آخر الأخبار
الانتفاضات الطلابية من أجل غزة.. ثورة عالمية في وجه الظالمين!
لقد حركت القضية الفلسطينية الضمير العالمي بكل قوة دون أن تبذل جهدًا في ذلك، ودون أن تعمل على إذكاء التعاون معها، حركت غزة الضمير العالمي بجروحها وعنائها الذي تتكبده بكل لحظة وحين، بمقاومتها الباسلة وصمودها العظيم، فاليوم وفي الوقت الذي يتآمر فيه المتآمرون على أبناء غزة، ويبحثون في كل لحظة عن طريقة جديدة يميتون بها الأبرياء والعزل من نساء وأطفال القطاع، هناك من يشتعل حرقة ضد هذه الإبادات الجماعية التي تحدث في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي وضد التجويع الممنهج الذي ذاق ويلاته العزل من أبناء غزة دونما ذنب ارتكبوه.
لم يكن يخطر على بال إسرائيل أو أمريكا التي تدلل هذا الكيان الغاصب وتمده بما استطاعت من دعم عسكري وسياسي، لم يخطر على بالها أن يتمدد نطاق المواجهة ضد إسرائيل إلى خارج غزة أو أن يأتي التنديد بهذه الجرائم المتواصلة من قبل الغرب الذين ليسوا بمسلمين ولا يعرفون عن القضية الفلسطينية إلا أن هناك من يُقتل ظلمًا ويموت جوعًا وعطشا.
اليوم الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية يحدث ضجة عالمية كبيرة، ويرعب أمريكا التي تحاول جاهدة أن تقمع التكتلات الطلابية المنددة بالعدوان الإسرائيلي والمناهضة لأي دعم يقدم لإسرائيل، لقد دخلت المواجهة الموجودة في غزة إلى قلب أمريكا؛ ليتحول الحدث إليها وتصبح القضية قضيةً عالمية بامتياز، يثور لأجلها الأبطال في العالم بأسره وإن حاول مصاصو الدماء وتجار الحروب أن يحدوا من رقعة هذه المقاومة وهذه الانتفاضة الكبيرة.
طلاب جامعة كولومبيا اليوم يعيدون مجد أسلافهم من الطلاب الذي ثاروا عام 1968م.. التأريخ اليوم يعيد نفسه هناك بالتحديد، والضمير الحي الذي ثار قبل 56 عامًا هاهو ذاته اليوم ينتفض غير أن الفرق هو أن هذه الانتفاضة تناصر قضية أخرى وأن أصحابها هم جيل جديد يمضى على نفس العزيمة والإصرار الذي مضى عليه السابقون من كرههم للظلم واستنكارهم للإبادات الجماعية والتجويع الممنهج.
ليست جامعة كولومبيا وحدها من يقوم طلابها بهذا العمل العظيم؛ فهناك الكثير من الجامعات الأمريكية من حذت حذوها والكثير من الجامعات العربية أيضًا؛ ليتحول الحراك الطلابي إلى حراك شبابي عالمي ضد الظالمين.
إن استمرار الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية على الرغم من القمع الحاصل لهم من قبل السلطات يبعث في العالم روحًا جديدة، يوقظ في النفوس حماسًا كبيرًا، فاليوم الكثير من الشباب في العالم لا ينظر لانتمائه السياسي أو الدولي بقدر ما ينظر لهذا الفعل هل هو عدائي أم لا، وينظر لهذا الإنسان هل هو ظالم أم مظلوم، وبالتالي يقف مع المظلوم ضد الظلم شاهرًا صوته أمام الظالمين كسيف بتار يقطع دابر الظالمين.
وفي الوقت نفسه لقد كشف هذا الحراك الوجه الحقيقي للديمقراطية التي تتحدث عنها أمريكا، عن حرية التعبير عن الرأي دونما قمع، لقد تلاشى كل ذلك حينما تعلق الأمر بقضية المسلمين، ضاعت الديمقراطية وقوانينها وبقي الأمر لدى السلطة الأمريكية كيف نُسْكت هؤلاء وكيف نسيطر على الوضع؛ لم يعد خوفهم على انتفاضة الطلاب مع القضية الفلسطينية وحسب؛ بل إن خوفهم اليوم أصبح أكبر من ذلك، إنهم يخافون كثيرًا من أن تتحول هذه الانتفاضة إلى انتفاضة ضد الحكم ومحاولة إسقاطه.
*المقال خاص بالمهرية نت*