آخر الأخبار
"اعتصام المهرة".. ثلاث سنوات من الكفاح السلمي والنضال ضد الاحتلال السعودي (تقرير خاص)
اجتماع سابق فلجنة اعتصام المهرة
الأحد, 27 يونيو, 2021 - 11:12 صباحاً
في الخامس والعشرين من يونيو/حزيران 2018 ، أسس المجتمع المحلي في محافظة المهرة" لجنة الاعتصام السلمي" التي تولت منذ ذلك الحين معارضة الأطماع السعودية والإماراتية في المحافظة التي تعد ثاني أكبر محافظات اليمن مساحة بعد حضرموت.
وكانت كل من السعودية والإمارات قد أظهرتا باكراً نواياهما الاستعمارية في المحافظة التي تعد إحدى بوابات بحر العرب من خلال رعاية مشاريع تنموية خيرية في الظاهر ، لكنها في الحقيقة على صلة وثيقة بالأجندات السياسية للدولتين ، غير أن السعودية ترجمت نواياها إلى تحركات عسكرية فعلية داخل مديريات المهرة التي وجدت نفسها في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 واقعة تحت سيطرة القوات السعودية.
وكانت الرياض استغلت تواجدها في اليمن على رأس تحالف عسكري يهدف اسمياً لإعادة تمكين الرئيس اليمني الشرعي عبده ربه منصور هادي من السلطة التي انقلب عليها المتمردون الحوثيون في سبتمبر/أيلول 2014 ، لتبني لنفسها حضوراً مباشراً في اليمن وتحقق غاياتها الاستعمارية في بعض مناطق البلاد .
ولم يشفع للمهرة موقعها الجغرافي النائي نسبياً عن مراكز الاحتراب في النجاة من المخططات السعودية الإماراتية ، فالمحافظة التي تبعد عن العاصمة صنعاء قرابة 1300 كيلو متر عانت ولا تزال من وطأة الوجود العسكري للسعودية بشكل خاص والذي يبرر نفسه بمواجهة جماعة الحوثي المتمركزة في صنعاء.
كفاح وطني مستمر
ولعبت لجنة الاعتصام السلمي دوراً رئيسياً في إحباط المحاولات الإماراتية المتكررة لإنشاء قوات مليشاوية داخل المحافظة تحت مسمى " النخبة المهرية" ، والتي أرادت بها أبو ظبي محاكاة تجاربها السابقة في عدن وشبوة وحضرموت ، وذلك عبر دعم السلطة المحلية الموالية للحكومة الشرعية ؛ وتركز اللجنة حالياً على التصدي للتواجد السعودي الذي تفاقم مؤخراً في المحافظة .
واضطلعت لجنة الاعتصام بدور حاسم تمثل في ملء الفراغ الذي تعيشه المحافظة بسبب غياب الأجهزة الحكومية الفاعلة والمجتمع المدني الحي بعد عقود من الإهمال الذي مورس في حقها من قبل السلطة المركزية في صنعاء قبل انقلاب الحوثيين في 2014 ، ثم لاحقاً في ظل سلطة الرئيس هادي .
وفي هذا السياق يجد الشيخ حميد زعبوت ، رئيس لجنة اعتصام " شحن" أن اللجنة " صنعت حراكاً مجتمعياً وكانت السباقة في التأكيد على تماسك المجتمع المهري " ، في إشارة إلى مقاومة حالة الاستقطاب التي نشأت نتيجة مساعي أبو ظبي والرياض لاختراق المجتمع في المهرة عبر عمليات التجنيد .
ويضيف زعبنوت للمهرية نت أن اللجنة أيضاً " شكلت وعياً سياسياً مهماً في مرحلة غابت فيها الاحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية التي ذهبت للبحث عن مصالحها وتركت الوطن والمواطنين ، ليس في المهرة وسقطرى فقط ، بل في كل أرجاء الجمهورية اليمنية وسلمتهم لأدوات ومليشيات الاحتلال السعودي الاماراتي." .
كما ساهمت اللجنة في إبراز أوضاع المحافظة إلى الرأي العام المحلي والخارجي من خلال قدرتها على التحشيد ، وتنظيم الفعاليات السلمية المتنوعة ، وحالت بذلك دون استفراد القوى الخارجية الطامعة بالأجزاء الاستراتيجية والنائية من الجغرافيا اليمنية .
آفاق التصعيد ضد الاحتلال
وينتظر لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة الكثير من العمل في ظل الإصرار السعودي على تعزيز قبضته على المهرة ، والتمهيد للمشروع الاقتصادي السعودي الذي ظهر للسطح أكثر من مرة والمتمثل في إنشاء خط ضخم لأنابيب النفط السعودي يصل منطقة الخرخير السعودية بساحل المهرة ، دون إذن الحكومة الشرعية.
وهنا يعد زعبنوت باستمرار اللجنة " وتحركها ضد الاحتلال السعودي وأدواته وترتيب أوراقها ، خصوصاً بعد أحداث 2020 وانتشار جائحة كورونا " . وكانت اللجنة لتغيير في القيادة في الأشهر الماضية بعد وفاة رئيسها السابق الشيخ" عامر كلشات " ، وتولي الشيخ القبلي البارز " علي سالم الحريزي" لزمام الأمور بعده .
وتتحكم السعودية منذ 2017 في مرافق المهرة الحيوية ، أبرزها مطار الغيضة وميناء نشطون ومنفذي شحن وصرفيت البريين على الحدود مع سلطنة عمان .
" نؤكد أننا في لجنة اعتصام أبناء المهرة ماضون خلال الفترة القادمة للتصعيد بما تراه قيادة اللجنة مناسباً برئاسة الشيخ علي سالم الحريزي وفي كل مديريات المهرة " ، يضيف زعبنوت .
وتتهم لجنة الاعتصام السعودية باستقدام قوات بريطانية إلى المهرة في منأى عن حكومة البلاد الشرعية بغرض تعزيز حظوظها في السيطرة على المحافظة ذات الأهمية الإستراتيجية .