تفاعلت جهات دولية عدة مع واقعة إعدام جماعة الحوثي لتسعة مواطنين يمنيين بدعوى المشاركة في مقتل قيادي حوثي قبل أكثر من ثلاث سنوات  . 

وكانت الجماعة المدعومة من إيران قد أقدمت السبت على إعدام تسعة مواطنين من أبناء محافظة الحديدة بشكل علني وسط ميدان التحرير في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرتها ، وذلك بعد سنوت من الإخفاء والمحاكمة السرية والتعذيب بتهمة التعاون مع التحالف الذي تقوده السعودية في تصفية القيادي الحوثي "صالح الصماد" في 2018 . 

الأمم المتحدة وسفارتا واشنطن ولندن لدى اليمن أدانوا الجريمة ، وعدوها عملاً وحشياً لا يستند إلى إجراءات قضائية عادلة ، مع إشارة خاصة إلى أحد الضحايا ، وهو " عبد العزيز الأسود" الذي أعدمته الجماعة وهو في السابعة عشر من عمره بعد ما يزيد عن ثلاث سنوات من الاعتقال والتعذيب .

عمل همجي 

الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرتش" أعرب عن " أسفه الشديد" لقيام الحوثيين بإعدام الأفراد التسعة ، مؤكداً على معارضة الأمم المتحدة لعقوبة الإعدام في " كل الظروف" ، ومنوهاً إلى ضرورة توافر شروط صارمة يحددها القانون الدولي لتنفيذ هذا النوع من العقوبة .

وفي بيان صحفي للناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة " ستيفان دوغاريتش" أمس الأحد  ، حث " غوتيرتش" جميع الأطراف وجميع السلطات على تعليق العمل بهذه العقوبة .

من جهتها ، وصفت السفارة الأمريكية في اليمن ما أقدم  عليه الحوثيون من إعدام وحشي ل9 مواطنين " بعد محاكمة صورية ، وبعد سنوات من التعذيب والانتهاكات "  بأنه " همجية " ، داعيةً إلى إيقافها . 

وأشارت القائمة بأعمال السفير " كاثي ويستلي" أمس الأحد إلى حادثة استهداف " ميناء المخا" قبل أيام من قبل الحوثيين ، معتبرةً أن ذلك يحدث كنتيجة لعدم اكتراث الحوثيين لحقوق الإنسان الأساسية .

ولم تتأخر السفارة البريطانية في اليمن عن الالتحاق بنظيرتها الأمريكية ، حيث أكدت على وحشية إعدام اليمنيين التسعة واصفةً إياه بأنه " تجاهل صارخ للعدالة " ، وداعيةً الحوثيين في نفس الوقت إلى الالتزام بالقانون الدولي .

غضب محلي مستمر 

ولم يتوقف غضب اليمنيين تجاه الجريمة ومرتكبيها بعد مرور يومين على الواقعة ، فقد توالت التعبيرات الرافضة لجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، والمنادية بوضع حد لها ولانتهاكاتها بحق اليمنيين . 

" هذه البشاعة التي شهدها العالم ليست جديدة في سجل الحوثيين ،" لاحظ الباحث اليمني " أحد ناجي " في تغريدة له على حسابه فيموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ، متابعاً :" إنها فقط إحدى الجرائم التي شاهدناها بتفاصيلها أمام الكاميرا " ؛ وفسر ناجي حرص الحوثيين على إعلان تنفيذ الإعدام بأن له " أغراض سياسية" ، منهياً تغريدته بالتأكيد على أن " ثمة آلاف الجرائم التي يرتكبها الحوثيون دون أن نراها أو نملك القدرة على تخيلها" .

الكاتب والباحث " حسين الوادعي " بدوره ذكر المتابعين بأن المليشيا الحوثية " أصدرت أكثر من 400 حكم إعدام سياسي ، بعضها نُفذ في سرية تامة والقليل خرج إلى العلن ، ولم ينجُ إلا الذين كانوا قد غادروا البلاد قبل الحكم عليهم" . 

ويستمر القضاء الحوثي منذ سنوات في إصدار أحكام الإعدام بحق سياسيين ونشطاء حقوقيين وصحفيين من المناهضين للجماعة ضمن مسعاها لإرهاب الفضاء العام وإحكام قبضتها على المجتمع في مناطق سيطرتها .

وفي ختام تغريدته على حسابه على تويتر ، أورد الوادعي أن مليشيا الحوثي تتصدر القائمة العالمية للسلطات الأكثر إصداراً لأحكام الإعدام السياسية إلى جانب إيران والصين . 

وفي الأثناء أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة لإقامة صلاة الميت الغائب على أرواح الضحايا التسعة الذين أعدمهم الحوثيين ، حيث يُنوى أداؤها ظهر اليوم الإثنين .