عيد الفطر في محافظة حضرموت هذا العام ليس كسابق الأعياد بعد أن أقرت السلطات اتخاذ إجراءات للوقاية من  جائحة فايروس كورونا ما يعني إلغاء وتقييد عادات وتقاليد لم تترك منذ القدم في مشهد لايكاد يستوعبه السكان.

في حضرموت، يحتفل الأهالي طوال أيام عيد الفطر بإقامة الفعاليات الكرنفالية والشعبية وارتياد متنزهات وسواحل المحافظة في حين يتبادل السكان الزيارات العائلية للتهنئة بالعيد.

لكن إصدار محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني، قرار بحظر التجوال خلال أيام عيد الفطر المبارك  هذا العام ،بدءا من الرابعة عصراً آخر يوم في رمضان وحتى الساعة الرابعة عصراً أول أيام العيد (24 ساعة) أربك روتين العيد بالمحافظة.

شمل قرار المحافظ أيضاً حظر التجوال من ثاني أيام العيد الساعة الثانية ظهراً وحتى الساعة السادسة صباحاً ويستمر حتى إشعار آخر.

وألزم التعميم المواطنين بأداء جميع الصلوات في المنازل مع استمرار رفع آذان الصلوات وتكبيرات العيد في المساجد من قبل الأئمة أو المؤذنين والالتزام بإغلاق المساجد.

كورونا ينتشر

قبيل حلول العيد، استمر تسجيل حالات مؤكدة بالفيروس خاصة في ساحل حضرموت، حيث تم تسجيل 10 حالات بينها 3 وفيات بيوم واحد كأعلى رقم يتم تسجيله مايرفع عدد الإصابات بالمحافظة إلى 50.

ووصلت حالات الوفاة بسبب فايروس كورونا 14 حالة وفاة و8تعافي بجميع مديريات المحافظة كثاني محافظة يجتاحها الوباء بعد محافظة عدن.

منذ قرابة الشهر ، تعيش المحافظة حظر تجوال ليلي، وإغلاق للمنافذ مع محافظات مجاورة ماضاعف معاناة السكان خلال شهر رمضان وتسبب في ازدحامات كبيرة في ساعات رفع الحظر.

لم يحظ حظر التجوال في محافظة حضرموت باستجابة كبيرة من السكان لأسباب مختلفة حيث استمر التجوال في وسط الأحياء السكنية وعدم مبالاة ملحوظة للوقاية الذاتية.

فجموع المصلين أدت شعائر صلاة العيد في أماكن متفرقة بحضرموت غير أن أشهر وأهم المصليات في الأعوام السابقة أعلنت عدم إقامة الصلاة تجنباً للازدحام.

جدل الحظر

أثار حظر التجوال في محافظة حضرموت خلال أيام العيد حالة من الجدل مابين مؤيد ومعارض في حين طالب آخرون بتعديل أوقاته.

صلاح بن هامل عضو المجلس المحلي بالمكلا ( معطل أعماله) قال إن خطورة انتشار فيروس كورونا و هشاشة النظام الصحي و الظروف الطارئة التي تمر بها اليمن يتطلب أقصى درجات الوقاية الذاتية قبل الرسمية.

وأوضح لـ"لمهرية نت" أن أوقات الحظر خلال أيام العيد متروكة لجهة الاختصاص، معتبراً القرار مناسباً إضافة لإعطائه فرصة للمواطن لاستكمال حاجيات العيد.

ويرى بن هامل أن الحظر مهم لتفادي انتشار الوباء مطالبا في ذات الوقت بمساعدة الأسر ذات الأدنى دخلاً في توفير متطلبات العيش و الوقاية من معقمات وغيرها.

الدكتور فهمي سالم يرى أن أوقات  قرار حظر التجوال ورفعه في ساعات طويلة باقي أيام العيد يناقض تزايد حالات فايروس كورونا بحضرموت ويعطي فرصة لانتشار الفايروس.

وأكد لـ"المهرية نت" أن السكان لايزالون في خطر كون تلك الفترة المسموح بها للتجوال كافية لانتقال العدوى وتفشي الوباء لا سمح الله، مشيراً إلى أن العيد مناسبة للازدحام والتزاور والمعايدات، داعياً لإعادة النظر في القرار بما يحقق هدفه في محاصرة الوباء.

ودعا لحظر تجوال كامل خلال الثلاثة أيام الأولى من العيد كونها ذروة العوادات العائلية مع إعطاء وقت قصير لقضاء الاحتياجات الأساسية.

انطفاءات الكهرباء

وفقا لتفاعلات ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عقب إعلان حظر التجوال، فإن انطفاءات الكهرباء في محافظة حضرموت تعد أهم مايجبر السكان على عدم الالتزام بقرار الحظر.

خلال شهر رمضان وأيام الأعياد، تتضاعف معاناة السكان خاصة بساحل حضرموت من انقطاعات التيار الكهربائي في ظل ارتفاع درجات الرطوبة في حين شهدت كهرباء وادي حضرموت تحسناً نسبيا.

ومع ماتتسبب به الإجراءات الاحترازية من وباء فايروس كورونا من أضرار على حياة السكان غير أن الكوادر الطبية مستمرة في المطالبة بالالتزام نظراً لتدهور القطاع الصحي.