آخر الأخبار
حتى العنب… ينزف في اليمن
كان له 40 صنفا، تقلصت حاليا إلى حوالي 20
الثلاثاء, 14 سبتمبر, 2021 - 11:06 مساءً
ككل شيء في ما كان يُعرف بـ«اليمن السعيد» يعاني مزارعو العنب من تداعيات حرب مستمرة منذ نحو 7 سنوات، ما أثر سلبا على هذه الفاكهة، التي كانت تنتظرها أسواق الداخل وأخرى خارجية.
«عنب اليمن» كان له 40 صنفا، تقلصت حاليا إلى حوالي 20، وأكثرها شهرة وشيوعا ثلاثة أنواع، هي «الرازقي» ذو اللون الأبيض، وهو الأجود على الإطلاق، و»العاصمي» نسبة لزراعته في ضواحي العاصمة صنعاء (شمال) إضافة إلى «الأسود والأحمر».
لكن هذه الزراعة العريقة في اليمن تتأثر منذ سنوات بسبب وضع البلد وأزماته العصيبة، التي لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد، إذ بات ينزف هو الآخر مع تعرضه للعطش وضعف رعايته وفقدانه مساحات واسعة.
كما أدت أزمة شح الوقود إلى عجز المزارع عن ري العنب، إضافة إلى غياب المبيدات الفاعلة في الأسواق اليمنية، حيث طغت عليها منتجات مستوردة ومهربة بلا ضمانة ولا رقابة ولا فاعلية.
ويستمر موسم حصاد العنب في البلاد بين يوليو/ تموز ونوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.
على مشارف صنعاء، وفي منطقة بني حشيش الشهيرة بزراعة العنب، التقينا مع عوض العزب، وهو يزرع هذه الفاكهة.
وقال إن «الوضع الحالي للبلاد أعاق المزارع من التصدير إلى المدن الأخرى، مثل عدن (جنوب)؛ بسبب ارتفاع أجور النقل وغلاء المشتقات النفطية، ما يفقدنا ثلث قيمة العنب في تلك الأجور ونفقات السفر الطويل، مما جعل المزارع في عناء».
وتابع: «كما يبدو فإن شجرة العنب بدأت تقل وقد تنقرض؛ بسبب زيادة النفقات وعدم توفر المشتقات النفطية، سواء للري أو النقل، وكذلك عدم توفر المبيدات الفعالة، والتي حل محلها في الأسواق المواد المزيفة».
وحسب تقارير سابقة صادرة عن الاتحاد التعاوني الزراعي التابع لوزارة الزراعة، فإن اليمن ينتج من العنب ما يزيد عن 163 ألف طن سنويا.
وتفيد إحصاءات بأن زراعة العنب تحتل المركز الأول بين مختلف أصناف الفاكهة في اليمن، إذ يبلغ متوسط المساحة المزروعة به نحو 35 في المئة من إجمالي المساحة المزروعة بالفاكهة.
ويُزرع العنب في المناطق ذات الطقس البارد المعتدل، ومنها المناطق المحيطة بمدينة صنعاء، وبينها بني حشيش (30 كم شرق صنعاء) وهي من أخصب مناطق زراعته.
وقال عبد المجيد الإهجري، مواطن يمني، إن «العنب اليمني يعتبر من أفضل وأجود أنواع الأعناب في العالم؛ نتيجة ما أظهره المزارع اليمني من قدرة على العناية بها والاهتمام بشجرتها، وكذلك لأنه لا يحتوي على مواد كيماوية أو عملية تهجين.. العنب اليمني يؤكل كما خلقه الله». واستدرك إن «الحرب والأزمة التي نمر بها أثرت تأثيرا جذريا على الجميع، بمن فيهم المزارع».
وأوضح أن «هناك من المزارعين من قد انتهى ولم يعد لديه شي (أرض مزروعة بالعنب) وآخرين تقلصت زراعتهم من زراعة 100 لبنة (البنة الواحدة تساوي 44.4 متر) إلى 50 لبنة، ولا يزالون في حاله كفاح مستمر». وتابع: كذلك مع الزحف العمراني، باع مزارعون كثيرون أراضيهم (لبناء مساكن)؛ بسبب الكثافة السكانية المتزايدة، بالإضافة إلى تضاعف نفقات وخسائر زراع العنب، وعدم تحقيق عائد مرض، ما أدى إلى عزوف كبير ومخيف من أرباب زراعة هذه الفاكهة.