آخر الأخبار

شلت الحركة التجارية وضاعفت المعاناة .. الكوارث والأوبئة تكدر أجواء رمضان في عدن (تقرير)

ازدحام الأسواق الشعبية في عدن رغم تفشي كورونا

ازدحام الأسواق الشعبية في عدن رغم تفشي كورونا

المهرية نت - عدن - خاص
السبت, 02 مايو, 2020 - 11:27 مساءً

يحصد الموت الغامض المجهول بالعاصمة عدن، عشرات الضحايا، دون معرفة الأسباب المؤدية الى الوفاة، حتى الآن، وحسب إحصائية خاصة لـ"المهرية نت"، بلغت الوفيات بسبب الحميات خلال الفترة من يناير إلى منتصف إبريل الجاري، من العام 2020، الى (50) وفاة، موزعة على المديريات الآتية: دار سعد 13، الشيخ عثمان 8، خور مكسر 7، المنصورة 7 ،المعلا 6، البريقة 5، صيرة 2، التواهي 2.

 

وفي سياق متصل، خلفت مياه الأمطار والسيول، مع دخول أول أيام شهر رمضان المباوك الى سقوط أكثر 14 شخص بينهم نساء وأطفال وتضرر عدد من المنازل وقد تضرر بنسبة 70% من سكان المدينة.

 

مع كل هذه الكوارث الا أن أبناء العاصمة عدن حريصون كل الحرص على تحقيق بعض العادات الرمضانية مع تسجيل أول إصابات بحالات مشتبهة بفيروس كورونا، متزامنا مع تغير في حركة الأسوق الرمضانية.

 

وقال تجار مركز "شمسان مول"، في تصريح خاص لـ"المهرية نت"، الإعلان عن تسجيل حالتي وفاة بكورونا ضرب أجواء رمضان، وحركة الاسواق التجارية والشعبية. فقلة الحركة نوعا ما' واثير الرعب والخوف بين الناس، مما أضعف بلاشك الاجواء الرمضانية' واغلقت على أثرها بعض المحلات التجارية.

 

وتتصدر مديرية المنصورة بلوك "31"، الأكثر تسجيلا للإصابات والوفيات بالحميّات ان لم تكن بفيروس كورونا، وقال صالح أحمد، مواطن، إن سقوط الوفيات في المديرية كسر عادته السنوية في قضاء شهر رمضان، بعدن، مما يستعد للسفر لقريته في لودر ابين حيث تسكن عائلته.

 

مأكولات رمضان

 

على الرغم من التدابير احترازية عقب تسجيل حالات كورونا في العاصمة عدن، إلا أن المدينة أظهرت إزدحاماً ومزاحمة، في بعض الأسواق الشعبية، حيث يصر الزبائن على التواجد في الأسواق الشعبية، مع استهتارهم بوسائل الحماية الشخصية حيت تغيب الكمامات أوقات التسوق.

 

وفي مدينة الشيخ عثمان تنتشر أكثر 200 موقع لبيع المأكولات الشعبية الرمضانية' وبحسب الباعة تتصد السنبوسة واللحوح الذرة الاكثر مبيعاً في الاسواق' وهذا ما ذهب اليه الحاج سعيد منصر' أحد سكان مدينة الشيخ عثمان ان. أكلة السنبوسة" لاتفارق المائدة العدنية فهي عادة اعتاد عليها ابناء عدن منذ القدم، ومن أنواعها، السنبوسة بالبطاط "وهذا الكل يستخدمها لبساطتها وقلة تكلفتها'.

 

وأوضح "منصر"، وتتنوع أكلة "السنبوسة" فمنها السنبوسة بالدجاج، وباللحم، والجبن والبطاط الى جانب سمك اللخم' وهذه لها عشاق ومحبين وتمتاز السنبوسة الجيدة' بطبخها بزيت نظيف خالي من "الكولسترول" وعدم تكرار الطبخ فيه. 

