطفال الحياة في شوارع المحافظة وقراها المجاورة.
وفي هذا الشأن، يقول هشام عبدالله أحد النازحين إلى محافظة الضالع لـ"المهرية نت": "صحيح نعيش نزوح لكننا نشعر بالحرية.. وكلما اتصلنا لمناطقنا ونشعر ببؤسهم في هذا العيد نشعر بأن عيدنا أجمل".
تحضيرات العيد
ويبدأ الناس في شراء ملابس العيد في الغالب قبل انتهاء شهر رمضان المبارك، وقبل العيد بيوم أو يومين يجلب غالبية السكان هدايا العيد من مكسرات وشكولاته وحلويات، لتمهيد فرحة عيد الفطر المبارك.
تحضيرات نسائية
ما يثير الدهشة في الأعياد، هو جمال الطبيعة مع لمسات الإنسان العربي الخالص، حيث تهتم المرأة اليمنية والعربية منذ ليلة العيد وما قبلها بأمور الحناء والخضاب والتنافس في أمور ذوقيات الملبس، كل ذلك لكي تكون الأجمل.
وفي صبيحة يوم العيد تخرج النساء بكامل أناقتهن لتقديم التمر والقهوة والمكسرات؛ ليتم تناولها قبل الذهاب لصلاة العيد.
وعند العودة وبعد أن تستقبل النساء أقاربهن، يكنَّ قد جهزن الكيك والحلويات والكعك مع القهوة والشاي الممزوجان بالحليب.
ما الذي يميز وجبات العيد؟
تعمل النساء على تحضّير وجبات تتناسب مع الانقلاب الروتيني من الصيام إلى الفطر، في إعداد وجبات خفيفة، قاعدتها الأساسية أن لا تتسبب سوء في الهضم للمعدة نتيجة تغير نمد الأكل من الصيام إلى الفطر.
وتقع على قائمة التحضير الرئيسية الكعك الخفيف والخال من الدسم، والكيك، مع القهوة الممزوجة بالحليب، وهناك مناطق تعد وجبات أخرى، تناسب خفتها على المعدة.
العادات الرجالية في عيد الفطر
يمضي السواد الأعظم من المواطنين أوقاتهم مع الأرقِ لا ينامون مطلقا إلا النادر؛ وذلك بعد شهر كامل من إحياء ليل رمضان.
وتبادل الكثير منهم ليلة العيد بين رفث وحب ومعايدات هاتفيه (..) حتى يؤذن لصلاة الفجر، وبعدها تبدأ مكبرات الصوت تصدح بالتكبير؛ لينهض الجميع للاغتسال ولبس الجديد، والتبكير نحو الساحات العامة لصلاة العيد.
يتجمع الناس زرافات ووحدانا حتى تنتهي صلاة العيد؛ ليتبادل الجميع التهاني والمعايدات، بيد أن هذا العام شهد إقبالا ضعيفا للغاية في محافظة الضالع وسط مخاوف تفشي جائحة كورونا.
وكان الملاحظ في كثير من مناطق الضالع هذا العام، هو استبدال المصافحة بالضرب على الصدر "السلام تحية" وهي مقولة يمنية تعني التحية في جائحة كورونا العالمية.
صبيان العيد والحياة
يقضى الأطفال عادة ليلة العيد في جمال الملبس، وكمية الألعاب النارية، وبعد الإفطار يتسابق الجميع ابتهاجا بعيد الفطر في إشعال سماء المناطق بالألعاب والنيران والضجيج، لمدة لا تزيد عن ساعة.
وفي صبيحة العيد تتبادل الأمهات والأقارب التهاني والمعايدات؛ ليبدأ الجميع بتناول وجبة الإفطار الأساسية.
وينتشر الجميع لزيارة الأقارب وفي جيوبهم مبالغ رمزية يدسها الزائر في جيب المضيف أو القريب.
أما الأطفال فمهمتهم الضجيج وإشعال الحياة في الأحياء والطرقات عبر الألعاب النارية وغيرها من آلات الألعاب الخاصة بهم.
"العيدية" عادة مقلقة
يمر الأطفال للبيوت يطرقون الأبواب بحثا عن العيدية، أو ما تسمى بـ"العوادة"، في اللهجة اليمنية غير أن هذه العادة في "زمان كورونا" مثلت أمرا مقلقا لكثير من النازحين في الضالع، كما يقول الناشط أحمد دحان.
ويضيف دحان لموقع "المهرية نت": صحيح أن عيد الفطر المبارك في الضالع، لم يكن كسوابقه في السنوات الفائتة بذات الكثافة والزخم، بل تربع الخوف من تفشي كورونا جميع الأنحاء، إلا أن العادات والتقاليد التي توارثها المواطنون لم يستطيعوا أن يكبحوها أمام فرحة العيد.