آخر الأخبار
تصعيد "الانتقالي" في سقطرى.. حلقة جديدة في مسلسل العبث الإماراتي باليمن
الإمارات تحاول تعزيز وجودها في سقطرى_ الجزيرة
السبت, 02 مايو, 2020 - 01:57 مساءً
تمثل التطورات المتلاحقة بمحافظة أرخبيل سقطرى، والتي دخلت مرحلة الصراع المسلح فصلا جديدا من المعارك التي تخوضها الإمارات ضد الحكومة اليمنية الشرعية وتقويض سيادتها وحضورها في المحافظات المحررة.
والجمعة، شن متمردو مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي، هجوما بالآليات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في محاولة لاقتحام مدينة حديبو عاصمة سقطرى.
ولاقت المحاولة التي تعد الأعنف والثانية خلال يومين، فشلا ذريعا عقب تصدي القوات الحكومية التي تفتقر للسلاح النوعي مقارنة بالمتمردين الذين استولوا على العتاد العسكري من قيادة اللواء أول مشاة بحري، بتواطؤ من القائم بأعمال قائد اللواء ورئيس الأركان العميد ناصر قيس، عقب رفضه وعرقلته المستمرة تسليم اللواء للقائد الجديد المعين من الحكومة العميد طيار ناشر باجري.
وأسفرت اشتباكات الجمعة عن سقوط قتيل وجرحى من المتمردين، والتوصل إلى اتفاق للتهدئة، يشمل انسحاب الطرفين من المواقع وتسليم كافة النقاط لقوة مشتركة من الأمن والبحرية اليمنية والقوات السعودية.
وأثارت الأحداث الأخيرة بسقطرى، تساؤلات حول مهام القوات السعودية الضخمة في سقطرى، وبقائها على الحياد دون دعم القوات الحكومية التي تقول السعودية إنها تدخلت لإسنادها ودعمها.
وتصاعدت وتيرة التطورات في سقطرى، عقب إعلان المجلس الانتقالي، السبت الماضي حالة الطوارئ والإدارة الذاتية للجنوب، وزادت وتيرها مع تزايد الرفض المحلي والدولي للخطوة التي اتخذتها أدوات الإمارات التي تعد ثاني أكبر دولة مشاركة في التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
أحداث مترابطة
وفيما يبدو أن المستجدات جاءت حصيلة للأحداث التي شهدتها سقطرى خلال الأشهر الأخيرة، أبرزها إعلان ثلاثة كتائب عسكرية بمحافظة أرخبيل سقطرى، في 14 من أبريل الجاري، تمردها على الحكومة وولاءها ودعمها لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات.
تمرد الثلاث الكتائب جاء عقب تمكنت القوات الحكومية بسقطرى، في 11 من أبريل من السيطرة على معسكر قوات الأمن الخاصة، عقب طرد متمردين موالين للمجلس الانتقالي سيطروا على المقر منذ قرابة شهرين عقب رفض قائده قرار إقالته.
وسبق تلك الأحدث الهجوم محاولة اغتيال محافظ سقطرى رمزي محروس، من قبل مليشيات الانتقالي التي هاجمت منزله في 8 من أبريل الماضي بالتزامن مع اختطاف المليشيات ي مدير ميناء سقطرى رياض سعيد.
وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلنتا الكتيبة الثالثة وكتيبة حرس الشواطئ التابعتين للواء الأول مشاه بحري بسقطرى، تمردهما على الحكومة ودعمها للمجلس الانتقالي.
مسلسل عبث الإمارات
ويقول الصحفي والناشط الحقوقي، محمد الأحمدي، إن ما يجري بسقطرى حلقة أخرى في مسلسل العبث الإماراتي في اليمن، والذي يهدف في المحصلة النهائية إلى محاولة الإجهاز على ما تبقى من الحضور الشكلي في الجغرافيا اليمنية وعلى المستوى السياسي.
وأوضح في تصريح لـ"المهرية نت" أن الأحداث في سقطرى تكتسب أهمية من حيث الموقع المهم والاستراتيجي للجزيرة بالنظر إلى الصراع المائي الإقليمي والدولي.
وذكر أن هناك محاولة لاجترار محاولة الانتقالي المدعوم إماراتيا في عدن وتطبيقها في سقطرى، مشيراً إلى أنه في نفس الوقت هناك محاولة حثيثة للقضاء على أي وجود رمزي للشرعية في أهم المناطق الحيوية اليمنية كسقطرى والجزر اليمنية والسواحل الموانئ والمطارات.
ولفت إلى أن تلك المواقع السيادية تحاول الإمارات وبتواطئ سعودي واضح السيطرة عليها وإخلاء أي تواجد للشرعية فيها بذرائع لم تعد تنطلي على أحد.
وأكد أن الإمارات تخطئ في حساباتها لأن اليمنيين لن يفرطوا في تراب ووحدة الأرض وحقهم في استعادة الدولة اليمنية وسيادتها على كل الجغرافيا.
وأضاف "اليمنيون مسنودون بإداراتهم وحقهم بموجب القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية سيعملون على حماية جزيرة سقطرى وكل شبر في الأرض اليمنية من أي محاولات السطو ومصادرة حق السيادة الوطنية".
ودعا الحكومة اليمنية، إلى أن تتبنى دون تأخير موقفا واضحا في حق الشعب اليمني في الدفاع عن السيادة الوطنية حتى لا يحاول البعض تجريم أي كفاح بكافة مستوياته لحماية السيادة الوطنية ومصالحهم العليا.
وبين أنه يتوجب على الشرعية في ضوء هذه التطورات إعادة رسم خارطة تحالفاتها الدولية والإقليمية بما يحمي حضورها ووجودها السياسي والجغرافي.
محاولة مقايضة
من جانبه، يرى المحلل السياسي، عبدالرقيب الهدياني، أن هناك تلازما وتناغما بين الأحداث في عدن وسقطرى.
ويعتقد في تصريح لـ"المهرية نت" أن الإمارات أيقنت أنه لم يعد لها موطئ قدم في عدن وأبين وشبوة، ولذلك تحاول اليوم أن تقايض ما يحصل بعدن للتنازل عنها وتتسلم وتعزز مواقعها في جزيرة سقطرى.
وأضاف "يبدو أن السعودية راضية بهذه القسمة والنتيجة، لكنها لا تريد أن تظهر بشكل سافر وتلعب حتى اليوم دور الوسيط في سقطرى".
وأشار إلى أن السعودية وقوات الواجب التي جاءت قانونا لحماية الشرعية، تتحول اليوم إلى دور الوسيطـ لافتا إلى أن الإمارات تحاول بكل قوتها أن لا تخسر كل شيء باليمن خصوصا أن قواتها بعدن لم تعد قادرة أن تعمل شيء لتغيير الموازيين ومنع السيطرة عليه.
وذكر أن الإمارات تسعى لتعويض خسائرها وعبثها بالسيطرة على سقطرى التي يعمل الانتقالي لأجندة تمكين أبو ظبي من السيطرة عليها.