آخر الأخبار

مع تنامي السخط ضد الجماعة.. هل تنجح قبائل البيضاء في طرد الحوثيين من قلب اليمن؟

توتر حاد في البيضاء بين القبائل والحوثيين_المهرية نت

توتر حاد في البيضاء بين القبائل والحوثيين_المهرية نت

المهرية نت - البيضاء_خاص
الثلاثاء, 05 مايو, 2020 - 10:23 صباحاً

حلم جماعه الحوثي في السيطرة على اليمن جعلها تستخدم كل الأدوات والأساليب وتتفنن فيها وبشكل مستمر على مدار خمس سنوات؛ لكن يبدو أن تلك الوسائل والأساليب لإخضاع اليمنيين لسلطة الجماعة باتت غير مرغوبه وتنعكس سلبا على الجماعة مع مرور كل يوم، ومع كل عمل يؤدي إلى إذلال اليمنيين.

 

 وقضية قتل جماعة الحوثي لجيهان الأصبحي في البيضاء بات المسمار الأخير في نعش جماعة الحوثي ووجودها في اليمن، ولم يتبق سوى دق جرس نهاية الجماعة جزاء لممارساتها المستمرة واللا إنسانية بحق اليمنيين في كل مكان .

 

وتشكل محافظه البيضاء أهميه استراتيجية كبيره في الحرب مع جماعه الحوثي، حيث توصف بأنها قلب اليمن، كونها ترتبط بحدود مشتركه مع أكثر من ثمان محافظات يمنية، وهذا أغرى جماعة الحوثي منذ البداية في السيطرة على محافظة البيضاء لقطع الطريق أمام الشرعية في مواجهه الجماعة ووقف طموحاتها التوسعية نحو المحافظات اليمنية ولذلك سعت إلى السيطرة عليها منذ أول وهلة وكانت ذريعة القاعدة هي سبب سيطرة الحوثي على البيضاء.

 

 

إذلال ممنهج

 

تعمل جماعه الحوثي عند كل خطأ يرتكبه مشرفوها في مناطق سيطرتها بحق الأهالي والقبيلة اليمنية على المسارعة في لملمة ما تستطيع  عندما ترتكب الأخطاء التي تشعر أنها تهدد وجودها، أو تجمع القبيلة والناس عليها، وبالتالي يكون ذلك منطلقا لخطر داهم قد يغير لعبتها ويكشف خيوط لعبتها أكثر، وأن كانت مكشوفة  للجميع.

 

  وما فعلته الجماعة مع قبائل كثيرة واستخدمت  الجزرة أحيانا والعصا حينا آخر لكسر هيبة القبيلة وإخضاعها  للقبول بسلطه الجماعة كأمر واقع .

 

ولا يخفى على أحد أن تلك الممارسات التي يقوم بها مشرفو الجماعة وقياداتها من وقت لآخر، والتى تمس الهوية اليمنية والقبيلة في الصميم.

 وتعمل الجماعة بشكل مستمر على إذلال القبيلة والتنكيل بها أينما وجدت  لإجبارها على الخضوع التام لسلطة الجماعة  وتقديم قرابين الولاء والخضوع في إذلال متعمد تمارسه الجماعة بإتقان بين الفينة والأخرى بحق القبيلة في اليمن.

 

النصيب الأوفر

 

قبائل البيضاء، نالت النصيب الأوفر من عملية احتواء مستمرة عبر عمليات تأديب وأعمال تتنافى مع قيم القبيلة، وكل ذلك لإجبار قبائل المحافظة الواقعة تحت سلطه الجماعة على تقبل فكره سيطرة الجماعة والاحتكام لها بدلا عن الأعراف السائدة في القبيلة.  

 

لكن القبائل في البيضاء، مشهورة منذ القدم بعداوتها التاريخية لسلطة الإمامة  ورفضها الانصياع لسلطة الفرد وتهميش القبيلة، ناهيك إخضاعها وإذلالها بطرق تنال من سمعه القبيلة وشرفها، وقد قامت عده حروب  بين قبائل البيضاء والأنظمة الإماميه التي تعاقبت على حكم اليمن لقرون طويله.

 

اتهامات مسبقة 

 

كعادتها تعمل جماعة الحوثي على إلصاق كثير من التهم بضحاياها، ولذلك اتهمت آل الأصبحي  بالعمل إلى جانب القاعدة  لتبرير قتلها جيهان بنت القبيلة كما عملت على اتهام بعض المشايخ الذين تصدروا قضية الفتاة جيهان باعتبار قتلها  عيب قبلي كبير ويمس شرف قبائل البيضاء.

 

ومن ضمن المشايخ ياسر العواضي أحد مشايخ ردمان بالبيضاء، وكانت تلك التهم عباره عن تغريدات لقيادات الجماعة مثل تغريدة حسين العزي وغيره.

 

لكن جماعه الحوثي أدركت أن اتهاماتها المسبقة للنيل من الضحية وكسب الناس إلى جانبها لم يلق ما كانت تعتقده، بل انقلبت الأمور بشكل عكسي وتحولت القضية إلى قضية تهم الجميع.

 

تفاعل واسع

 

تفاعل المجتمع والقبيلة في البيضاء بشكل كبير في ما يتعلق بقضية المرأة جيهان الأصبحي  انتقل الى المجتمع في اليمن بشكل عام وظهرت ردود أفعال منددة ومشدده على معاقبة جماعه الحوثي وضرورة تسليم الجناة إلى العدالة  وألقى التفاعل الواسع بظلاله على وجود جماعه الحوثي في البيضاء بشكل عام واعتبارها جماعه تهدد الأمن والسلم الأهلي والدعوة إلى التعامل معها وطردها من المحافظة بشكل عام.

 

قضية رأي عام 

 

اليوم أضحت قضيه جيهان أحد نساء قبيله الأصبحي  بالبيضاء، حديث الناس في المحافظة بل أصبحت أكثر من ذلك حيث تحولت إلى قضيه رأي عام يخص المجتمع اليمني ككل.

 وتقول مصادر أن دولا تدخلت في القضية مثل سلطنة عمان  لحلها، ولذلك سعت جماعه الحوثي وسارعت بكل السبل والوسائل إلى حل هذه القضية خوفا من اتساعها لتشكل رأيا عاما قد يغير من أوضاع جماعه الحوثي في اليمن ويحيل أحلامها الوردية في إخضاع القبيلة إلى سراب.

 

محاوله احتواء

 

 من أبرز الخطوات التي عملتها الجماعة حسب معلومات خاصة من مكتب مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، فقد حصل توصل بينه وبين الشيخ ياسر العواضي واتفقا على إحالة الجناة للقضاء للتحقيق، ونزول لجنة من كل من حسين حازب وصادق المراني وجمال عامر(قيادات موالية للحوثي) لـ البيضاء والالتقاء بالعواضي لحل كل الإشكالات المتعلقة بتجاوزات مشرفي الحوثيين في محافظة البيضاء.

 

وتعد تلك الخطوة من جماعة الحوثي شعور بالخطر من تصاعد  الرأي العام في البيضاء واليمن بشكل عام رفضا لممارساتها المستمرة بحق المدنيين والأهالي رجالا ونساء ذكورا وإناثا كبارا وصغارا.

 

ومهما تكن جدية الخطوة وصدقيتها إلا أنها محاولة واضحة لاحتواء التهديد المتزايد من إجماع الرأي العام على رفض ممارسات الجماعة بحق الناس في أي مكان وفي أي منطقه أو قبيله في اليمن ويمس شرف المجتمع.

 

ويرى مراقبون ومحللون أن استمرار جماعه الحوثي في إذلال القبيلة في اليمن وبطرق وحشية ومستمرة لن يعطى سوى نتائج عكسية، وهو ما ظهر مؤشراتها في قضيه جيهان كخطوة أولى واستمرار الجماعة في نفس ممارساتها لإذلال القبيلة واليمنيين لن يزيد سوى من تأليب الرأي العام عليها يوم بعد يوم وزيادة أعداد الناس غير المتعاطفين مع الجماعة داخل البيضاء وفي المجتمع اليمني بأسره.

 

وتعد محافظه البيضاء أحد المحافظات التى لا تحظى فيها جماعه الحوثي بحاضنه اجتماعيه تبرر لها أعمالها بحق القبيله والأهالي هناك  وزيادة الأعمال العدائية ضد أهالي وقبائل البيضاء، لن يزيد سوى من سوء أوضاع جماعة الحوثي وحركتها  داخل المحافظة وفي مناطق سيطرتها. 

 

تهديد مزدوج

 

ويرى مراقبون أن استغلال الشرعية لقضية جيهان، تهديد مزدوج لجماعة الحوثي إذ أن الشرعية بإمكانها عمل وبناء شراكة أقوى وتعزيز علاقتها بالقبيلة والأهالي في البيضاء لمواجهة الجماعة وأعمالها القمعية والإذلال بحق القبيلة وهذا يزيد من فرص طرد الجماعة من البيضاء.

 

ويحتاج ذلك لتنسيق أكبر وإدارة أذكى مع القبائل لتحقيق ما لم يتم تحقيقه عبر الجبهات وبطرق أقل كلفه وأكثر سرعه وأشد تأثيرا، إذ أن القضية تهم الجميع والجميع يعاني من الجماعة وأعمالها المستمرة لسنوات، وقد جاءت الفرصة لتحقيق أهداف الجميع في التخلص من جماعه الحوثي وطردها من البيضاء.

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية