آخر الأخبار

طقوس تعز الرمضانية.. أجواء فرائحية نغصتها الحرب وكورونا (شاهد)

كتابة عبارات وطنية ورمضانية بالرماد المعجون بالبنزين في أحد شوارع تعز

كتابة عبارات وطنية ورمضانية بالرماد المعجون بالبنزين في أحد شوارع تعز

المهرية نت - تعز - خاص
السبت, 02 مايو, 2020 - 12:20 صباحاً

استقبلت اليمن شهر رمضان المبارك هذا العام بأثقال جديدة، أضيفت إلى تراكمات خمس سنوات من الحرب، غير أنها لم تمنع المواطنين والأطفال وكبار السن من عادات وطقوس الشهر الكريم.

 

ويمر اليمن بظروف اقتصادية صعبة، ضاعفتها أصداء جائحة كورونا خصوصا بعد إعلان عن إصابات مؤكدة في عدن وتعز، وتقليص المساعدات الإنسانية كنتيجة لغياب الدعم مع انشغال العالم بوباء كوفيد19.

 

وأعلن برنامج ‫الأغذية العالمي، الأربعاء،  تقليص مساعداته إلى النصف، تفاديا لتوقف المساعدات بشكل كامل في المستقبل، بسبب نقص التمويل، وصعوبة العمل في بعض مناطق اليمن، وفقا للبرنامج.

 

ويعيش عدد كبير من اليمنيين على المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج ومنظمات الأمم المتحدة، في ظل حرب أدت إلى انهيار الاقتصاد، وقطعت أوصال البلاد، ولا تريد بعد أن تحط أوزارها.

 

تعز المحاصرة

وتعاني مدينة تعز وسط اليمن، من حصار مطبق وصل عامه الثالث، تسبب في ارتفاع الأسعار وشحة البضائع الأساسية، جعل المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان تعيش عزلة شبه تامة.

 

ويفرض مسلحو جماعة الحوثي طوقا عسكريا على المدينة من عدة جهات، وسط هجمات متكررة وعمليات قنص تحصد أرواح المواطنين بشكل دوري، وسط صمت دولي مشين.

 

ويضطر أبناء تعز للسفر عبر طرق وعرة تصل إلى 6 ساعات، للدخول والخروج من وإلى المدينة المحاصرة، نظرا لإغلاق الطرق الرئيسية من قبل جماعة الحوثيين.

 

جائحة كورونا

 

بالإضافة إلى الحصار والحرب، تعيش تعز كباقي اليمن شهر رمضان وسط رعب من قدوم وباء كورونا، في ظل إجراءات مُقيدة للسلطات للحد من انتشاره.

 

وعقب الإعلان عن تعافي حالة الشحر، أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا عن خمس إصابات في العاصمة المؤقتة عدن، توفيت حالتان منها، دفعت السلطات لفرض حظر التجول وإغلاق الدخول والخروج إلى العاصمة.

 

 ووجه محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، الأربعاء، بإغلاق جميع المنافذ كإجراء احترازي، عقب الإعلان عن حالات الإصابة في عدن.

 

وقضى توجيه المحافظ بإغلاق جميع المنافذ باستثناء دخول البضائع والمواد التموينية حتى تستكمل الإجراءات والتدابير الصحية.

 

وبالرغم من الإجراءات، سجلت وزارة الصحة اليمنية، مساء الجمعة، أول حالة إصابة بفيروس كورونا، وسط رعب بين أهالي المدينة، خصوصا مع انهيار النظام الصحي وضعف الإمكانات في ظل الحصار القائم.

 

تأتي هذه الإجراءات، عقب توجيهات سابقة بإغلاق الحدائق والمنتزهات والمساجد، في إطار التوجه لمكافحة فيروس كوفيد19 المستجد.

 

طقوس استقبال رمضان

 

ورغم كل الخطوب التي تحيط بالمدينة، يسترق أطفال تعز لحظات بديعة لاستقبال الشهر الكريم والترحيب به على طريقتهم الخاصة، إيماناً وإقبالاً على الحياة بفرحة تنبعث من وسط ركام الحرب والحصار.

 

فقد خرج أطفال تعز مع دخول الأيام الأولى لشهر الصوم، بطقوس ليلية تنوعت واختلفت من حارة إلى أخرى، تبعث في مجملها "الفرح والنشوة معا"، تقهر الظروف الصعبة التي تحاول أن تسرق فرحة رمضان من شفاه أطفال المدينة.

 

فبينما تجمع أطفال وشبان لترديد العبارات الترحيبية، اصطفت مجموعات في حارة أخرى بفوانيس رمضان وتعليق الإضاءات التعبيرية في الشوارع الفرعية.

 

في غير مكان، استعاد شبان طريقة قديمة للترحيب برمضان، لكن على طريقتهم الخاصة. فقد جرى كتابة عبارات وطنية ورمضانية بالرماد المعجون بالبنزين "القاز"، وأشعلوها بطريقة بديعة مرددين أغاني رمضانية وشعارات ترحيب، اجتاحت صورها وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن.

 

تكاتف يقهر الظروف الاقتصادية

 

تقليص المساعدات، وانهيار العملة الوطنية الذي أشعل أسعار السلع الأساسية، فاقمت الوضع الإنساني بدرجة كبيرة، خصوصا مع عدم صرف الرواتب بانتظام.

 

ومطلع إبريل الفائت، أبلغ البنك المركزي اليمني بعدن، أبلغ التجار بعدم قدرته على دعم اعتمادات السلع الغذائية بالسعر المخفض، نظرا لانتهاء الوديعة السعودية، والذي أدى لارتفاع الأسعار بشكل كبير مع دخول الشهر الكريم.

 

وتعتمد عائلات يمنية كثيرة على الحوالات القادمة من الغربة، السعودية تحديدا، في متطلباتها الأساسية، فضلا عن مساعدة تلك التحويلات على ثبات أسعار الصرف.

 

ورغم كل هذه المعوقات، يظهر أبناء مدينة تعز تكاتفا فريدا خلال شهر رمضان، تتمثل في تجهيز موائد إفطار بين الجيران، كعادة يتميز بها المجتمع اليمني بشكل عام، في أحلك الظروف.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية