آخر الأخبار

الشيخ المطري .. عقود من الإرشاد والتعليم في أكبر جامع أثري بمحافظة لحج

الشيخ المطري

الشيخ المطري

المهرية نت - لحج - عبدالباسط علي
الإثنين, 26 أبريل, 2021 - 11:43 صباحاً

لا يكل ولايمل وهو على هذا العهد منذ مايزيد عن 30 سنة، في بقعته التي لاتفارقه بجامع أبو الأسرار ، أقدم مسجد تاريخي في محافظة لحج، حيث يرجع تاريخ بنائه لسنة 510 هجرية.

 

يعمل تطوعا، ولا يريد جزاء ولا شكورا من الناس ، فبعد صلاة كل مغرب يجتمع مع طلابه لتدريسهم القرآن الكريم في جوانب الجامع الشهير وهو عهد دأب عليه الإمام والخطيب والداعية علي المطري( 70 عاما) منذ أواخر الثمانينات ليتخرج على يدية جيلا كبيرا من المتعلمين لكتاب الله والمجيدين له بدقة، ومايزال على هذا المنوال رغم تقدم سنه.

وسطية واعتدال

يؤم الشيخ المطري المصلين في جامع أبو الأسرار التاريخي منذ أكثر من ثلاثين عاما..  يتسم بالوسطية والاعتدال ويتعرض لتشويه كبير من قبل متطرفين فكريين بحجج ودعاوى عديدة.


ورغم المحاولات العديدة  لتغيير هوية الجامع؛ إلا أن المطري تصدى وحيدا لذلك، ثم حاول البعض إحداث تغيير في شكل الجامع الأثري وهو مالم يتم بعد أن نال  المعلم التاريخي تشبث القبائل المحيطة به والأهالي ورفضهم إحداث أي تغيير على الجامع الوحيد في المنطقة برمتها.


ولعب المطري دورا محوريا في التوضيح والحشد للحفاظ على هذا الجامع الذي نجح في تنمية وتثقيف المجتمع  بمختلف العلوم إبان الاستعمار البريطاني في ظل غياب الدولة، وقبل دخول التعليم النظامي المنطقة في الخمسينات إبان السلطنة اللحجية.


تمسك بالأنماط الدينية

يتخذ المطري من الطريقة الصوفية الوسطية منهجا للتعليم والإرشاد في الجامع، إذ لايزال متمسكا بالكثير من الطقوس والأنماط التي اندثرت في بعض الجوامع وفي مقدمة هذه الأنماط أناشيد وتهاليل الترحيب برمضان التي تبقت فيه  علامة شاهدة في 28 شعبان من كل عام.


إضافة إلى تمسكه بالأذكار قبل صلاة التراويح من كل يوم وهو الأمر الذي حرك حنق بعض المتشددين لولا رفض وتمسك الأهالي بخصوصية هذا الجامع الأثري.


ويرى المطري أن تدريسه في الجامع واستمراره فيه إيمانا منه برسالة الجامع التنويرية التعليمية الوسطية دون إفراط ولاتفريط ناهيك عن الأجر في تعليم الجيل ببساطة وصفاء دون تدوير وتلغيم فكر الشباب نحو الهدم وليس التعليم والبناء.

 

نهج متوارث

يقول المطري إن نهج حلقاته القرآنية اليومية بعد صلاة المغرب هي منهاج دأب عليه منذ أن كان صغيرا في منطقته الريفية حيث كان يدرس على يد مشائخ وفقهاء يزورون المسجد ويقيمون فيه، ثم واصل هذا النهج حيث  الأسر ترسل أولادها رغبة في تعليم القرآن الصحيح.


وأفاد للمهرية نت أن الكثير يستفيد من هذه الحلقات  حيث تم تخرج جيل يجيد القراءة والنطق بشكل صحيح  في دروب الحياة.

 

متعدد المهام

بالإضافة لإمامته وخطابته في جامع أبو الاسرار منذ أكثر من ثلاثة عقود عمل المطري معلما في مدرسة التربة هناك، قبل أن يحال للتقاعد في السنوات الأخيرة حيث كان معلما لمادة الرياضيات.

 

كما تولى إدارة المدرسة في مرحلة سابقة ورأس مجلس الآباء حاليا في ذات المدرسة.
ويعد المطري من أبرز الشخصيات التي ساهمت في الحفاظ على معلم أبو الأسرار الأثري  الذي يتبع وزارة الاوقاف والإرشاد من خلال رعاية مصالحه حتى في ظل غياب الدولة والجهات المختصة به.

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية