آخر الأخبار

من شراء الأراضي إلى الاحتلال.. مراحل الوجود الإماراتي في سقطرى (تقرير خاص)

ظلت الإمارات لسنوات تعمل من أجل السيطرة على سقطرى

ظلت الإمارات لسنوات تعمل من أجل السيطرة على سقطرى

المهرية نت - خاص
الأحد, 20 يونيو, 2021 - 07:22 مساءً

مر عام كامل على الانقلاب في سقطرى، والسيطرة الإماراتية الكاملة على الأرخبيل، لكن تحركات الإمارات وأطماعها وليد السنوات الأخيرة، فمنذ سنوات بدأت الإمارات التحضير لابتلاع الجزيرة عبر شراء الأراضي وتجنيس سكان الجزيرة وتحت غطاء العمل الإنساني.

حضور مبكر عبر شراء الأراضي | 2010

وتعود بدايات الوجود الإماراتي في جزيرة سقطرى ما قبل العام ألفين وعشرة، على شكل زيارات قام بها رجل الأعمال الإماراتي محمود فتح الله آل خاجة، الذي يلقبه أبناء الجزيرة بأبو طارق، وهو والد السفير الإماراتي في إسرائيل محمد محمود آل خاجة.

ونشط آل خاجة بشكل كبير في شراء الأراضي الساحلية والمحميات الطبيعية في جزيرة سقطرى، بمساحات شاسعة تجاوزت عدة كيلومترات وبملايين الريالات، علاوة على إهداء مسؤولين في الجزيرة سيارات، لكسب ولائهم وتسهيل نشاطه.

التغلغل الناعم تحت لافتة العمل الإنساني | 2015

وفي العام ألفين وخمسة عشر مع انشغال الحكومة واليمنيين بانطلاق الحرب وعمليات التحالف الذي تقوده السعودية، شرعت الإمارات في بناء نفوذ لها في محافظة أرخبيل سقطرى، تحت لافتة العمل الخيري مستغلة إعصاري "تشابالا وميغ" اللذين ضربا الجزيرة وأحدثا دماراً هائلاً في بنيتها التحتية.

 

وتصاعدت عمليات الإمارات في السيطرة على الأراضي، بقيادة المندوب الإماراتي خلفان المزروعي الذي اشترى أراض بمساحات شاسعة في السواحل بالقرب من الميناء وأخرى في منطقة نوجد، إضافة إلى الاستيلاء على مساحات في محمية دكسم، المحمية من البناء عليها بموجب القانون اليمني.

 

وفي الطريق المؤدي إلى ميناء سقطرى، عمل الإماراتيون على هدم أحد المناطق الأثرية المطلة على البحر لبناء قصور شخصية، وأقدمت على تغيير حرس ميناء سقطرى، وعملت سفن إماراتية على نقل كميات من الأحجار والحيوانات النادرة من الجزيرة.

وأحكمت أبوظبي سيطرتها على مطار الجزيرة أمنياً وإدارياً، وأشرف الضابط سعيد الكعبي، وهو من أبرز معاوني المزروعي على دخول وخروج شحنات مغلفة من الجزيرة عبر المطار من دون رقابة أو تفتيش من الجمارك، وبدأت ببناء قاعدة جوية بجوار المطار.

 

وتجاوز النفوذ الإماراتي بسقطرى حدود السيطرة على المنشآت الحيوية فقط، بل تجاوزها إلى التحكم في المفاصل الاقتصادية، كالاتصالات والسياحة، والصحة والنفط، عبر تأسيس شبكات اتصالات وشركات سياحية تابعة للمزروعي، ومحطة وقود لبيع المشتقات النفطية، والسيطرة على مستشفى حديبوه العام وتحويله إلى مستشفى الشيخ خليفة بن زايد.

المواجهة العلنية عبر استخدام القوة العسكرية | 2018

وفي أبريل من العام ألفين وثمانية عشر كشرت الإمارات عن أنيابها وبدأت باستخدام القوة الخشنة، وأرسلت عشرات الجنود والعربات العسكرية وسيطرت على مطار وميناء جزيرة سقطرى خلال زيارة رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر وعدد من الوزراء، وقامت القوات الإماراتية بطرد مسؤولي المطار وحراساته من القوات اليمنية، وأبلغتهم بأن عليهم المغادرة حتى إشعار آخر.

 

وواجهت الحكومة التحرك الإماراتي في حينها برفض علني، وبعثت برسالة إلى مجلس الأمن الدولي، تشتكي فيها من الخطوة الإماراتية، الأمر الذي سرع من وتيرة تدخل الرياض لحل الأزمة في حينها.

مرحلة الإنقلاب والسيطرة الكاملة | 2020

وفي يونيو من العام ألفين وعشرين، سيطرت ميليشيا الانتقالي المدعوم من الإمارات، على جزيرة سقطرى بعد مواجهات مع القوات الحكومية، وبعد سنوات من مساعٍ ومحاولات عديدة من الإمارات لبسط نفوذها على الجزيرة.

 

وخلال عام من هذه السيطرة الإماراتية تحولت الجزيرة إلى ثكنة عسكرية ومحمية إماراتية مليئة بالمرتزقة من خارج الجزيرة، وأنشأت أبوظبي أكثر من موقع وقاعدة عسكرية وبدأت التحضير لإنشاء مرافق عسكرية واستخبارية بالشراكة مع إسرائيل، وفتحت أبواب الجزيرة لعناصر من جنسيات مختلفة عبر تأشيرات إماراتية وعبر طيران إماراتي، كما دفعت أكثر من مرة بشحنات عسكرية عبر ميناء الجزيرة.

 

كما تدهورت الأوضاع المعيشية وانهارت مؤسسات الدولة وتعطلت الخدمات الأساسية وارتفعت الأسعار ودخل الأرخبيل في أزمات وقود وغاز وغذاء، كما ارتفعت معدلات الجريمة وملاحقة الناشطين واختطافهم.




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية