آخر الأخبار

نازحو اليمن في رمضان.. ضاقت عليهم الأرض وطاردتهم النكبات

مأساة النزوح تعمق جراحات اليمنيين_ المهرية نت

مأساة النزوح تعمق جراحات اليمنيين_ المهرية نت

المهرية نت - خاص
الجمعة, 24 أبريل, 2020 - 04:01 مساءً

ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وطاردتهم النكبات أينما حلو.. النازحون في اليمن في وضع لا يسرُ إنسان، فبعد أن هُجّرِوا من منازلهم بسبب استهدافهم من قبل أطراف الصراع، باتوا يواجهون اليوم كوارث طبيعية بأسلحة الخيام والبيوت الطينية المصنوعة على عجل.

 

خلال الأيام القليلة الماضية ضربت العواصف والأمطار الغزيرة مناطق عدة على امتداد البلاد، وخلفت وراءها مآسي إنسانية أبطالها نازحون، ما جعل هؤلاء يعيشون شهر رمضان المبارك مع أوجاع متعددة وآلام متنوعة.

 

في مارب شرقي البلاد، على سبيل المثال استقرت مئات الآلاف من الأسر اليمنية في أكثر من مائة مخيم تفتقد معظمها لأبسط الخدمات الضرورية.

 

معاناة أم علي  

"جاءت السيول ودخلت بيتنا، ذاب السُكّر وفسُدَ الدقيق، والعفش (الآثاث) الذي اشتريناه قطعة قطعة على مدى ست سنوات غمرته السيول، لا مأوى ولا غذاء ولا سكن ولا رجل يعول الأسرة".. هذا ما قالته لـ "المهرية نت" أم علي التي تسكن مع أطفالها الأربعة مخيم الروضة في مدينة مارب

 

استشهد زوجها وهو يقاتل الحوثي، ترك لهم بيتاً من الطين على مقربة من مجرى السيول، ومعاشاً يأتي شهراً ويغيب أشهراً عدة. استغاثت النازحة بجيرانها ففتحوا لها أبوابهم، وأسكنوها منزلهم. ورغم أن أم علي تسمع في الإعلام عن مساعدات تقدم للمتضررين إلا أنه لم يصلها شيء كما ذكرت لنا

 

أما بخصوص رمضان هذا العام، فلم يكن الوضع المادي ليسمح لأم علي بشراء حاجيات هذا الشهر، وزاد الطين بِلة ما جرى لمنزلها المبني من المادة الطينية المسماه "اللِبْنْ" والتي أصبح شغلها الأول كيف ترمم ما تأثر منه.

 

تُظهر أم علي جَلداً وثقة بقدرتها على تجاوز هذه المصاعب، لكنها تحتاج إلى مساندة أي جهة حكومية أو منظمات إغاثية، "أتواصل مع الجهات الإغاثية الخاصة بنازحي محافظة إب، لكنهم لا يردّوا على مكالماتي". 

 

مأساة أخرى

أما جميل داهم النازح من مدينة حجة شمال غربي اليمن، فيعيش مع عائلته في مخيم الجفينة، وهو واحد من أكبر المخيمات في محافظة مارب، بعد أن اضطر إلى النزوح جراء ملاحقة جماعة الحوثي وتهديد عناصرها له

 

قبل حلول شهر رمضان كان جميل يذهب مع أسرته لشراء ما تيسر من احتياجات الشهر الفضيل، ويستعدون في منزلهم المتواضع المبني من مادة اللِبن لاستقباله بإمكاناتهم المتاحة

 

أما هذا العام فهو مشغول مع أفراد أسرته بلملمة ما يمكن جمعه من أغراض المنزل بعد أن غمرته السيول، وتهدم جزء كبير منه بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة مؤخراً

 

 يقول داهم لـ "المهرية نت" "تفاجئنا بالسيول والأمطار التي شهدتها مارب، لم نكن نتوقعها من قبل، لقد أتت على بيوت النازحين وجرفتها أو هدمت جزءًا كبيراً منها كما هو الحال مع منزلي. بنيناها بدون أساسات صُلبة، وذلك لأن المسؤولين على المخيم يمنعون النازحين من إدخال مواد البناء (الجُعْم والبُلك والإسمنت) فاضطررنا للبناء بأي طريقة لنسكن". 

 

ويضيف جميل داهم بحسرة ووجع على ما فقده "يحاربوننا في كل مكان لا توجد رحمة تجاه المواطنين. الحوثي تهديداته كبيرة ومعروفة، أما هنا فنجد أناساً متحكمين ومهيمنين، ولا يُدخلون مواد البناء إلا لفئة معينة من النازحين، والبقية لا يكترثون بهم". 

 

ويناشد داهم المنظمات والمسؤولين "أغيثونا بطرابيل أو أي شيء نأوي تحته كي نقضي هذا الشهر بطريقة إنسانية".

 

أضرار فادحة

وبحسب مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مارب سيف مثنى فقد أودت السيول الجارفة بحياة 7 أشخاص، بينهم خمسة أطفال، وفقدان شخصين وإصابة 550 شخصاً منهم 25 إصاباتهم بليغة

كما بلغ إجمالي الأسر المتضررة بسبب السيول 6 آلاف و286 أسرة معظمها من الأسر النازحة في المخيمات

ووفق تقرير اللجنة الفنية لمواجهة أضرار السيول فإن التدخلات الأولية أثمرت في نقل وتسكين (763) أسرة في الفنادق تنفيذاً لتوجيهات محافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة الذي خصص خلال زيارته الميدانية قبل نحو أسبوع 150 مليون ريال للأسر المتضررة

 

المسؤولية مشتركة

وترجع الجهات الرسمية جزءًا من المسؤولية في ارتفاع عدد ضحايا السيول الأخيرة، إلى البناء وسط أو بالقرب من مجاري السيول رغم التحذيرات التي أطلقها مكتب الأشغال العامة والطرق واللوحات التي توضح خطورة البناء في تلك المناطق. لكن مراقبون يحملون الجهات المعنية مسؤولية ما حدث فهي لم تتحذ إجراءات رادعة تجاه من يبني في تلك المناطق

بينما يقول النازحون إنهم اضطروا لذلك لارتفاع أسعار الأراضي وغلاء الإيجارات، بالإضافة إلى العشوائية في بناء المخيمات بشكل عام وضعف قدرتها على تحمل تقلبات الطقس وغضب الطبيعة.

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية