وسط تفشي فيروس كورونا في اليمن، تستمر أمراض معدية أخرى بحصد عشرات الأرواح في مدينة عدن لأكثر من شهر، يرافقها انهيار شامل للخدمات وإغلاق للمستشفيات الرئيسية لا سيما بعد تفشي جائحة كوفيد19 في المدينة. 

وفي أخر تصريح حيال ذلك، أكد رئيس مصلحة الأحوال المدنية بالعاصمة المؤقتة عدن اللواء سند جميل، عن تسجيل 73 حالة وفاة بالمدية يوم الأحد دون معرفة الأسباب حتى اللحظة.

وفي وقت سابق، قال مصدر حكومي يمني، لوكالة الأناضول، مفضلا عدم الكشف عن اسمه: إن "القائم بأعمال مديرية الشيخ عثمان وسط عدن، علي عبد المجيد، توفى نتيجة إصابته بوباء يرجح أنه مرض الشيكونغونيا الذي حصد أرواح العشرات من السكان".

وفي 3 مايو الماضي، كشفت إحصائية خاصة لـ"المهرية نت"، عن وفاة 50 حالة بسبب الحميات في العاصمة عدن خلال الفترة من يناير إلى منتصف إبريل الجاري، من العام 2020.  

وبينما أعلنت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ إن عدد الاصابات بفيروس كورونا في عدن حتى 8 مايو هو 25 حالة إصابة فقط و4 وفيات حمَّلت الحكومة اليمنية المجلس الانتقالي الممول من الإمارات مسؤولية الوضع الصحي في عدن، بعد ظهور أوبئة عدة وإصابات.

والجمعة، طالب ممثلو محافظة عدن في البرلمان اليمني، السعودية بالتدخل لإنقاذ سكان المحافظة من الأوبئة وأنواع الحمى المنتشرة فيها وآخرها فيروس كورونا.

وقالوا في رسالة إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، إن "فيروسات وأوبئة قاتلة تودي بحياة العشرات يوميا، في ظل عجز تام للنظام الصحي في المدينة".

وتنتشر في عدن إلى جانب فيروس كورونا، أوبئة عدن كـ"الضنك"، و"الشيكونغونيا" (المكرفس)، و"الكوليرا" و"الملاريا"، جراء الأمطار التي مثَّلت بيئة خصبة لعودة الأوبئة التي يعاني منها الشعب منذ سنوات.  

وأغلقت العديد من المستشفيات الخاصة في مدينة أبوابها أمام المرضى والمراجعين بما فيها ثلاث مستشفيات رئيسية وهامة، وسط تخوفات من السكان من تفاقم الوضع جراء تفشي العديد من الأوبئة الفتاكة إلى جانب "كورونا".

وتشهد المدينة منذ أسابيع موجة احتجاجات شعبية، منددة بتدهور الخدمات الأساسية بما فيها الصحة والمياه والكهرباء، وسط موجة من الصراع المستمر بين المجلس الانتقالي الممول من الإمارات والمسيطر حالياً على عدن والحكومة اليمنية الشرعية.  

وتواجه الجهات المسؤولية في عدن تحديات بسبب رغبة "الانتقالي" في إدارة الأمور دون أدنى مسؤولية، وهو ما يرفضه بعض القائمين مما يدفع بالوضع في المدينة إلى مزيد من الانفجار والكارثة، وفق تعبير مراقبين للوضع في اليمن.