 

وأشار إلى أن اللحوح لقى رواج هذا السنة من حيث البيع فصارت بيوت، تعيش عل بيع اللحوم" خاصة الذرة والدخن' لما له من مذاق جيد' الا ان الإجراءات الاحترازية حالة دون ذلك، موضحاً ان انتشار بيع اللوح والحقين في اسوق الشيخ عثمان' جاء بعد تدخل فئة النازحين من الحديدة وتهامة وزبيد في صناعته.

 

عادات مقيدة

 

 ويحرص أبناء العاصمة عدن على المظاهر التعبدية كالتراويح' وصلاة الجماعة، ولكنها رغم الإجراءات الاحترازية لا تؤدى الا بنسبة 20% من مساجد العاصمة عدن، فيما 80% من المساجد أقفلت أبوابها واكتفى المؤذنون برفع الأذان لدى حلول موعد كل صلاة، تقيدا بالتعليمات الصحية التي أصدرها وزير الأوقاف القاضي د/ أحمد عطيّة، في إطار الإجراءات الرامية إلى الحد من انتشار وباء "كوفيد 19"، والتي شملت تعليق الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة التراويح التي يقبل المصلون على أدائها بكثافة.

 

وقال المؤذن، سامر الدويل، أن تفشي الأوبئة والحميّات، أضعفت حركة الأسواق، وتلاشت بعض الأجواء الرمضانية، كموائد الإفطار الخيري، التي اختفت من المساجد التي لم تلتزم بالإجراءات الاحترازية، كما غابت تماما مطاعم الخير المجانية التي كانت تنفذ طوال شهر رمضان المبارك وسط المدينة، وكانت تستهدف عابري السبيل، والمحتاجين والفقراء.

 

كما يستعد الباعة ببيع الحلويّات التي تمتاز بها المدينة، منها تلك المعدّة بالقشطة اللذيذة والمحلاة بالسكر والقطائف المحشوّة والمزيّنة بالفستق، وقد تأثرت صناعة الحلويات العدنية بالحلويات العربية والهندية، لعل أبرزها حلوى الصوري وحلوى الفيل والهريس، فيما تعتبر حلوى “اللبن، اللدو، الجلاب، افلتون، القمرية، المشبك، الميسور، الماوى، وحلوى الجزر وغيرها.

 

وتحظى الفواكه الموسمية بقدر من الأهمية لدى الشارع في عدن في رمضان، منها: (الشمام والبطيخ، والمانجا، والبابيا) ، كما تحرص الكثير من الاسر على اغتناءها من الأسواق، وحول أسعارها يقول، محمد غالب ـ بائع خضار، ان سعر الكيلو من الشمام يصل 300 ريال، بينما يصل سعر البطيخ 500 ريال، في حين وصل سعر المانجا 500 ريال للكيلو الواحد.

 

وينتشر صناع المشروبات في شوارع عدن يحيط بهم الزبائن من كل ناحية طمعاً في مشروب يروي العطشان من ظمأ النهار ومن هذه المشروبات، شراب الأناناس والبرتقال.

 

فيما بدأت أزقة وممرات سوق الطويلة والزعفران ضعيفة الحركة، إذ كانت تمتلئ تلك الممرات بالمشترين قبل أيام من بدء الموسم الرمضاني، فيما ظلت أسواق بيع القات ممتلئة بالمواطنين في دون ارتداء أي مظهر من مظاهر السلامة الصحية.

 

ويعد شهر رمضان من أكثر المواسم التي تزدهر فيها الأسواق وتنتعش تجارة الباعة وأصحاب محلات بيع المأكولات الرمضانية، و الحلويات والأجبان والفواكه الجافة والتوابل، إذ تحرص فيه العائلات العدنية على تأمين ما لذ وطاب من المأكولات الرمضانية التي قل غيابها عن موائد الإفطار بغض النظر عن المقدرة الشرائية للمواطنين، كما يعول العديد من التجار خلال شهر رمضان على إحياء تجارتهم وتعويض الكساد الذي يشهدونه خلال بقية السنة.

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية