آخر الأخبار
تصعيد أبين.. هل يكون المعركة الفاصلة بين الشرعية وحلفاء الإمارات؟
عناصر مسلحة تتبع الانتقالي الجنوبي_ وكالات
الجمعة, 15 مايو, 2020 - 11:15 صباحاً
عاد الخيار العسكري للواجهة من جديد بين القوات الحكومية ومليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، بعد فشل تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الطرفين مطلع نوفمبر الماضي برعاية السعودية وخطوات حلفاء أبوظبي الأخيرة المتمثلة في إعلان الحكم الذاتي للجنوب.
ومنذ أربعة أيام تتواصل المعارك بين القوات الحكومية ومليشيات الانتقالي في محافظة أبين، غير أن سير المواجهات يراوح مكانه دون تقدم واضح لأي من الطرفين اللذين يواصلان حشد المزيد من القوات والمعدات العسكرية.
وتدور المعارك الجديدة وسط صمت من التحالف العربي، وخاصة قطبيه الأساسين السعودية والإمارات، ما يثير تساؤلات حول هذا الموقف وما إذا كان هناك خلافا بين الطرفين جعل الرياض تعطي الضوء الأخضر للقوات الحكومية بالتقدم واستخدام القوة، أم يأتي ضمن تبادل أدوار لاستنزاف الطرفين اليمنيين أو ممارسة ضغوط للعودة إلى تنفيذ اتفاق الرياض.
وأعادت التطورات إلى الأذهان أحداث أغسطس الماضي بين القوات الحكومية ومليشيات الانتقالي، والهجوم العاكس الذي شنه الجيش من شبوة وصولا إلى أطراف عدن قبل أن توقف تقدمه القصف الجوي الإماراتي الذي أوقع 300 قتيل وجريح.
وخلافا لمعارك أغسطس الماضي باتت القوات السعودية هي المتواجدة داخل مدينة عدن إثر مغادرة القوات الإماراتية عقب اتفاق الرياض.
ويأتي التصعيد الجاري عقب إعلان الانتقالي في 26 من أبريل نيسان الماضي، تدشين الإدارة الذاتية للجنوب وحالة الطوارئ، الأمر الذي اعتبرته الحكومة انقلابا وتقويضا لاتفاق الرياض واستمرارا لتمرد أغسطس.
وخلال اليومين الماضيين، صعدت الحكومة من لهجتها، مهددة باستخدام القوة لردع الانتقالي والحفاظ على مؤسسات الدولة .
ضوء أخضر سعودي
وقال المحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني، إن ما يجري في أبين يأتي نتيجة تراكم مشكلات وأخطاء وانحراف مارسه التحالف العربي عندما خرج عن الهدف الذي جاء من أجله، تمثل في إنشاء الإمارات المليشيات، مع فشل السعودية قائد التحالف في معالجة المشكلة من أساسها.
وأشار في تصريح لـ"المهرية نت" إلى أن هذه المشاكل المتراكمة انفجرت فجأة في وجه الجميع، لافتا إلى أن معركة أبين تعد بالنسبة للانتقالي معركة مصيرية ونهائية إما ينتصر ويفرض شروطه أو ينهزم في زنجبار وفي عدن وينتهي من الوجود بالكامل.
ويرى الهدياني، أن الجيش الوطني يستطيع أن يخوض المعركة داخل زنجبار مركز محافظة أبين ولكنه يتعامل وفق خطط عسكرية سياسية ولا يريد أن يتورط في الوضع الإنساني الكارثي ويتجنب الضغوط الخارجية.
وذكر أن الجيش يرغب في خوض المعركة خارج المدن عبر حرب الاستنزاف لمليشيات الانتقالي التي لا تستطيع الصمود كثيرا مهما كان الدعم الإماراتي لها.
ويعتقد أن مليشيات الانتقالي ستنهزم مثلما هزمت سابقا في شبوة وأبين أمام الجيش الوطني الذي كاد أن يدخل عدن لولا تدخل الطيران الإماراتي.
وأضاف "اليوم وبعد تعثر اتفاق الرياض ومماطلة الانتقالي ورفضه تطبيق الاتفاق لم يكن من خيار أما الشرعية والسعودية إلا تنفيذ اتفاق الرياض بالقوة إضافة إلى الوضع الكارثي الذي تعيشه عدن يحتم على الدولة قانونيا وأخلاقيا أن تنقذ المواطنين من المليشيات التي لم تقم بمعالجة المشكلات الكارثية التي حلت بالمدينة.
ورجح أن يكون هناك ضوء أخضر من السعودية للحكومة اليمنية بحسم المعركة بشكل سريعا، مبينا أن كل المؤشرات والتعاطي الإعلامي لوسائل إعلام السعودية مع يجري في أبين يؤكد أن هناك ضوء أخضر واضح بحسم المعركة وإنهاء تمرد المجلس الانتقالي في أبين وعدن.
ووصف ما يجري في أبين بأنها المعركة الفاصلة بالنسبة للمجلس الانتقالي الذي دفع بكل قواته وأوراقه وآلياته وقياداته إلى أبين، مرجعا تأخر الحسم إلى اتخاذ الجيش الحكومي استراتيجية الاستنزاف وجر مليشيات الانتقالي إلى خارج المدن.
وأكد أن المعركة ستمضي إلى عدن كونها أساس المشكلة والتمرد، معتبرا أن الانتصار في أبين لن يكون له معنى ما لم يصل إلى عدن.
خيار غير مضمون النتائج
من جهته قال الباحث والمحلل العسكري في الشؤون اليمنية، الدكتور علي الذهب، إن معارك ساحل أبين ومراوحتها مكانها للأيام الماضية يكشف أن القوات الحكومية ليس لديها النية أو لا تستطيع تكرار ما حدث في أغسطس من هجوم معاكس على عدن وتوقفها في نقطة العلم بفعل استهداف الطيران الإماراتي للقوات المتقدمة.
وسرد الذهب في تصريح لـ"المهرية نت" العقبات التي تقف أمام تقدم الجيش، وفي مقدمتها التحصينات الدفاعية التي استعد بها المجلس الانتقالي وقواته في طريق عدن والمداخل المؤدية من عدن إلى شقرة وزنجبار، فضلا عن حقول الألغام التي وضعت في المناطق الرملية التي يمكن أن يتقدم من خلالها الجيش.
ويعتقد أن خيار المواجهة العسكرية الذي لجأت إليه الحكومة يأتي في إطار سياسة العصا والجزرة برضا من السعودية التي أخفقت في تنفيذ اتفاق الرياض بطريقة سياسية.
ويرى الذهب أن الخيار العسكري غير مضمون النتائج بالنسبة للقوات الحكومية لعدة أسباب من أبرزها أن الانتقالي مدعوم إماراتيا بالأسلحة والأموال إضافة عن وجود التفاف قبلي في مناطق الضالع ولحج لدعم الانتقالي وخيار الانفصال كما حدث في أغسطس الماضي.
وأكد أن السلطة الشرعية لم يعد لها نفوذ كامل في تلك المناطق، تستطيع من خلاله الحد من تدفق القبائل وانضمامها للانتقالي.
وأشار إلى أن هناك متقاتلين ذو توجه عقدي من سلفيين وجهاديين قد يكونوا من القاعدة وهناك أولوية عسكرية من المنطقة العسكرية الرابعة انضمت للانتقالي بقيادة فضل حسن وقائد المحور ثابت جواس.
ولفت إلى وجود احتمال أن يكون هناك دعم للانتقالي من ألوية العمالقة في الساحل الغربي وقوات المقاومة الوطنية التي قد تٌدفع في هذا الاتجاه.
وذكر أن وزارة الدفاع في الحكومة اليمنية تنظر في هذه المسائل بنظرة دقيقة وتعمل لها حسابا.
وبين أن هناك أولوية أخرى يمكن أن تعطل تقدم القوات الحكومية او إمدادها مثل لواء بارشيد المرابط بين حضرموت وشبوة أو حدوث قلاقل أمنية داخل المكلا الأمر الذي كشف عنه توجس محافظ حضرموت ورفع جاهزية قواته وارتفاع نبرة خطابه التحذيري لمن يحاول المساس بأمن حضرموت الساحل.
وخلص إلى أن الوضع حاليا لا يؤهل الجيش لخوض معركة كالتي خاضها في أغسطس الماضي عبر الهجوم المعاكس.
وأوضح أن السعودية والإمارات يبدو أنهما غير متفقتين، ما جعل الخيار العسكري متروك للطرفين على أن لا يكون هناك تدخل من قبلهما بالطيران أو الدعم، مؤكدا أن الواقع سيكون خلاف ذلك.
وقال "هناك تنافس بين السعودية والإمارات على تقاسم مكاسب الحرب في المحافظات الجنوبية وخاصة عدن وشبوة".
وأشار إلى أن هذا يؤدى إلى دفع كل طرف بحلفائه لخوص معركة قد تسفر عن حلحلة الوضع سياسيا أو السماح بانتصار طرف على آخر.